تجدّدت اليوم الأحد المظاهرات المنددة بالغلاء والمطالبة بإسقاط النظام في السودان في مناطق متفرقة من البلاد، وفرقت الشرطة المظاهرات مستخدمة الغاز المدمع.
وقال شهود عيان إن الشرطة حاولت تفريق ومطاردة المتظاهرين في عدد من المواقع والأسواق ومحطات المواصلات العامة.
كما فرقت الشرطة مظاهرة محدودة في مدينة ود مدني، جنوب الخرطوم، تجمعت جوار المستشفى الرئيسي للمدينة، وتهتف برحيل النظام.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورا لمظاهرات في أحياء الديم والسجانة ومنطقة بري بالعاصمة الخرطوم.
وأفاد شهود عيان للأناضول بأن مئات المحتجين تجمهروا في السوق الكبير بمدينة عطبرة (شمال)، وفرقتهم قوات الشرطة بالغاز المدمع.
واعتقلت الشرطة السودانية في وقت سابق اليوم أساتذة جامعيين نظموا اعتصاما أمام دار أساتذة جامعة الخرطوم.
وكان تجمع المهنيين (مستقل يضم أطباء ومعلمين ومهندسين) قد حدد أربعة أماكن للتجمع منذ اندلاع الاحتجاجات في التاسع عشر من الشهر الماضي، وهي شارع السيد عبد الرحمن وحي الديم وحي السجانة ومنطقة بري في العاصمة.
وموكب اليوم الذي نظمه التجمع هو الثالث من نوعه الذي يهدف إلى تسليم مذكرة للقصر الرئاسي، تطالب البشير بالتنحي، حيث فشل في تسليم المذكرة لتصدي الشرطة وتفريقها المحتجين بالغاز المدمع في المرتين السابقتين وسط الخرطوم.
واستبق رئيس الوزراء السوداني معتز موسى المظاهرات بتحذير أطلقه أمس من أن أي عمل يدخل في إطار ما سماه "التخريب" و"حمل الناس على أفكار معينة بالقوة" مرفوض، كما رفض "استخدام القوة والعنف ونشر الكراهية في العمل السياسي"، معتبرا أن المخرج الوحيد من الأزمة هو "المضي نحو إجراء انتخابات حرة ونزيهة" عام 2020.
في حين دعا الرئيس البشير أمس من يطالبونه بالتنحي عن السلطة إلى الاستعداد لخوض انتخابات 2020 المقبلة للوصول إلى الحكم.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم في ولاية الخرطوم استئناف الدراسة بالمدارس جزئيا لكل المراحل يوم الثلاثاء المقبل، كما أعلنت حكومة ولاية نهر النيل شمال الخرطوم استئناف الدراسة في مرحلتي الأساسي والثانوي اليوم، وذلك بعد تعطل الدراسة في المدارس والجامعات مع اندلاع المظاهرات.
ويشهد السودان منذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي احتجاجات في الخرطوم وعدد من ولايات البلاد منددة بالغلاء وتردي الأوضاع الاقتصادية، وشهدت تلك الاحتجاجات حرق عدد من المقار الحكومية ودور لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، فضلا عن مقتل 19 شخصا على الأقل، بحسب السلطات السودانية، أو 37 قتيلا، وفق إحصاءات منظمة العفو الدولية.