مصطفى الصواف
الملك عبد الله ملك الأردن يخشى من فشل المفاوضات المباشرة المزمع عقدها في أيلول ( سبتمبر ) المقبل أن يسود المنطقة موجة من العنف والتوتر، الملك عبد الله يعلم أن النتيجة الحتمية للمفاوضات هي الفشل، لأنه يعلم أن فلسطين لا تقبل القسمة على أثنين، كما الأردن لا تقبل لها شريك على أرضها يمكن له أن يتقاسم المملكة معها.
الغريب يا ملك عبد الله أنك ترضى وتقبل أن تقسم فلسطين أرض الوقف الإسلامي مع يهود ( إسرائيل ) وترفض الأمر بالنسبة للملكة الأردنية، والتي نحن كفلسطينيين لا نقبل أن تقسم أو يعتدى عليها، فهي ارض شعبنا وأهلنا من الأردنيين ، وما لا تقبله لنفسك لا تقبله لغيرك ، وعيب عليك أن تعلن انك تقبل بتقسيم فلسطين، وتصر على ذلك رغم أنه ضار بك وببلدك كضرره على فلسطين وشعبها.
يبدو أن الملك عبد الله يخشى على كرسي عرشه من عودة فلسطين إلى أهلها، علما أن فلسطين على مر التاريخ هي شقيقة الأردن وحامية له وليس عدوا يراد له أن تفتت أرضه وتقسم ، ونحذر ملك عبد الله أن قبولك بتقسيم فلسطين هو بداية لتقسيم الأردن ، وهو طريق نحو المشروع الصهيوني الذي يرى في الأردن الوطن البديل للفلسطينيين، هذا الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون أكثر مما ترفضه أنت ومن حول عرشك.
ملك عبد الله اعلم أن ثقافتك ليس عربية؛ ولكن لن يصعب عليك فهم المثل العربي ( أكلت يوم أكل الثور الأبيض )، ولكن نطمئنك أننا لن نؤكل حتى لو شاركت في مفاوضات التقسيم، وان فلسطين سوف تحرر بالمقاومة التي تسميها عنفا وتوترا، وتخاف أن تطلق على الأشياء مسمياتها الحقيقية، لان المقاومة هي الوسيلة التي ستعيد فلسطين، وستعيد الكرامة لك وللأمتين العربية والإسلامية بعد أن فرط بها الكثيرون، وخاصة أولئك الذين اعترفوا للغاصب بحق اغتصاب فلسطين ظننا منهم أنهم بذلك يدفعون ثمن الحفاظ على عروشهم ومناصبهم ومصالحهم.
لن تحمي عرشك إسرائيل مستر عبد الله ، ومن يحمي عرشك شعبك لو تعاملت معه معاملة ترضي الله أولا وأخيرا ثم ترضي شعبك، وليس وفق سياسة تملى عليك من هنا أو هناك ، والسلام في المنطقة لن يتحقق كما تتوهم وغيرك من المتوهمين يتم من خلال تقسيم فلسطين وإضاعة حقوق شعبها، السلام يتحقق عبر عودة فلسطين إلى أهلها، وليس عبر مشاريع تصفية تقودها أمريكا على المقاس الإسرائيلي .
نعم ملك عبد الله، الشعوب العربية والإسلامية وعلى رأسها الشعب الفلسطيني تسعى إلى السلام ، والسلام لا يتحقق بالسطو والاستيلاء على أراضي الغير، ولا عبر القتل والإرهاب، ولا من خلال تقسم الوطن إلى قسمين والإقرار بالغاصب بحقه في اغتصاب وسرقة ما اغتصب، السلام الذي تسعى إليه الشعوب هو السلام الحقيقي المبني على عودة الحقوق وليس ضياعها، وهذا لن يتم على طاولة المفاوضات ملك عبد الله لا في واشنطن ولا في شرم الشيخ ولا في العقبة؛ ولكن يتم عبر فوهات البنادق التي ستنطلق من على الجبهات العريضة والممتدة مع فلسطين المحتلة ومن داخلها، لان هذه المقاومة وهذه البنادق هي اللغة التي فهمها كل غاصب محتل، وستفهمها أنت والمحتل لو قدر لك العيش حتى تتحقق أحلام المقاومة والبندقية.
(إسرائيل) ليست جار يمكن له العيش بسلام ، إسرائيل عدو وغاصب يجب أن ينتهي وجوده عن الأرض التي اغتصبت واحتلت بفعل اختلال الموازن التي أنتجت الكثير من الزعامات العربية التي ترى في إسرائيل جار وصديق يمكن التعايش معه، لا عدو يحتاج إلى مقاومة، فلا تخشى ملك عبد الله من المقاومة التي تسميها عنفا أو توترا، فهي القانون الذي سيسود المنطقة بأسرها.