إلى متى هذه المذلة والهوان.. إلى متى؟!

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف

بقلم: مصطفى الصواف

نعم، لأنهم الأسرى الذين ما زالوا يدفعون من أعمارهم وشبابهم ضريبة الوطن، لأنهم الأسرى مشاريع الشهادة في مقاومة الاحتلال، لأنهم الأسرى الذين قاوموا الاحتلال من أجل حرية مازالت مسلوبة، لأنهم الأسرى المعتدى عليهم من قوات الاحتلال الصهيونية، هم بحاجة إلى وقفة من الجميع العسكريين والسياسيين والمثقفين والعاملين وأبناء البلد ومن لديه ما يقدمه خدمة وحقا لمن يدفع حياته ثمنا لحريتنا من أجل مساندتهم في معتقلاتهم التي يلاقون فيها الذل والهوان من الاحتلال وهم الأكرم منا.

تحركوا كل في مكانه ووفقا لقدراته وليكن ما يكون، لأن هناك آلاف يتعرضون للقتل والإرهاب والإذلال على أيدي حفنة من حثالة الأرض وشذاذ الآفاق ونحن لا نتحرك ولا نتقدم ونصمت وننتظر، ولا يختلف موقفنا عن مواقف مؤسسات حقوق الأنسان المحلية والعالمية.. نشجب ونستنكر.. نصدر بيانات الشجب والاستنكار ونحن قادرون على التحرك. لو بدأنا المساندة كل بما يملك من وسائل وأدوات وعندها ستجدون أمرا مختلفا ونتائج من الاحتلال ربما لا ندركها، ولنعلن أن ما نقوم به هو دفاع عن أسرانا ولا نختبئ خلف أي أمر آخر.

تحركوا قبل فوات الأوان وقبل أن نعض على أيدينا ونقول لو فعلنا ولو قلنا ولو نفذنا، اليوم عوفرا وغدا بقية المعتقلات طالما وقفنا عاجزين عن التحرك ولم نتخذ ما يمليه علينا الواجب تجاه الأسرى، فلا تكفي الاعتصامات رغم أهميتها لأنها لا تمثل ضغطا على الاحتلال ولا يعنيه إضراب من هم خارج السجون ولا حتى إضراب الأسرى، فهذه ذات أثر محدود قد توقف الاحتلال بعض الوقت ولكن لن تنهي المعاناة ولن توقف سياسة الاحتلال وسيبقى الأسرى تحت سيف وإرهاب المحتل.

الاحتلال يعيش في وضع انتخابي والكل يريد الفوز بنصيب فيها، وهو يرغب بالهدوء في الضفة وغزة ولا يريد ما يعكر الأجواء، ولدينا ما يمكن أن نعكر به صفو الأوضاع داخل الكيان وقادرون ولو بالحد الأدنى على التأثير فلماذا لا نتحرك؟ لماذا لا نستخدم ما لدينا من قوة للتعامل مع المحتل؟ توحد الأسرى في السجن وأصدروا بيانا توحيدا لماذا لا نتوحد خلفهم؟ لنعزز صمودهم، ونؤكد لهم أنهم منا ونحن منهم.

لماذا لا نحرج قادتهم؟ ونؤكد للصهاينة بأن جنودهم على قيد الحياة من خلال نشر شريط صوتي كل أسير يعرف بنفسه فقط ونشر هذا الشريط؛ لنؤكد أن قادة الاحتلال يكذبون بشأن جولدن وشاؤول، أليس هذا كفيل بزعزعة ثقتهم بقادتهم، علينا أن لا نتمترس خلف مطالبنا وهناك إمكانية للتلاعب بالرأي العام الصهيوني.

لماذا لا تطلق يد المقاومة في الضفة الغربية كي توصل رسالة للمحتل تقول (كفى إلا كرامة أسرانا)؟، وليعلن محمود عباس وقف التعاون الأمني، وفك الارتباط مع الاحتلال والتواصل مع مجرميه، لماذا لا يعود عباس إلى غزة من جولته الخارجية ويضع يده بيد الكل الفلسطيني ويقر بالفشل لمشروعه السياسي أو ليرحل وترك الشعب يقرر مصيره.

والله إن لم نفعل ما هو واجب علينا تجاه الأسرى ليكتب عنى التاريخ أننا جبناء ولا نستحق الحياة وأن ما يجري لأسرانا ولنا هو من صنع أيدينا وتخاذلنا وحرصنا على حياة مغموسة بالذل والهون، فإلى متى يا قوم؟

 

البث المباشر