صراع مركزية فتح على رئاسة الحكومة تمهيد للخلافة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة نت - شيماء مرزوق

صراع كبير يدور في أروقة اللجنة المركزية لحركة فتح إثر استقالة حكومة الحمدالله ونية رئيس السلطة محمود عباس تكليف رئيس جديد لتشكيل الحكومة، حيث تسعى فتح منذ سنوات إلى السيطرة والهيمنة أكثر على الحكومة وتسمية أحد أعضائها لرئاسة الحكومة.

سعي فتح جاء لضمان أن تنفذ الحكومة القادمة أجندتها بالكامل وذلك عقب الخلافات بين قيادة الحركة وحكومة الحمدالله ومن قبله سلام فياض.

وتصر حركة فتح ممثلة برئيس السلطة على الاستمرار في نهج التفرد والهيمنة على السلطة والسيطرة على كل المؤسسات الفلسطينية.

وعلى الرغم من أن الحكومة تنفذ أوامر السلطة ولم تعد حكومة توافق، إلا أنها تسعى لتشكيل حكومة فتحاوية جديدة تغيّب الفصائل الفلسطينية المؤثرة، لفتح المجال لإرضاء عدد من القيادات الفتحاوية في الضفة الغربية، الذين بدأوا بالتذمر من سياسة بعض المتنفذين في العمل الحكومي.

ويأتي التشكيل الجديد في إطار ضغوط فتحاوية داخلية بسبب الانتقادات الكثيرة لحكومة الحمدالله، خاصة في أعقاب ما يعرف بقانون الضمان الاجتماعي وتصريحات بعض الوزراء بمن فيهم وزير الحكم المحلي حسين الأعرج، وتغيير بعض الوجوه التي تتصدر العمل الحكومي.

وتنظر فتح للحكومة على أنها حكومة الحركة وعليها ان تعمل وفق تعليمات وأوامر اللجنة المركزية لها، وتعتبر أن أي رئيس حكومة لا يعمل وفق اجندتها يتمرد عليها ويعمل على السيطرة على الجهات التنفيذية بعيداً عنها.

وكان أعضاء المركزية قد ضغطوا منذ عام وأكثر لإقالة الحمدالله وذلك لمخاوف لديهم بأنه يعمل لتلميع شخصه وتقديم نفسه كخليفة للرئيس وأحد مرشحي الرئاسة وهو ما تستشعر فيه الحركة خطرا كبيرا.

في المقابل فإن أبو مازن الذي قبل استقالة الحمدالله ويرغب بإعادة تشكيل الحكومة او اجراء تعديل وزاري كبير عليها، لا يفضل أن يكون أحد أعضاء المركزية هو المرشح القادم وذلك نتيجة مخاوف شخصيه لديه بأن أي رئيس قادم للحكومة من قيادات فتح الوازنة قد يمهد نفسه لخلافته ويصبح ذا وزن في الحكومة وصاحب ثقل تنظيمي يؤهله لتوسيع نفوذه والاستعداد للخلافة.

وقد حرص عباس خلال سنوات حكمه وتحديداً عقب 2007 ان يعتمد على المستقلين لرئاسة الحكومة وابتعد تماما عن القيادات السياسية والتنظيمية وهو ما أغضب قيادات فتح المتصارعة على كسب النفوذ والمصالح.

الكاتب والمحلل السياسي حسن عصفور قال أن لقاءات مركزية فتح، في غياب عباس؛ ليس "تقليدا ديمقراطيا"، كما يحاول بعض أنصار التيار العباسي القول، بل هي نموذج جديد للفردية الديكتاتورية، التي كرسها عباس.

مركزية فتح تلتقي وتبحث وتناقش، ثم يحمل نائب رئيسها ملفات النقاش الى عباس، ويضع بين يديه حصيلة "الكلام".

واعتبر أنه يمكن ملامسة أن المركزية تريد فرض رئيس الحكومة الجديدة من بين أعضائها ليرأس حكومة من "فصائل" تسير في فلكها، وتغيب عنها كل القوى المركزية الفلسطينية، وهو السبب الذي تتمترس خلفه فتح، ألا يترك رئيس الحكومة لشخصية خارج إطارها.

وتابع "عباس يعلم تماما، ان ترشيح شخصية من مركزيته يمثل مركز قوة قد يذهب بعيدا عن تنفيذ آلي لقراراته، خاصة الانتقامية منها ضد المعارضين".

وشدد عصفور على أن تسمية عضو مركزية لرئاسة الحكومة القادمة قد يغضب دولة الاحتلال وسلطاتها، التي لا تميل لذلك الخيار بما يحمل من بعد سياسي، في ظل تطورات المواجهة المرتقبة، فعضو مركزية يعني أن يستند الى قوة جماهيرية يمكنه الاستفادة منها في أي خلاف سواء مع المحتل أو مع عباس.

وبين أن الخلاف مستمر بين عباس والمركزية، ولن يخفيه ما سيكون من "حلو الكلام" عن الوضع الداخلي، وقادم الأيام سيكشف من سينتصر، خيار عباس بمرشح لرئاسة الحكومة من خارج المركزية، أم مركزية فتح التي بدأت تعلن موقفا ليس على هوى رئيسها.

البث المباشر