نحمد الله أن منّ على الشبان الأربعة بالإفراج من معتقلات مصر بعد اعتقال دام ما يزيد عن 1200 يوم. حتى وقت قريب وأجهزة الأمن المصرية تنكر وجودهم في المعتقلات رغم ما نشر من صور لهم داخل معتقلاتهم، ورغم الأحاديث المتكررة من بعض من شاهدوهم في معتقلات مصر، ورغم يقيننا منذ اللحظة الأولى لعملية الخطف بأن من ارتكبها واحد من أجهزة الأمن المصرية ودللنا على ذلك بالشواهد التي تثبت أنهم مختطفون على أيدي الأمن المصري وبتعليمات من الاحتلال وأجهزته الأمنية.
تحدثنا عن ذلك فيما كتبنا من مقالات وتحدثنا عن ذلك في ظهورنا الإعلامي على الفضائيات، ورغم التدليس الذي ظهر عليه بعض المصريين وحديثهم المغلوط ودفاعهم عن الأجهزة الأمنية المصرية، وأنها لم تقم بما قامت به؛ إلا أن حججهم كانت باطلة، وهي تخمين بلا دليل، ورغم ذلك، ورغم خداعهم يثبت اليوم أنهم مأجورون لنفس الجهاز الأمني المسئول عن الاختطاف.
فقد ثبت بالدليل القاطع بعد الإفراج عنهم سالمين غانمين أنهم يكذبون ويخدعون وبات واضحا من الذي خطفهم وعذبهم وأهانهم لأن حديثهم عن المعاملة ستكشفه الأيام القادمة وهو حديث تشيب له الرؤوس، فالناظر إليهم رغم محاولة ترميمهم من الأمن المصري قبل الإفراج لم تخف ما تعرضوا له من تعذيب وإذلال ولكن بحمد الله عادوا إلى أحضان أمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم وآبائهم وشعبهم بفضل الله أولا وبفضل قيادتهم قيادة حركة حماس التي حققت انجازا يسجل لها بعودتهم سالمين غانمين وسيعودون إلى عافيتهم من جديد؛ ولكن لن ينسوا حجم الإجرام الذي تعرضوا له.
لم يكن الإفراج عنهم بالأمر الهين أو السهل فبعد الإنكار أقروا من شهور فقط بوجودهم وأكدوا أنهم أحياء وهذه البشارات حملتها قيادة حماس إلى ذويهم كي تقر عيونهم، وأكدت القيادة الأمل بعودتهم وأن هذه العودة لن تطول ولعل ما جرى في مصر بين قيادة حماس والجانب المصري في زيارة ابو العبد إسماعيل هنية كانت تركز على الإفراج عنهم والطريقة التي سيفرج عنهم بها وما كان تأخر الأخ القائد روحي مشتهي إلا من أجل اصطحابهم معه والأربعة الآخرين رغم حديث الكثيرين المحبط عن عودة ابو العبد دون الأربعة وعن الثمن الذي دفعته حماس للجانب المصري.
ومع الأسف هناك من المصريين ممن كانوا يكذبون بأنهم غير موجودين في السجون المصرية تحدثوا عن ثمن وثمن كبير وكان الأولى بهؤلاء الخزي والصمت وعدم الحديث في الموضع! نعم هؤلاء الأبطال أي ثمن دون الدين والوطن فهو هين ويستحقون ذلك؛ ولكن وهذا ظني أن حماس لم تدفع ثمنا لأن جريمة الخطف كانت غير مبررة وغير قانونية ودخول الشبان الأربعة مصر كان قانونيا لا غبار فيه، كان الأولى بالأمن المصري إعادتهم من المعبر كما يفعل مع الكثيرين أو اعتقالهم من المعبر دون تستر أو تخف خلف مسرحية تافهة في الاختطاف والإنكار، هؤلاء الشبان كانوا في مهمة سفر وليس في واردهم المكوث في مصر أو التأثير على الأمن المصري ولا يحملون لمصر الا كل الاحترام ورغم ذلك يعتقلون بمسرحية اقل ما يقال أنها تافهة ومخرجها تافه.
نعم نحن سعداء بعودتهم سالمين إلى أهلهم وأولادهم وهذا المكسب الأول والأخير، وإن كانت هناك كلمة شكر فهي إلى ذويهم على صبرهم واحتمالهم، والشكر موصول إلى حماس التي لا تنسى أبناءها وأبناء الشعب الفلسطيني، وتسعى دوما أن تكون السد المنيع لهم وحمايتهم والعمل على إنقاذهم بأي ثمن دون الدين والوطن.