عاشت الجماهير الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الأحد، حالة من الغليان تضامنا مع حملة "ارحل يا عباس" التي دعا إليها الحراك الشعبي للإنقاذ الوطني في قطاع غزة.
وخرجت الجماهير إلى الميادين تطالب برحيل رئيس السلطة محمود عباس، وتجمعت في حراك مركزي وسط مدينة غزة، مرددة شعارات تطالب عباس بالتنحي عن السلطة ورفع العقوبات التي يفرضها على غزة، مع إعادة الرواتب للشهداء والأسرى والجرحى والموظفين.
ورفعت الجماهير المحتشدة لافتات تطالب عباس بالرحيل مرددين شعارات غاضبة ضد الاجراءات العقابية التي اتخذها رئيس السلطة تجاه أهالي القطاع.
بدورها، استنكرت المتحدثة باسم أهالي الشهداء أم إياد أبو شباك حديث السلطة عن "كرامات الشهداء وعذابات زوجاتهم وأمهاتهم وأبنائهم" في وقت تقطع فيه رواتبهم.
وقالت: "ليرحل كل من اعتدى على كرامة الشهداء وتآمر عليهم، وقتل أبناءنا مرة أخرى حينما تعدى على حقوقهم ومخصصاتهم"، مستدركةً: "لكنه لم يقتل حب الأرض والانتماء الراسخ فينا".
ومن جهته، قال زياد أبو طه المتحدث باسم الحراك الشعبي، إن هذه لحظة تاريخية من عمر الوطن نقف فيها ضد الاستبداد والظلم، ويخسأ كل من يفكر بإهانة مناضلي شعبنا الفلسطيني.
وأكد أبو طه على أن غزة ليست حمل إضافي بل هي خزان الثورة "ونؤكد أننا لسنا عبيد للحاكم"، مضيفا: "جئنا اليوم للمطالبة بانتخابات عامة رئاسية وتشريعية ومحلية ولن ترهبنا سياسة التخوين".
وشدد على أن الشعب هو صاحب الكلمة الفصل في تقرير مصيره وأن سياسية الاستبداد التي يتعامل بها عباس الى زوال.
وأضاف المتحدث باسم الحراك، أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة استفردت بأبناء شعبنا بتقارير كيدية لذلك جئنا اليوم لنقول "ارحل" بعد قطع الرواتب وتهويد القدس والأقصى وممارسة التنسيق الأمني.
وتابع: "جئنا اليوم لنقول ارحل بعد أن أصبحت جولات المصالحة دون جدوى، وجئنا اليوم لنقول ارحل بعدما تم تقويض السلطة التشريعية وحلها وتقويض منظمة التحرير وازاحة الفصائل الرئيسية منها الشعبية والديمقراطية، جئنا إلى هنا لنؤكد على وحدة الضفة وغزة والقدس ولنعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية".
وطالب بانتخابات عامة وإعادة رواتب الموظفين والأسرى والشهداء التي قطعت كافة، مطالبا المانحين بمراقبة أداء السلطة المالي.
كما وطالب بمواجهة صفقة القرن بمظاهرة عارمة وازالة العقوبات واقالة قادة الأجهزة الأمنية.
ودعا البيان الختامي للفعالية "إلى عدم التعامل مع محمود عباس كرئيس للشعب الفلسطيني وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي يحول عباس دون تنظيمها منذ عام 2009".
وذكر البيان أن عباس يعتقل المعارضين السياسيين ويفرض حصارا على قطاع غزة وتسبب بتجويع عائلات كثيرة بعد قطع رواتبها.
وطالب البيان جامعة الدول العربية والهيئات الدولية بـ "نزع الشرعية عن عباس"، داعيا المؤسسات الحقوقية الدولية لإنهاء معاناة شعبنا في غزة.
وسبق فعالية أمس الأحد حملة على وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة برحيل عباس، وانتشرت آلاف المشاركات من نصوص ومقاطع فيديو وصور على وسم "#ارحل".
وكان الحراك دعا في 21 فبراير الجاري "للخروج في مسيرات حاشدة أمس الأحد"؛ للمطالبة برحيل عباس.
وذكر الحراك في دعوته أن عباس "أمعن في إذلال أبناء شعبه وتنغيص حياتهم؛ بعدما قطع مخصصات أسر الشهداء والجرحى والأسرى، وكأنه بذلك يتنكر لنضالات شعبنا على مدى عقود ويستجيب لضغوط الاحتلال".