قال الناشط الإنساني الفلسطيني إبراهيم العبادلة، إن وضع الشبان الفلسطينيين النازحين لليونان في غاية السوء، "ويتعرضون لعملية إهانة واذلال وخسارة في الأرواح".
وأضاف العبادلة في حديث خاص بـ"الرسالة نت" من أثينا، أنّ أوضاع الشبان المقدر عددهم 1800 شاب مقيمون حاليا في مراكز الاعتقال باثينا، غاية في السوء، "هناك اعتقاد ان من يصل اليونان يجد الجنة وهو اعتقاد خاطئ تسبب بكوارث للشبان ولعديد العوائل الفلسطينية القادمة من غزة".
وذكر العبادلة أن الشبان يتعرضون في مراكز الاعتقال للضرب والتعذيب من الشرطة اليونانية وحالة من الاذلال والإساءة.
وأشار إلى أن الشرطة تتعامل مع هؤلاء الشبان بطريقة غير قانونية، اعتبارا منها أن أوضاعهم غير قانونية، "وهناك الالاف من الشبان وصلوا أثينا كمرحلة انتقالية وعاشوا فيها بظروف سيئة للغاية، وبعضهم ارجعته السلطات الى تركيا مرة أخرى".
ويتخذ الشبان اليونان كمحطة انتقالية من تركيا الى القارة الأوروبية، ويخاطرون بالدخول اليها عبر البحار.
وبيّن العبادلة أنه تم تسجيل وفاة 18 شابا من غزة غرقوا في نطاق الحدود الإقليمية لليونان خلال العامين الأخيرين، فيما لم يعرف عدد من غرق في نطاق الحدود الدولية.
وذكر أن الاعداد خفتّ نسبيا لقلة عدد الوافدين خلال العامين الأخيرين مقارنة بما قبلها من أعوام.
وأوضح أن عدد اللاجئين الفلسطينيين الذي غادروا اليونان خلال العامين الأخيرين لم يتجاوز 20% من نسبة المقيمين المتبقين، وذلك نتيجة الإجراءات المشددة التي تتخذها اليونان في محاولة لمنع تسرب اللاجئين لداخل الدول الأوروبية.
ولفت العبادلة إلى أنّ عددًا كبيرا من العوائل والشبان وقعوا ضحية لعمليات نصب واحتيال من عصابات التهريب والاتجار بالبشر.
ملف مفقودي سفينة 2014 بقي عرضة للاستعراض والدعاية من طرف السفارة
وبيّن أن اللاجئين الذي يقيمون في مراكز الايواء باليونان، يتعرضون لحالة من السرقة والنهب.
وحول دور السفارة الفلسطينية تجاه هؤلاء الشبان، أوضح أن السفارة لا تتعامل معهم مطلقًا، وتعتبر دخولهم غير شرعي، كما أنها لم تتحرك أساسا لمعرفة طبيعة أوضاعهم الإنسانية الكارثية.
وتابع العبادلة: "السفارة لا تتعامل بأدنى اهتمام، وتقدم بعض المساعدات من طرف بعض الأشخاص الفلسطينيين، كما أنّ منظمة التحرير لا تبدي أي اهتمام بشأنهم.".
ولفت إلى ان صعوبة الأوضاع الاقتصادية في اليونان، اثرت بشكل كارثي على الشبان الفلسطينيين.
وأوضح أن عدد النازحين خلال العامين الأخيرين من اليونان لأوروبا وصل لـ3 آلاف شخص تقريبا.
وانتشرت، خلال الأيام الماضية، فيديوهات عبر منصات التواصل الاجتماعي، لعدد من الشبان الفلسطينيين المحتجزين داخل مراكز الاعتقال والايواء، محاولين الانتحار، تعبيرا عن سخطهم ورفضهم لطبيعة الأوضاع التي يعيشون فيها.
سفينة 2014
وفي غضون ذلك، عرّج العبادلة على قضية المفقودين في سفينة 2014، مشيرا إلى أن من نجا فقط كان 4 شبان من أصل 400 شخص كانوا متواجدين على متنها، من بين الناجين شخصا غرق اطفاله وزوجته.
وذكر أن عملية الغرق كانت في عرض البحر خارج حدود المياه الإيطالية او اليونانية، ولم تخرج أي جثة وقتها، كما أنّ السلطات لم تعتنِ بانتشال هذه الجثث.
وبيّن العبادلة أن السفارة الفلسطينية لم تقم رسميا باي اجراء او مطالبة لمعرفة مصير الجثث لاطلاع ذويهم على الأقل، واكتفت بالاهتمام بالشبان الناجين لشهر واحد فقط ثم تركتهم لحال سبيلهم.
وأوضح أن معطيات السفيرة في الحديث عن قضية المفقودين لم تبرح نقطة الدعاية، وبنت معلوماتها على احتمالات، ولم تصدر أي تقرير رسمي بشأنهم.
وأكدّ أن السفارة كانت مطالبة بإصدار تقرير حول الحادثة التي جرت منذ 4 سنوات، الامر الذي أبقى باب التكهن والدعاية مفتوحا لدى العوائل التي تترقب بشغف مصير أبنائها، في وقت وردت فيه شهادات من الناجين بأن هناك عوائل توفيت فعلا، لكن ذويها لم تصدق كون ان جثث أبنائها ما زالت مجهولة.
وختم قوله، أن ملف السفينة بقي رهنًا للدعاية من طرف السفارة دون أن تخرج أي بيانات رسمية تنهي هذه المأساة وتضع حدا لها، كما أن أحدا لم يقم بدوره لمعرفة مصير الجثث!
وبات عشرات المهاجرين من غزّة في عداد المفقودين، بعد الغموض الذي اكتنف حادثة غرق سفينة المتوسّط في 10 أيلول/سبتمبر 2014، تلتها حادثة غرق سفينة ثانية قبالة شواطئ الإسكندريّة في 12أيلول/سبتمبر، وسفينة ثالثة قبالة السواحل الليبيّة في 14 أيلول/سبتمبر من ذات العام.