اتهم الدكتور أحمد يوسف رئيس معهد بيت الحكمة للدراسات ومستشار رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، حركة فتح وفي مقدمتها عزام الأحمد التسبب بإفشال لقاءات موسكو؛ "لأن عقلية الفرد والتسلط لا يمكن أن تشكل حالة توافقية، بل من شأنها أن تؤسس لمزيد من الاستفزاز والدكتاتورية"، وفق تعبيره.
وأكدّ يوسف في حديث خاص بـ"الرسالة نت " أن إجراءات السلطة الفلسطينية وقراراتها، تشير إلى تورطها في صفقة القرن، وفصل الضفة عن غزة.
ورفض يوسف قرارات مركزية فتح بتجميد علاقاتها مع الفصائل التي لا تعترف بالمنظمة، "فالمركزية أساسا لا تتمتع بشرعية في الإطار الوطني، بحكم أنه تمثل جزءا من فتح ولا تمثل الكل الفلسطيني".
وأشار إلى رفضه ما أسماه "مقص الرقيب التي تتخذه فتح لإقصاء شخص أو تيار أو تنظيم"، "فيوما ما ستجد هذه المركزية نفسها أمام مواجهة كبيرة من الشارع الفلسطيني، وهي لا تملك الشرعية أساسا لإقصاء او عزل فريق".
وأكدّ أن مواقف حركتي حماس والجهاد الرافض للاعتراف بالمنظمة في شكلها الحالي، نابع من رفضهما لما هي عليه وليس لمبدأ الانضمام اليها، "فالإشكالية أن هناك فصائل معينة تحتكر المنظمة، وترفض احتضان الآخرين".
وشددّ يوسف على ضرورة مشاركة الجميع داخل المنظمة، "بما يضمن حضورا وازنا للقوى، والعمل على إصلاحات واسعة، وصولا الى أن تصبح المنظمة في إطار التمثيل الشرعي للكل الفلسطيني".
وأكدّ أن خطاب عباس تجاه الفصائل الأخرى "تسلطي ويتعامل بحكم الفرد"، " ولم يحظ على الاجماع الوطني".
وذكر أن تهديد فتح للفصائل بالمقاطعة حال عدم اعترافها بالمنظمة، "يعبر عن لغة ديكتاتور وليست لغة حركة تدعي تمثيلها للكل وتريد احتضان الجميع في المنظمة".
وتطرق يوسف لعقوبات عباس، مؤكدًا أن مثل هذه الإجراءات التي تتم "عن قصد" من طرف عباس، تمثل تجويعا للشعب، وتهدف لتسويق صفقة القرن ودفع الشعب للانكسار والقبول بها، عبر اضعاف بنيته الوطنية.
وأكدّ أن السلوك "المتعمد " من عباس، ترجمة عملية لتوجهات الاحتلال، "التي باتت السلطة وكيلا حصريا له"، "واعتقد أن سياساتها مدروسة ويقف خلفها مجموعة من الأشخاص ممن يُوضع عليهم علامات استفهام وطنية سواء كان عباس أو بطانته التي تتهجم على المقاومة ومسيرات العودة وصمود شعبنا".
وأوضح أن هدف السلطة إلهاء الشعب في لقمة عيشه، وتفريغه من عناصر قوته واصراره وتحديه، "وعباس يفعل كل السياسات التي تؤدي في النهاية لتطبيق الصفقة"!.
ورأى يوسف أن المصالحة مستبعدة في ضوء سياسات عباس الانتقامية، "فقد أصبح الأخير جزءا من الخصومة ولم يعد يمثل حالة قيادة لرأس النظام الفلسطيني، ويتعامل بلغة الفرعون".
وذكر أنّ حركة حماس تتحفظ على تسليم بعض الملفات للسلطة التي تعيش تحت بساطير الاحتلال، "وترى من الصعوبة ان تفرط بالآلاف من الكوادر في الحكومة وجعلهم لقمة سائغة للمحتل، وهي تحتاج لضمانات تحفظ حقوق الناس ومستقبل حيواتهم".
وأكدّ المستشار السياسي السابق أن السلطة لا تريد المصالحة، "فهي كلما اقتربنا من لحظة الحسم تفتعل أزمات كما فعلت في قضية التمكين، وبات الجميع الوطني مدرك أن فتح المعطل وليست حماس".
وأضاف أن اللقاء الأخير في موسكو شكل احباطا، "وكان بمقدور فتح ان تتجاوز نقطة الخلاف المتمثلة بالمنظمة والاتفاق على نقاط التحرك المطلوبة في المرحلة المقبلة لإسقاط صفقة القرن، لو كانت جادة فعلا في المصالحة".
وأشار يوسف إلى أن ما حدث في لقاءات "وارسو" حقق نجاحات كبيرة لإسرائيل وواشنطن، "وأخفقنا أن نشكل رافعة ونخرج بموقف وطني بفعل سياسات التعنت ونظام التسلط والحكم الفردي، في إشارة الى محمود عباس وموقفه المتعنت من المصالحة.
وطالب يوسف، رئيس السلطة محمود عباس أن يبقى مستقلا ويتحرك بوطنية عالية خارج سياق الفرعنة، وبعيدا عن بطانته التي فقدت الكثير من سياقاتها الوطنية.
وفي سياق ذي صلة، أشار إلى وجود ترتيبات وجهود للنهوض بالحالة الشبابية في القطاع، بغية التأثير في دورهم وتعزيز سبل مشاركتهم في الحياة السياسية الفلسطينية، في ضوء ما يعيشه القطاع من حالة في انسداد الأفق اجتماعيا وسياسيا.
ولفت إلى وجود ترتيبات يقوم بها "بيت الحكمة" الذي يترأسه يوسف لعقد المزيد من المؤتمرات وورش العمل التي تبحث مصير الشباب ومشاركتهم السياسية في غزة، و"ستنتهي بمؤتمر كبير خلال الصيف القادم يبحث استشراف الدور السياسي لهم في المرحلة المقبلة".
وأكدّ أن هذا العام سيكون عاما للشباب بامتياز، وسيعبر عنه بعديد الأنشطة والفعاليات كما أسلف سابقا