قائمة الموقع

"فتح" ذاهبة لواشنطن عارية من "غطاء الرباعية"

2010-08-29T19:07:00+03:00

أبو عين:احتكار أمريكا لملف المفاوضات ليس في صالحنا

أبو زهري: المفاوضات طبخة أمريكية بدون غطاء دولي

الغول: عدم مشاركة أوروبا ضرب للملاحظات الرئيسية

رزقة: الموقف الأوروبي دائماً في ذيل الموقف الأمريكي

الرسالة نت - فايز أيوب الشيخ                                                  

تخلت "سلطة فتح" عن مبرراتها بالذهاب للمفاوضات المباشرة حتى مما يسمى"غطاء الرباعية" الذي استندت إليه، بعد أن تأكد عدم توجه أحد أطرافها وهي المفوض الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية "كاثرين أشتون" نحو حضور حفل استئناف المفاوضات في واشنطن.

وكانت حركة "فتح" دعت إلى حضور أوروبي فعال في المفاوضات المباشرة المتوقع انطلاقها في الثاني من سبتمبر المقبل بواشنطن بين "سلطة فتح" و"إسرائيل"، فقد اعتبر المتحدث باسم "فتح" في أوروبا جمال نزال: "غياب أوروبا عن الاتصالات التفاوضية المباشرة ينذر بتحجيم الشرعية الدولية كمرجعية منشودة للحل المأمول فلسطينياً "، حسب زعمه.

وبدوره رفض عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي التعقيب لـ"الرسالة نت"على التطورات المتعلقة بالمفاوضات المباشرة، فقال:" أنا لم أشارك في الاجتماعات التي أفضت إلى المفاوضات المباشرة، حيث أنه لم يحدث هناك تصويت بأغلبية النصف+1 وإنما جاء بالتوافق والتراضي الداخلي", مضيفا:"لقد حماني الله من المشاركة ولا أريد أن أتحدث في هذا الموضوع الذي والحمد لله لم أشارك فيه "، في إشارة إلى رفضه استئناف المفاوضات.

تنصل الإتحاد الأوروبي

وفي السياق عبر عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" زياد ابو عين عن امتعاضه من تنصل الإتحاد الأوروبي من مسئولياته تجاه"عملية التسوية" باعتباره أحد أطراف الرباعية التي استندت إليها السلطة في الذهاب للمفاوضات .

وأشار أبو عين في حديثه لـ"الرسالة"، إلى أن عدم مشاركة الاتحاد الأوروبي في المراسم الاحتفالية لاستئناف المفاوضات المباشرة "يُضعف انطلاقتها الأولى"، مُرجعاً عدم المشاركة ربما لأجندات وظروف أمريكية مفروضة.

 وشدد أبو عين على أن احتكار الولايات المتحدة الأمريكية لملف المفاوضات ليس في صالح الفلسطينيين، وقال :"نتمنى ألا يستمر الاحتكار الأمريكي لملف المفاوضات، فنحن مع تعزيز الدور الروسي والأوروبي والأمم المتحدة ".

كما اعتبر أبو عين أن الغطاء العربي يشكل رافعة للصمود في المفاوضات المباشرة، مؤكدا أن مصر والأردن شركاء للفلسطينيين في ملف المفاوضات وتتأثران به بشكل كبير جداً ووجودهم عنصر ايجابي جداً.

الغطاء الدولي

أما المتحدث الرسمي باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري، فقد قال أن كل ما يجري على صعيد المفاوضات المباشرة مع الاحتلال "هو طبخة أمريكية لخدمة المصالح الإسرائيلية، ولا علاقة  لما يسمى باللجنة الرباعية أو الشرعية الدولية من ترتيبات تفاوضية، وهذا يتضح من خلال غياب الاتحاد الأوروبي عن هذه الترتيبات".

وأضاف أبو زهري:" المفاوضات تتم بدون أي غطاء وطني أصلاً، ولذلك أي مظلات أخرى ليس لها أي معنى طالما أن الشعب الفلسطيني وقواه السياسية لم يفوضوا عباس لإجراء هذه المفاوضات ".

تهميش الدور الأوروبي

عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول، أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تهميش الدور الأوروبي وإبقائه في حدود مغلفة، موضحاً لـ"الرسالة"، أن الاتحاد الأوروبي غير مسموح له بأن يلعب دورا سياسيا في إطار المفاوضات أو في إطار الجهود التي تبذل أحياناً في تحقيق تقدم في المنطقة.

 وقال الغول:"هذا القرار يتعاكس مع رغبة أوروبية سبق وأعُلن عنها بضرورة مشاركة أوروبا في المفاوضات"، مضيفاً:"هو محاولة تقزيم للدور الأوروبي، وهذا من المرجح أن يكون جرى بتنسيق أمريكي إسرائيلي ".

وأشار الغول إلى أن السلطة واللجنة التنفيذية للمنظمة عندما أعلنوا قرار المشاركة في المفاوضات برروا ذلك بالاستناد إلى بيان الرباعية واللجنة الرباعية التي أوروبا طرف أساسي فيها، معتبراً أن عدم مشاركة أوروبا يعني ضرب الملاحظات الرئيسية بعدم المشاركة.

خدمة لأوباما وحزبه

وفي نظرة تحليلية عبر عنها المستشار السياسي لرئيس الوزراء الدكتور يوسف رزقة، فقد عبر عن اعتقاده بأن حضور الاتحاد الأوروبي من عدمه لحفل انطلاق المفاوضات في واشنطن "لا يشكل قيمة كبيرة ".

 واعتبر في حديثه لـ"الرسالة"، أن الكل يدرك بأن المفاوضات التي ستنطلق في برنامج احتفالي هي في النتيجة فاشلة وأن مخرجاتها متدنية جداً ولن تسمح بتحقيق الآمال والأحلام  الفلسطينية .

أما ما يتعلق بالجانب الاحتفالي لانطلاقة المفاوضات المباشرة، فقد اعتبر رزقة "أن الغرض منه تقديم مساعدة لأوباما والحزب الديمقراطي بالانتخابات النصفية في شهر نوفمبر، ولذلك من الملاحظ أن أوباما سيحضر هذه الانطلاقة بنفسه إلى جانب وزيرة خارجيته"، مشيراً إلى دعوة أوباما للرئيسين المصري حسني مبارك والأردني الملك عبدالله الثاني لحضور الحفل ، حيث لم يبخل الزعماء العرب على اوباما بأي مساعدة يمكن أن تسمح بوجود حزبه الديمقراطي يحافظ على قوته في داخل الانتخابات الأمريكية.

وكانت جريدة "الشروق" المصرية نقلت عن مصدر فلسطيني لم تسمه قوله: "إن الإدارة الأمريكية رفضت اطلاع الجانب الفلسطيني بما فيه عباس على جدول أعمال المفاوضات، وأن الأخير يعانى ارتباكاً بعد رفض اطلاع طاقم المفاوضات الفلسطيني على أي تفاصيل بخصوص جدول أعمال المفاوضات والقضايا المطروحة للتفاوض ومكان عقدها وما إذا كانت هناك رعاية أمريكية لهذه المفاوضات فى كل مراحلها".

"فتح" غريقة

وأشار رزقة إلى أن "حركة فتح كالغريق الذي يتعلق في قشة ويريد أن ينجو من الغرق، فلذلك هي تعتقد أن وجود الاتحاد الأوروبي سيساعد الجانب الفلسطيني"، معتبراً أن تمسكها بالإتحاد الأوروبي غير مرتبط بنظرة واقعية وحقيقية "لأن الاتحاد الأوروبي على مدى عشرين عام من المفاوضات لم يقدم جديداً يختلف بشكل أساسي وكبير وواضح عن الموقف الأمريكي".

تجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الفرنسي دعا "أشتون" إلى حضور استئناف المفاوضات المباشرة قائلاً: "لا يمكننا أن نطلب حضوراً يتجاوز مجرد الحضور المالي وأن نغيب" ، مشيراً إلى رغبة الدبلوماسية الأوروبية في القيام بدور سياسي بهدف "تسوية النزاع".

 

 

اخبار ذات صلة