صدرت عن دار طريق للنشر المجموعة القصصية الثانية للكاتبة الفلسطينية نجوى غانم التي حملت عنوان " أغلقت دونها" كحصيلة لعدد من ورش العمل التي تسبق طباعة الإنتاج الأدبي وتركز على تحرير وإعادة بناء النصوص الأدبية، وهي السياسة التي تتبعها دار طريق للنشر ما قبل طباعة الإنتاجات الأدبية.
وفي كلمتها قالت الكاتبة غانم في حفل التوقيع الذي أقيم يوم الاثنين الماضي في مكتبة تماري صباغ التابعة لمركز رشاد الشوا في غزة أنها تعاملت مع أكثر من دار نشر ولم يضف هذا التعامل شيئا لتكوين قصصها، حيث أنها لم تتدخل سوى بالسلامة اللغوية والإملائية والتي لم تكن الكاتبة بحاجتها كثيرا.
وتضيف وفقا لتجربتها: إلى أن عثرت في نوفمبر الماضي على الطريق وخطوت أولى خطواتي نحو ورشة طريق للكتابة المعاصرة "، بَدأتْ الرحلة على الطريق الشائك، كانت رحلة حلوةً مريرة، تخليتُ خلالها عن تعصبي نحو نصي، عن كلماتي، وأحيانا عن نصوص كاملة، رأيت سطوري تتساقط أمامي، عانيت كثيرا في بادئ الأمر وكم كان يؤلمني ضغطة زر المحو التي كان يتقنها مدربي أ. أحمد الحاج، مدير الدار والمشرف على إخراج النصوص وتحريرها من خلال ورش العمل.
وتضيف غانم: أصبح زر المحو صديقي وصرت أستخدمه قبل أستاذي ومن خلال أربعين ساعة تدريبية في ورشة طريق للكتابة المعاصرة شُرِعت أمامي طرق سحرية وأصبح لدي عينين مختلفتين، تمسحان النصوص فتسقط الكلمات الزائدة المكررة، تزيلان ترهل الجمل، تختاران البدايةَ والنهاية بعناية، تريان القارئ من خلف الكلمات فتنصبان له شباك التشويق ليكمل النص بلهفة.
وقد نشرت في مقدمة الكتاب رسالة نقدية للكاتبة والناقدة الجزائرية رفيدة بو بكر أبدت فيها إعجابها بنصوص غانم قائلة " تأخذنا الكاتبة نجوى غانم، إلى عوالم من التشتت والضياع، حاملة لواء الدلالات العائمة في النص الواحد، فيقف القارئ مشدوها أمام الشبكة اللا متناهية، من التحولات والقفزات، الواصفة والحالية، والدلائلية، ما يجعل نصوصها تتفجر أمام كل قارئ يستوقف مدلول كل قصة على حدة، وعليه، فالقراءة الأولى للنصوص قد ترميك بعيدا، وبالقراءة الثانية تعيدك كرة، وبالقراءة الثالثة، تداعبك شيئا، وهكذا...، وهو ما يجعل من نصوص "أغلقت دونها" دولابا رائع الدوران، يقتضي من القارئ أكثر من قراءة للغوص في مكنونات مقاصد النصوص.
وتلفت بو بكر في نقدها إلى أن غانم لم تنس الكتابة عن المخيم في صخب حروفها، وفكرها أن تكتب عن المخيم ومعاناته في نص مثقل بالمعاني الدفينة، وسط حروف قوية ومعان أقوى.
مضيفة: أغلق عينيك وأنت تقرأ " قصعة بين يديها"، فلتعلم يا قارئ حروفها، أنك ستجد نفسك تعيش المخيم، لأن إعادة توزيعها لتحويرات منطقية وأخرى غير منطقية، يستأجر منك ظاهرة إنتاجية فريدة من نوعها.
وقد شرح أحمد الحاج أحمد فكرة ورشة طريق التي تستغرق ثلاثة أشهر وتستهدف الكتابات الجاهزة التي تصل إلى مستوى النشر والخروج إلى الجمهور، كما فعل مع مجموعة القاصة نجوى غانم لافتا إلى أن نصوص الكاتبة كانت تشتبك واعية مع الأجناس الأدبية الأخرى الشعر والسرد وأجناس أخرى مغايرة أنتجت في النهاية مجموعة " أغلقت دونها".