أشعل الحرائق في كل زاوية من البيت الفلسطيني الذي تسلمه مترابطا إلى حد كبير، وعلى مدار 13 عاماً من رئاسته للسلطة الفلسطينية يمكن تلخيص فترة حكمه بأنها الأسوأ وأنه كان رجل الأزمات والانشقاقات والانقسامات بامتياز.
رئيس السلطة محمود عباس الذي شق الصف الفلسطيني وقسم مؤسسات السلطة والمنظمة وحتى حركة فتح ويرفض أي حلول أو مبادرات لحل أزمة الانقسام الفلسطيني، ويدفع بقوة اتجاه فصل الضفة عن قطاع غزة من خلال إجراءاته وعقوباته التي يفرضها على أبناء شعبه في غزة يطالب ويناشد "الأشقاء والأصدقاء" في كل من الهند وباكستان، ببذل كل الجهود لاحتواء الموقف وعدم اللجوء للتصعيد، وذلك للحفاظ على علاقات حسن الجوار بما يخدم مصالح الشعبين والعالم أجمع.
وقال أبو مازن في تصريح بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، الخميس، "نتمنى على القيادتين الصديقتين سحب فتيل الأزمة واحتواء الموقف"، مبديا استعداد دولة فلسطين لبذل الجهود مع الجميع لضمان الحفاظ على الاستقرار والهدوء بين البلدين بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين، ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
تصريح يبدو مثيرا للسخرية ممن يقود شعبه وقضيته نحو الهاوية، فعباس هنا يظهر كرجل الإطفاء الذي ارتدى بزته ويجوب المنطقة لإطفاء الحرائق بينما يترك بيته تأكله النيران التي أشعلها بيده.
أبو مازن أعرب عن استعداده للتوسط لحل الخلافات بين الهند وباكستان، بينما تعاني الساحة الفلسطينية من حالة انقسام طال أمدها ولم تنجح كل مساعي المصالحة ولم يجد عباس ولا غيره وسيلة للحل والتقارب بينما هدأت الامور بين باكستان والهند الى حد كبير بسبب التعامل القيادي، خاصة من باكستان، وهي الحكمة والمسؤولية التي لم يتحل بها عباس يوماً.
الرئيس الذي يدعو للصلح هو ذاته يسمح بأخذ الحالة الفلسطينية إلى اللارجعةوربما أبرز مثال ما قاله قاضي قضاته محمود الهباش في خطبة الجمعة والتي دعا فيها إلى قتل كل من يعارض الرئيس أو يطالب برحيله، بينما الرئيس المصلح لا يعترض ولا يحرك ساكنا أمام دعوات قتل أبناء شعبه.
والأهم أن عباس يبدى استعداده "لبذل الجهود" والوساطة للحفاظ على الهدوء بين باكستان والهند، في أعقاب التوتر المتصاعد بينهما، والذي بدأ بعد أن أكدت باكستان الأربعاء، إسقاط مقاتلتين هنديتين فوق كشمير الباكستانية، في حين أعلنت الهند إسقاط طائرة باكستانية، وفقدان إحدى طائراتها، بينما هو نفسه من أفشل كل الوساطات التي جرت بين فتح وحماس لإنهاء الانقسام وآخرها روسيا، وبقي يصر على سياسة الإقصاء والتفرد التي ينتهجها.
ومن المفارقات أن عباس تحرك لرأب الصدع بين الطرفين لكنه لم يحرك ساكناً عندما خسرت القضية الفلسطينية ساحة الهند لصالح الاحتلال الإسرائيلي وهي التي كانت ساحة تأييد كبيرة للقضية الفلسطينية، فيما عرف بفشل كبير للدبلوماسية الفلسطينية التي يقودها عباس ويتباهى بالمعركة الدبلوماسية التي يديرها في العالم والأمم المتحدة.
وضمن سلسلة الأخبار التي تثير السخرية ما أعلنت عنه وزارة الصحة الفلسطينية الثلاثاء الماضي بأنه تعليمات من رئيس السلطة تم إيفاد طاقم طبي مكون من 16 طبيباً، إلى جمهورية فنزويلا، لإجراء عمليات جراحية في مستشفيات العاصمة كراكاس، تستمر مهمتهم 30 يوما.
وأشار الوزير عواد إلى أن الوفد الطبي سيحمل معه المعدات الطبية اللازمة لإجراء العمليات الجراحية التخصصية، إضافة إلى كميات من الأدوية والمستهلكات الطبية اللازمة في غرف العمليات وأقسام الطوارئ، وذلك بطلب من وزارة الصحة الفنزويلية.
وبين أن الطاقم الطبي مكون من 16 طبيباً مختصاً في الجراحة العامة، وجراحات الأوعية الدموية، والعظام والأطفال والنسائية والتوليد، إضافة إلى أخصائيين في مجالات التخدير والإنعاش.
وأكد موقف قيادة السلطة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس الداعم والمساند للأصدقاء في فنزويلا، والوقوف إلى جانبهم في ظل الأزمة السياسية العصيبة التي تمر بها البلاد، والحصار الظالم المفروض عليها.
هي ذات الوزارة التي تمنع العلاج والدواء عن أبناء شعبها في قطاع غزة وترفض منح عدد كبير من مرضى القطاع تحويلة طبية تمكنهم من السفر للعلاج بالخارج في ظل عدم توفر الكثير من المعدات والأدوية وحتى المواد الطبية الأساسية، في الوقت الذي ترتفع أعداد مصابي مسيرات العودة الذين يحتاجون لعناية طبية خاصة وعمليات جراحية دقيقة، حيث تدير ظهرها لهم وتسعى لعلاج مرضى فنزويلا.