قالت دبلوماسية إسرائيلية إن "إسرائيل تختار استراتيجية جديدة تعتمد العلاقات الثنائية مع الدول بديلا عن العلاقات مع المجتمع الدولي ومؤسساته، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي أحيت فيه علاقاتها مع تشاد، فإنها قررت الانسحاب من منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، ما يقدم دليلا جديدا على استراتيجية الانتقال من الساحة الدولية إلى الثنائية.
وأضافت رينا باسيست-بروشنين المساعدة السابقة للسفير الإسرائيلي في كولومبيا، في مقالها بموقع يسرائيل بلاس، أن "زيارة بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى تشاد في 20 من الشهر الجاري، ولقاءه مع الرئيس إدريس ديبي حظيت بتغطية إعلامية إسرائيلية واسعة".
وأشارت إلى أن "الإعلام الإسرائيلي وصف الزيارة بالحدث التاريخي، والمراسلون المرافقون لنتنياهو في هذه الزيارة كانوا يرسلون التقارير التلفزيونية المصورة من العاصمة بنجامينا، كي يشارك الإسرائيليون جميعا في هذه الحفلة".
وأوضحت بروشنين، التي عملت مراسلة للشؤون الدولية في الإذاعة الإسرائيلية، وتنقلت بين باريس وبروكسل وبريتوريا ونيو أورلينس، أن "تجديد العلاقات بين إسرائيل وتشاد جاء بعد أن انقطعت هذه العلاقات في سنوات السبعينيات تحت ضغوط عربية معادية لإسرائيل، وقد شكل هذا التجديد مناسبة للاحتفال الإسرائيلي الجدي، وعلامة واضحة على طبيعة الأجواء السائدة في الدول الإسلامية داخل القارة الأفريقية".
وأكدت بروشنين مراسلة وكالة الأنباء الأمريكية JTA وصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، أن "هذه الأجواء الاحتفالية لم تكن هي ذاتها قبل أسبوعين فقط من زيارة تشاد، فقد شهد يوم 31 كانون الأول/ ديسمبر انسحاب إسرائيل الرسمي من منظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة المعروفة باسم اليونسكو، مما يعني أن عدم التغطية هو تعبير عن طبيعة التعامل الإعلامي الإسرائيلي المحلي مع هذا الحدث، وقد تجاهلت معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية تقريبا التعامل معه، أو الانشغال به".
وأشارت إلى أن "إسرائيل اتخذت قرارها بالانسحاب من اليونسكو قبل عام، بعد أن قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في أكتوبر 2017 القرار ذاته بالانسحاب من هذه المنظمة الدولية، باعتبار أنها معادية لإسرائيل، مما دفع الأخيرة لأن تسارع للحاق بالموقف الأمريكي، وتعلن الانسحاب هي كذلك من المنظمة الدولية، مع العلم أن الذريعة التي أعلنها ترامب لم تجد من يشتريها، لأن السبب الحقيقي كما يبدو رغبته بتوفير الأموال التي تنفقها الولايات المتحدة على المنظمة الدولية".
وأكد أن "رغبة ترامب اليوم بالابتعاد عن المؤسسات الدولية تلقى أصداء إيجابية في مكتب نتنياهو، الذي افتتح عهدا جديدا في العلاقات الخارجية لإسرائيل، ففي أغسطس 2018 قال نتنياهو إن الاتحاد الأوروبي يتخذ سياسة معادية لإسرائيل، وبعد شهر فقط اتهم اليونسكو بمعاداة السامية".
وختمت بالقول إن "نتنياهو انتقل خطوة دبلوماسية جديدة تمثلت في الشروع بإقامة علاقات مع دول بعينها، وتوثيق الاتصالات بها، وكما يظهر فإنه يفضل مع البلدان التي ينبذها المجتمع الدولي، بحيث تواصل الحكومة الإسرائيلية سياستها الانفتاحية على تلك الدول دون أن تغامر بأن تعيش حياة العزلة الدبلوماسية".
عربي21