قائد الطوفان قائد الطوفان

عقب استعداداتها الأخيرة

تحليل : (إسرائيل) تستعد لشن حرب كبرى بالمنطقة

الرسالة نت - ياسمين ساق الله                           

في ظل الصمت السياسي الإقليمي، والسعي إلى إطلاق مفاوضات مباشرة بين "إسرائيل" وسلطة الرئيس محمود عباس المنتهية ولايته, برزت إلى السطح معطيات ميدانية تعيد الحديث عن خطر الحرب مع سوريا ولبنان.

وفي هذا السياق اتفق مختصون بالشأن العسكري الإسرائيلي على أن التحضيرات والتجهيزات الإسرائيلية العسكرية في الجبهة الشمالية في هذه الآونة تدل على نية لشن حرب عسكرية كبرى على المنطقة، مؤكدين في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" أن التحركات الإسرائيلية العسكرية ستلقي بظلالها على الساحة الفلسطينية لاسيما وأن لديها نية للقضاء على المقاومة ما يؤكد وجود نية لشن حرب على القطاع في المرحلة المقبلة.

وكانت الصحف الإسرائيلية تحدثت عن التحذيرات التي وجهتها الإدارة الأمريكية إلى لبنان من خطة جهزها الجيش الإسرائيلي يمكنه من خلالها تدمير بيروت في 4 ساعات إذا لم تتوقف تحرشات حزب الله, حيث حذر فريدريك هوف مستشار المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل، مؤخرا جان قهوجي، قائد الجيش اللبناني، من أن "إسرائيل" قامت بعد المناوشات الأخيرة على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية بإعداد خطة طوارئ تمكنها من اجتياح لبنان وتدمير قواعدها العسكرية .

ردع ومواجهة

المختص بالشأن العسكري الإسرائيلي يوسف الشرقاوي من رام الله قال :"منذ أن فشلت  "إسرائيل" في حرب تموز عام 2006 وهي تستعد لخوض حرب قادمة في  المنطقة فهي قادرة على تدمير المنشآت التابعة لحزب الله في لبنان لكن ماذا بعد التدمير؟", متابعا:" "إسرائيل" تعتمد في حديثها على فلسفة الغطرسة العسكرية القتالية وإنها المنتصرة دائما وبالتالي إذا شنت حربا على لبنان أو أي منطقة أخرى ستنقل معركة الحرب إلى عمقها ".

أما المختص بالشئون الإسرائيلية د. وليد  المدلل فيقول :" أي دولة بالعالم تضع الخطط العسكرية الحربية وتعد العدة استعداد لأي مواجهة مرتقبة فيكف إذا كانت دولة محتلة متورطة باحتلال أراضي الدول العربية المجاورة وخاصة لبنان ما يؤكد أن "إسرائيل" تتعايش على الحرب وهذا أمرا طبيعيا ", مشيرا إلى أن "إسرائيل" دولة تحاول إيجاد سياسة الردع لمواجهة الدول العربية لاسيما بعد فشلها في حرب تموز عام 2006.

أما المختص بالشأن الإسرائيلي هاني البسوس, يقول:" لا شلك أن القوة العسكرية لـ("إسرائيل") تتنامى في كل يوم ما يؤشر على ان احتمالية نشوب الحرب جاهزة في أي وقت , لاسيما وان السياسة العسكرية الأمنية الإسرائيلية المتبعة حاليا قائمة على الغموض ", متابعا:" "إسرائيل" تتبع سياسة الغموض الأمني القائمة على أساس عدم إيضاح الصورة وتشويشها لدى الأعداء بحيث لا يمكن له توقع مدى تجهيزاتها واستعداداتها".

وفي إطار الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لفضاء لبنان اخترقت طائرة استطلاع إسرائيلية الأجواء اللبنانية الجمعة الماضية، ونفذت طيرانا دائريا فوق الجنوب وبيروت، كما حلق منطاد تجسس إسرائيلي فوق مدينة بعلبك وبلدتي نحلة ويونين في وادي البقاع شرق لبنان , لتواصل "إسرائيل" انتهاكها لسيادة لبنان باستمرار، والتي تطالب الأمم المتحدة بالضغط على تل أبيب لوقف "انتهاكاتها".

ضعف وتقلص

ويضيف الشرقاوي :" تدرك "إسرائيل" جيدا بعد هزيمتها في حرب تموز وحرب غزة أن عهد الانتصارات ولى ,ما يعني أن قوة الردع الإسرائيلية ضعفت وتقلصت عن السابق وبالتالي خوي اى معركة قتالية مع الدول العربية المجارة سيجعلها في قلب المعركة ", متابعا:" "إسرائيل" تعلم أن هناك قوة تردعها متمثلة بفصائل المقاومة في لبنان وسوريا وغزة وإيران ورغم ذلك نتوقع ضربة قادمة كونها لا تعرف إلا لغة العدوان والغطرسة والاعتداء ".

ويوافقه الرأي المدلل :" "إسرائيل" تحاول الاستعداد لأي معركة قادمة وبالتالي تعلن عن تحضيرات عسكرية على الحدود, كونها تريد نزع عنصر القوة من المنطقة لأنها مكلفة بمهمة القضاء على قوى المقاومة ", مبينا في الوقت ذاته أن "إسرائيل" هي من تختار توقيت معركتها وحروبها مع الآخرين.

كسابقه يرى البسوس أن التحضيرات والتجهيزات الإسرائيلية العسكرية في تلك الفترة تدل على وجود نية إسرائيلية لشن حرب على المنقطة , قائلا:" "إسرائيل" تعد العدة وتهيئ جنودها نفسيا وعسكريا ليكونوا على أتم الجاهزية والاستعداد ما يدلل على أن نية الحرب واردة لديها لكن ليس من السهل معرفة توقيتها لاسيما وان الحرب تحتاج لجهود عسكرية وأمنية وتنسيقا مع الجيش  الأمريكي وبعض القوى الدولية ".

كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية أن لدى "إسرائيل" منذ أمد نية لضرب المخازن الإستراتيجية التابعة لـ حزب الله في سورية، والتي تحوي عدداً كبيراً من الصواريخ الإستراتيجية البعيدة المدى، والموجودة في مناطق نائية داخل سورية , مشيرة إلى أن الضربة الإسرائيلية المرجحة لن تقتصر على استهداف مخازن حزب الله بل ستشمل مصانع حديثة للسلاح تابعة له في سورية ويصار إلى نقل "إنتاجها" مباشرة إلى لبنان.

ضربة

وفي معرض رده على سؤال هل سيلقى ما تقوم به "إسرائيل" من خطط وتدريبات وتحركات عسكرية على الوضع في الساحة الفلسطينية وتحديدا قطاع غزة , يقول المختص الشرقاوي :" أعتقد أن ما تعد له "إسرائيل" من خطط عسكرية وتدريبات قتالية سيلقي بظلاله على الساحة ما يشير إلى إنها تحضر لضربة عسكرية لغزة كونها النقطة الأضعف في المعادلة فهي مازالت محاصرة, بالإضافة إلى وجود تواطؤ عربي على إنهاء حالة القطاع ".

ويرى المدلل أن فكرة الحرب ليست بالبعيدة عن العقلية الإسرائيلية , وقال:" "إسرائيل" تحاول تجهيز نفسها للرد السريع على أي محاولة خرق لعملية المفاوضات , مستبعدا حربا شاملة بالمنطقة، فالجبهة هادئة بقطاع غزة وما زالت مسيطرة عليها فلما تفتح جبهة حرب، لكنها في الوقت ذاته تريد إعطاء إشارات بأنها على أتم الجاهزية والاستعداد لأي حرب قادمة ".

وعلى النقيض من سابقه يرى البسوس أن لدى "إسرائيل" نية للقضاء على الحكومة والمقاومة في غزة ما يؤكد على وجود نية لشن حرب على القطاع في المرحلة لمقبلة ,لاسيما وأن تجهيزاتها تشير إلى ذلك وبالتالي من الممكن فتح باب جديد من أبواب الصراع بين "إسرائيل" والمقاومة ", متابعا:" إذا شنت "إسرائيل" حربا على لبنان أو سوريا أو إيران ستشن حربا على غزة لوجود علاقة وطيدة وتشابك في الجهود الأمنية والعسكرية بين قوى المقاومة ما يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية بالمنطقة ". 

وكان الجيش الإسرائيلي قرر نقل لواء "كفير" الذي يخدم تاريخياً في الضفة الغربية إلى الحدود الشمالية "تحضيراً للحرب الكبرى"، وفقاً لما ذكرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية نقلاً عن مصادر عسكرية , حيث جاء القرار في ظل الضغط الذي مارسه قائد اللواء، العقيد أورن أفمن، والرؤية الإستراتيجية لقائد المنطقة الوسطى، الجنرال آفي مزراحي"، اللذين أديا إلى تطوير اللواء وصدور أوامر عن مزراحي الذي يخضع اللواء لإمرته بضرورة إعداده "استعداداً للحرب الكبرى التي قد تندلع في الشمال".

يذكر أن تبادلا لإطلاق النار وقع مؤخراً بين الجيش الإسرائيلي والجيش اللبناني على الحدود بعدما قام جنود إسرائيليون باختراق الحدود اللبنانية بحجة اقتلاع بعض الأشجار، وبدأ بإطلاق النار على القوات اللبنانية، مما أدى إلى مقتل صحفي لبناني وعقيد احتياط بالجيش اللبناني وإصابة ضابط آخر وجنود بجروح خطيرة، واتهمت "إسرائيل" بعدها بانتهاك قرار الأمم المتحدة رقم 1701.

البث المباشر