قائد الطوفان قائد الطوفان

"كرم أبو سالم".. ممر الدعم اللوجستي لمحاولات اختراق أمن غزة

معبر كرم أبو سالم
معبر كرم أبو سالم

غزة-محمود فودة 

بدأت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة تنفيذ خطة أمنية محكمة لضبط العمل على معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب قطاع غزة، بهدف منع تهريب أي معدات استخباراتية أو أمنية لصالح الاحتلال (الإسرائيلي).

وجاءت الخطة الأمنية في أعقاب إلقاء القبض على عميل للاحتلال خلال العملية الأمنية عقب تسلل القوات الخاصة في نوفمبر 2018، اعترف أنه استلم أجهزة مراقبة وتتبّع لصالح القوة الإسرائيلية الخاصة عبر معبر كرم أبو سالم.

 وحسب اعترافات العميل (م، ش) فإنه توجه لمعبر كرم أبو سالم يوم الثلاثاء بتاريخ 2 أكتوبر 2018، بناء على تعليمات ضابط مخابرات إسرائيلي، واستلم جهازي مراقبة وتتبّع (GPS)، فيما تمكن من دخول المعبر بمساعدة أحد الموظفين فيه، الذي سهّل له تحركاته داخل المعبر، وساعده بالخروج دون تفتيش، بعدما حصل على الجهازين من إحدى حاويات البضائع.

وضمن عمل الخطة الأمنية الجديدة، تمكنت الأجهزة الأمنية في غزة من ضبط أجهزة ومعدات تقنية مهربة في شاحنات البضائع القادمة لقطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، بعد أن جرت عملية تفتيش واسعة الثلاثاء الماضي استخدمت فيها الكلاب البوليسية، فيما كانت العملية موثقة بمقطع فيديو.

وبحسب المصادر الأمنية فإنه تم العثور على الأجهزة داخل إحدى حاويات البضائع القادمة لصالح أحد التجار في قطاع غزة، مبيناً أن الجهات المختصة تقوم حالياً بفحص ماهية تلك الأجهزة وطبيعة استخداماتها.

وكان مصدر أمني في غزة، قد أفاد أن الأجهزة الأمنية اتخذت مؤخرًا، إجراءات وقائية على دخول شاحنات البضائع القادمة عبر معبر "كرم أبو سالم" في أعقاب عملية التسلل بخانيونس، مشيرا إلى أن التحقيقات في عملية التسلل أظهرت تهريب معدات تقنية ولوجستية عبر شاحنات البضائع التي تدخل القطاع، وثبت استخدام القوة الخاصة التي تسللت إلى القطاع هذه المعدات التي ضُبطت فيما بعد.

وكشفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مؤخرا، أن "العملية بدأت قبل التنفيذ بعدة أشهر من خلال إدخال المعدات الفنية واللوجستية والسيارات المخصصة لها تهريبًا على مراحل مختلفة عبر المعابر المؤدية إلى القطاع، وخاصة معبر كرم أبو سالم المخصص للبضائع والاحتياجات الإنسانية والمعيشية".

وفي التعقيب على ذلك، قال الخبير في الشؤون الأمنية محمد أبو هربيد إن ما يجري على معابر غزة في الوقت الحالي، يأتي ضمن اجراءات تحسين أمن غزة والعمل على مواجهة أي مخاطر أمنية قد تأتي من بوابات المعابر.

وأضاف أبو هربيد في اتصال هاتفي مع "الرسالة" إن إجراءات أمن غزة على معبر كرم أبو سالم التجاري تأتي أيضا في إطار إجراءات أمنية مستدامة طويلة المدى قائمة على قاعدة حفظ أمن البلاد والمواطن، ولسد أي ثغرات أمنية.

وأكد أبو هربيد إدخال الاحتلال (الإسرائيلي) لأدوات ومعدات للعمل الاستخباري والأمني دون أن تتعرض للتفتيش من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة والتي تسيطر على معابر قطاع غزة منذ نوفمبر 2017.

وبيّن أنه في ظل عدم تدقيق أمن السلطة على تهريب المعدات لغزة، بحجة عدم وجود تعليمات من السلطة أو قيادة الأجهزة الأمنية في رام الله باتخاذ إجراءات أمنية كافية لحماية أمن غزة، نظرا لارتباط السلطة بتفاهمات التنسيق الأمني مع الاحتلال (الإسرائيلي) التي تشمل اتفاقية المعابر في عام 2005.

ويبدو واضحا مما سبق أن الاحتلال استفاد كثيرا من عودة السلطة للعمل على معابر غزة في أعقاب التوقيع على اتفاق المصالحة في أكتوبر 2017، الأمر الذي يتطلب من المقاومة إعادة النظر في متابعة عمل السلطة على المعابر، وأخذت التدابير اللازمة لسد الثغرة الحاصلة فيها.

البث المباشر