قالت الأسيرة المحررة استبرق التميمي، إن "الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ينتظرن استنشاق عبير الحرية في أقرب وقتٍ ممكن، ورسالتهن للفصائل الفلسطينية بأنه آن الأوان لتحقيق الوحدة الوطنية والالتفاف تحت خيار مقاومة المحتل الذي لا يدّخر جهداً بالتضييق على الأسرى والأسيرات بشتى السبل الممكنة.
وطالبت التميمي، في حديث خاص "بالرسالة"، بتسخير الجهود الفلسطينية المتاحة والممكنة في أقرب وقت ممكن للإفراج عن الأسيرات داخل معتقلات الاحتلال، مشيرة إلى أنهن يعشن ظروفاً إنسانية بالغة الصعوبة بسبب سياسية مصلحة السجون "الإسرائيلية"، الهادفة إلى كسر صمودهن ومفاقمة آلام الاعتقال عليهم.
واعتقلت قوة من جيش الاحتلال، الطالبة في قسم الإذاعة والتلفزيون استبرق التميمي في تاريخ 20/3/2017، عقب مداهمة سكن الطالبات الذي كانت تتواجد فيه بحكم دراستها في جامعة بيرزيت، وأفرج الاحتلال عنها يوم الأربعاء الماضي.
ظروف صعبة
وبعد معايشتها ظروف الأسيرات لقرابة عامين، وصفت التميمي ظروف الاعتقال ببالغة الصعوبة، وقالت "الحياة في سجون الاحتلال لا تطاق، ولكن كل ما يصبر الأسيرات اللواتي شكلن نموذجاً في الوحدة الوطنية وإنهاء ظاهرة التحزب بعد دمجهن في سجن الدامون، هو شعورهن بالمسؤولية تجاه قضيتهم التي لا يمكن التنازل أو التخلي عنها مهما صعبت الظروف".
وأشارت التميمي إلى أن التفاصيل الصغيرة التي يتعمد الاحتلال فرضها على الأسيرات داخل المعتقل تترك أثراً بالغاً على حياتهن وتجعلهن يعشن صعوبات بالغة، وضربت مثالاً على ما يسمى بالبلاطة الحرارية التي تستخدم للطهي، إذ تحدد مصلحة السجون تواجدها داخل المعتقل منذ ساعات الصباح وحتى الساعة 11 ونصف صباحاً، ثم تسحب عنوةً، ما يعجز الأسيرات عن الطهي بعد هذا الوقت وحتى في حالات الطوارئ.
حتى رائحة ملابسهن لم تسلم من خبث مصلحة السجون التي وضعت لهن في سجن الدامون خزن مصنوعة من حديد يأكله الصدى، وقالت التميمي " تخنقنا رائحة الصدأ العلقة بملابسنا "، فبالرغم من رفع مطالب استمرت لأكثر من 3 أشهر، بإنهاء تجهيز القسم الذي لبث به برفقة الأسيرات في "الدامون" بما يتناسب مع أدنى الاحتياجات المعيشية، إلا أني تحررت ولا تزال المصلحة تماطل متعمدةً إلحاق الأذى بالأسيرات".
وأكدت أن مصلحة السجون دائماً ما توضع ذريعة الميزانية المالية، في تبرير تأخير أعمال الصيانة التي باتت ضرورة ملحة للأسيرات، حتى أن مطبخ الطعام لا يوجد به نافذة تهوية، ومنذ تأسيس القسم يسوف ويماطل الاحتلال بفتح النافذة بسبب قلة التمويل.
تفتيش وضرب
ويعتبر التفتيش المفاجئ لأقسام السجن من أكثر الأحداث التي تثقل على الأسيرات، وتكشف التميمي أنه كل يومين أو 3 أيام، تأتي قوات "إسرائيلية" مصحوبة بضباط ونساء، وتبدأ عملية التخريب لأقسام تختارها حسب "المزاج"، وقالت "قبل أسبوع من خروجي أتت وحدة كبيرة واقتحمت سجن الدامون واستخدمت الفلفل في اقتحامها ما خلق ظروفاً بالغة السوء على الأسيرات".
وكشفت التميمي، عن أصعب الظروف التي عاشتها داخل سجون ومحاكم الاحتلال، وقالت "إن تكبيل اليدين خلف جسدها لوقتٍ طويل أمر منهك وتعذيب متعمد، إذ يعتبر هذا التكبيل مخالفاً لجميع القوانين الإنسانية، ومع ذلك تعمدت الشرطة الإسرائيلية على فرضه خلال التنقل بين المحاكم وطوال فترات التحقيق".
وكانت أصعب المواقف على استبرق، في تاريخ 4/5/2017، بعد أن طلب منها التحقيق وهي عارية، ما جعلها رفض هذه الفكرة والدفاع عن نفسها قدر المستطاع، وقالت انتهى الظرف بعد أن أدخل الاحتلال قوة من الرجال والنساء انهالت على بالضرب المبرح ورغم ذلك تمسكت بموقفي واستطعت كسر قرار التفتيش العاري".
ولا يتوقف الاحتلال عن الاستفزاز والتعامل الفظ والقاسي مع جميع الأسيرات، إلا أن التميمي تكشف أن أم الشهيد أشرف نعالوة التي رافقتها داخل المعتقل، تنال في الفترة الأخيرة نصيب الأسد من هذا التعامل الاستفزازي والقاسي والذي يترك أثراً بالغاً على نفسية الأسيرات".
وطالبت التميمي في نهاية حديثها، بتفعيل قضية الأسيرات الحساسة في كافة الميادين، وأن تجعل الفصائل تحريرهم نصب أعينهم، ومتى كانت الفرصة لذلك قريبة ألا يدّخروا جهداً.