على مدار أربعة أعوام عملت الدكتورة ثبات الخطيب المتخصصة في علوم الأعصاب التطبيقية لاكتشاف عقار يعالج مرض الزهايمر العصبي المجهول الأسباب والعلاج حتى اللحظة.
اكتشافها الذي جاء بعد أبحاث متواصلة في مجال الطب العصبي أهلها لتحصل على براءة اختراع بعد اكتشافها تركيبة دوائية تحسن من أداء الخلايا العصبية المعروفة علميا بأنها خلايا غير قابلة للتجدد أو الانقسام لذا فإن الإصابة فيها تؤدي للمرض أو الشلل مباشرة.
ثبات وكما حروف أسمها كانت ثابتة في جميع مراحلها الدراسية فتفوقت وحققت حلم طفولتها بالالتحاق بتخصص الأعصاب لتطوير الأبحاث في المجال.
تقول "للرسالة": بعد مرحلة الثانوية العامة غيرت من طريقة تفكيري فبدلا من الالتحاق بكلية الطب البشري قررت التخصص في مجال البحث العلمي لدراسة الخلايا العصبية واكتشاف خفاياها وأدوية متعلقة بها، ومن ثم انقل تلك التجارب للأطباء العاملين في المستشفيات.
لم يتوقف طموح الخطيب عند الماجستير وسعت للحصول على درجة الدكتوراه، وقدمت العديد من الطلبات للجامعات الأوروبية، ليبدأ طريقها العملي مع جامعة أبردين “خامس أقدم جامعة في بريطانيا”.
أكملت ثبات دراستها في الجامعة البريطانية بعد حصولها على منحة جزئية لتحصل بعد ثلاث سنوات على درجة الدكتوراه في تخصص علوم الأعصاب التطبيقية بدرجة امتياز وذلك في شهر مارس 2018.
بطرق وتجارب مختلفة تمكنت الخطيب التي تقطن في جنين بالأساس من دراسة تأثير الأمراض على الخلايا العصبية وتحفيز الطول والانقسام بعد التحاقها كباحثة ببرنامج زمالة ما بعد الدكتوراه في قسم علوم الأعصاب التطبيقية بكلية الطب في جامعة أبردين ببريطانيا.
لم يكن علاج الزهايمر الإنجاز الأول للخطيب البالغة من العمر 29 عاما بل سبقه الحصول على براءة اختراع لفكرة البحث حول مرض الزهايمر ، كما أن لها عدة مقالات طبية نشرت في مجلات علمية محكمة وهي بمثابة نتائج لأبحاث أجرتها ذات تأثير طبي ممتاز.
وتقول الخطيب إنها اختارت مرض الزهايمر لأنه الأكثر انتشارا من بين أمراض الجهاز العصبي كما أنه مجهول الأسباب حتى اللحظة.
وتضيف: وصلت لبراءة الاختراع بعد مقارنة حالات طبيعية بحالات أخرى مصابة بالمرض، عندها لاحظت أن مادة "ريتينويك أسيد" الموجودة في جسم الإنسان تنخفض لدى كبار السن، وهي أكثر انخفاضا لدى المصابين بسبب تعطل النظام المسؤول عن انتاجها ومن هنا جاءت فكرة البحث.
وترتكز المادة الدوائية المنتجة على تعويض مركب "ريتينويك أسيد" من خلال مركبات كيميائية مع الحفاظ على ثباتها خاصة وأنها كانت تتكسر في الجسم بالمراحل الأولى للبحث.
وتخطت الخطيب مرحلتين من ثلاثة لتتمكن من طرح اختراعها في الأسواق وهي التجربة في البداية على الخلايا العصبية ومن ثم على الحيوانات فيما يتبقى تجربة الدواء على متطوعين مصابين بالمرض للتأكد من فعاليته وهو الأمر الذي سيستغرق وقتا قد يصل لعامين.
وتشير إلى أن براءة الاختراع تعد إنجازا علميا وطبيا للجامعة التي تعمل بها، فهي استفادت منه لرفع تصنيفها عالميا، كما أنه يعد بداية لمجال علمي جديد يمكن العمل عليه وتطويره فيما بعد.
في المقابل فإن الإنجاز الأهم الذي تتطلع له ثبات هو علاج المرضى ومساعدتهم في تخطي أزماتهم بأقل التكاليف الممكنة.
وتؤمن ثبات بأن الخير يجب أن يعود على وطنها أولا لذا تطمح للنجاح في تطوير البحث العلمي في فلسطين، خاصة إنها تدرك أن العلم متقدم لكن الحاجة تكمن في الاهتمام بالبحث، لذا تسعى للتغلب على ضعف التمويل المعيق الأول في طريقها.
ورغم تواجدها في فلسطين منذ فترة إلا أن أيا من الجامعات لم تتواصل مع ثبات للاستفادة من خبراتها في البحث العلمي، لذا اضطرت هي لطرق أبوابهم لعرض أفكارها البحثية في انتظار الرد عليها حتى اللحظة.
وتقول الخطيب: احتاج لمختبرات مجهزة وهي غير متوفرة لذا أسعى لتمويلها لتأهيل مركز بحثي متخصص يكون النواة لتطوير البحث في فلسطين، وعندها سأتمكن من متابعة عملي هنا.