منذ عامين يتلقى قطاع غزة ضربات متتالية من رئيس السلطة محمود عباس الذي عقًد الأوضاع الاقتصادية والسياسية وأوصل المواطنين للهاوية وطريق اللاعودة.
ومن اللافت أن أبو مازن يجر القطاع عنوة للقطيعة، بعد رفضه كل سبل الحل والوساطات العربية وحتى الدولية.
وعلى مدار العامين حرمت السلطة سكان القطاع من الرواتب والتحويلات الطبية والكهرباء والدواء، وخلال الشهر المنصرم قطعت رواتب نحو 5 آلاف موظف إضافة لرواتب نحو 1700 من الأسرى والمحررين، والإعانات الشهرية لأهالي وأسر الشهداء في قطاع غزة.
ويقدر عدد الموظفين المحسوبين على السلطة الفلسطينية حاليا بنحو 30 ألف موظف لا يتقاضون رواتبهم كاملة منذ أشهر، بعد إجراءات التقاعد المالي والفصل وقطع الرواتب التي جرت بحق الآلاف خلال العامين الماضيين، بعدما كان يقدر عددهم في السابق بنحو 70 ألف موظف، وفقا لنقابة الموظفين العموميين بغزة.
وقضى رئيس السلطة على جميع المؤسسات الفلسطينية، من المنظمة إلى مؤسسات السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية، خاصة بعدما توجه منفردا لحل المجلس التشريعي متجاوزا القانون.
وبسبب إجراءات السلطة تجاوزت نسبة الفقر بغزة حاجز الـ 70 %، ووصلت نسبة البطالة في صفوف العمال والخريجين لأكثر من 55%، عدا عن انعدام الأمن الغذائي لآلاف العائلات، واعتمادها على المساعدات الغذائية التي تقدم من المنظمات الدولية.
ويعاني القطاع الصناعي من انهيار المنشآت الصناعية، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي على غزة العام 2014، وبطء عملية إعادة الاعمار، فضلا عما شهده العام الماضي من إرجاع البنوك لشيكات تقدر بحوالي 85 مليون دولار، مما جعل مصير أصحابها السجن.
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف تساءل عما إذا كان هناك أمل في تحقيق المصالحة الفلسطينية بعد كل هذا الجهد المبذول من مصر وروسيا والذي يقابل بكل هذا الصلف والإجراءات الانتقامية وإقالة الحكومة والتشريعي وتشكيل حكومة والدعوة للانتخابات، وحملة الاعتقالات المسعورة التي تشنها السلطة في رام الله والتي طالت نواب المجلس التشريعي وعلى رأس كل ذلك التعاون الأمني القائم بين الاحتلال ومحمود عباس وما يتبعه من اعتقالات وملاحقات وتدمير للبيوت واغتيال.
ويقول في مقال له: ألم تصل كل الأطراف الساعية نحو تحقيق المصالحة إلى قناعة بأن محمود عباس لا يريد مصالحة تحقق وحدة وتنشئ برنامجا سياسيا توافقيا بين الكل الفلسطيني قائما على أسس وحدة الصف ومواجهة الاحتلال بعد كل هذا الفشل والتخبط الذي وصل إليه برنامجه التفاوضي القائم على الاعتراف بالاحتلال والتنازل عن الأرض.
بدوره هاجم القيادي في حماس حماد الرقب بشدة رئيس حركة فتح محمود عباس، مطالبا اياه بالرحيل بعد انتهاء ولايته الرئاسية قبل عدة سنوات.
واعتبر الرقب أن إقدام عباس على قطع رواتب آلاف الموظفين بغزة جريمة تمس بحال الصمود الوطني.
وأكد أن عباس ضرب مكونات الشعب الفلسطيني وأخل بالوحدة الفلسطينية بين الفصائل الأمر الذي أدى إلى تفرده بالسلطة وشرخ الوضع السياسي الفلسطيني الداخلي.
وانتقد تخلي عباس عن حق العودة وقوله لن أغرق ما يسمى (إسرائيل) باللاجئين الفلسطينيين في حين أن فلسطين هي أرض الفلسطينيين.
وأوضح الرقب أن عباس تنازل عن 78% من أراضي فلسطين عبر تفاوضه مع العدو الصهيوني على حدود الرابع من حزيران 1967 فيما لما يقم يعطه الاحتلال أي شيء منها.
وأشار الى أن عباس أدخل الحزن إلا عشرات آلاف الأسر من الشعب الفلسطيني بينها اسر شهداء وأسرى وجرحى وادخل الى حياتهم الالم من خلال اجراءاته واستهدافه لهم.