قائد الطوفان قائد الطوفان

لماذا تصر الولايات المتحدة على إبقاء جنودها في العراق؟

صورة "أرشيفية"
صورة "أرشيفية"

بغداد- الرسالة نت

يثير تمسك الولايات المتحدة، بتواجدها العسكري في العراق، منذ عام 2003، تساؤلات حول الغايات والأبعاد السياسية والعسكرية، التي تطمح بها، على الرغم من إعلان رغبتها في الانسحاب من سوريا وأفغانستان.

وكانت السلطات الأمريكية، أعلنت انتهاء عملياتها العسكرية بالعراق في منتصف عام 2011، لينخفض عدد الجنود الأمريكيين هناك إلى ما يقارب الـ39 ألفا، ومع ظهور تنظيم الدولة في العراق، كثفت الولايات المتحدة من تواجدها هناك ليصل عديد قواتها عام 2018 إلى 5500 جندي أمريكي، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية.

وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أجرى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع زوجته ميلانيا، زيارة سريعة للعراق، التقى فيها العسكريين الأمريكيين في قاعدة عين الأسد الجوية، لكنه لم يلتق بأي مسؤول عراقي، وهي الزيارة الوحيدة لترامب لقواعد أمريكية في منطقة الشرق الأوسط.

وقال ترامب، في مقابلة على شبكة "سي بي إس"، إنه من الضروري الحفاظ على الوجود العسكري الأمريكي في العراق، لتتمكن واشنطن من مراقبة إيران.

وأضاف ترامب: "كل ما أريد القيام به هو أن أتمكن من مراقبة إيران.. لدينا قاعدة عسكرية غير معقولة ومكلفة بنيت في العراق. إنها في موقع مثالي للنظر إلى أنحاء مختلفة في الشرق الأوسط المضطرب، وهذا ما لا يفهمه الكثيرون".

ولفت إلى أن جزءا من القوات الأمريكية التي ستنسحب من سوريا، سيتوجه إلى العراق.

وأثارت تصريحات ترامب، انتقادات واسعة من الأحزاب، وشخصيات رسمية عراقية، بمن في ذلك رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، وأثارت تساؤلات بشأن الوجود طويل الأمد للجنود الأمريكيين، بعد 16 عاما من الهجوم الأمريكي عام 2003، والذي أطاح بصدام حسين.

وسبق أن شهد العراق، مطالبات بأن يقوم البرلمان العراقي بتوجيه طلب رسمي لأمريكا، من أجل إعلان انسحابها من البلاد، على غرار قرارها في سوريا.

وهدد زعيم حركة "عصائب أهل الحق" العراقية، المقربة من إيران، قيس الخزعلي، في وقت سابق، القوات الأمريكية في العراق، باستخدام القوة، في حال عدم انسحابها من البلاد طواعية.

وفي هذا السياق، قالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة واشنطن، عبير الكايد، إن الإدارة الأمريكية، تزعم أنها تربط وجودها بالعراق دعما لاستقرار العراق سياسيا، إلا أن الرئيس ترامب، أكد مرات عدة، على أن تواجد القوات هناك، يهدف لمراقبة إيران وسلوكها، التي يعتبرها تهديدا حقيقيا لإسرائيل.

وأضافت الكايد، أن السعودية تمارس ضغوطا على واشنطن لإبقاء القوات في العراق لكبح التمدد الإيراني، مشيرة إلى أن الرياض طلبت في وقت سابق بقاء القوات الأمريكية في سوريا، على أن تقوم بتمويل تواجدها هناك.

واستبعدت الباحثة الأمريكية، أن تنسحب الولايات المتحدة من العراق، "حيث تملك واشنطن، أكبر قاعدة عسكرية تدعى عين الأسد، و تشرف بشكل مباشر على أمن المنطقة الخضراء، ولديها جهازها المخابراتي هناك لرصد  تحركات الحكومة المركزية في بغداد".

وذكرت، أن القواعد العسكرية الأمريكية بالعراق، بمثابة شريان مراقبة لما يدور في المنطقة، إلى جانب قيام خبراء أمريكيين بتدريب الجيش العراقي، وتوجد اتفاقية أمن مشترك لمكافحة الإرهاب، بين البلدين.

وأضافت، أن وجود القوات الأمريكية بالعراق، يعطي ضمانا وعامل استقرار اقتصادي للشركات الأمريكية، التي تقوم ببناء البنية التحتية هناك.

وأشارت إلى أنه لو حدث أي قرار بالانسحاب من قلب العراق، فإنها لن تنسحب من وجودها الاستراتيجي من شمال العراق.

من جهته قال الباحث العراقي، محمد الخاقاني، إن الوجود العسكري الأمريكي بالعراق، مسألة خلافية لا تقتصر فقط على صانعي القرار السياسي فقط، بل تمتد إلى أطياف الشعب العراقي.

وأضاف، أن هناك تيارين، الأول، يميل إلى التعامل مع الوجود الأمريكي على الأراضي العراقية كأمر واقع، وتيار آخر يعترض على استمرار بقاء القوات الأمريكية.

وأشار إلى أن التيار الأول، يتبنى أن القوات الأمريكية المتواجدة في القواعد، يتم تنسيق أعمالها مع الجانب العراقي، وأن الغرض من التواجد العسكري الأمريكي القضاء على تنظيم الدولة.

أما التيار الآخر، بحسب الباحث العراقي، فيرى أن وجود ما يقارب الـ5000 مستشار أمريكي، يعني وجود أعداد مضاعفة غير معلنة من الجنود الأمريكيين على الأرض، ما يمكن تفسيره بأنه عودة جديدة للاحتلال الأمريكي، بعد مغادرة الأمريكان عام 2011.

وأوضح الخاقاني، أن هناك رفضا شعبيا للتواجد الأمريكي على الأراضي العراقية، ولا سيما من قبل الأحزاب ذات الصبغة الدينية، التي رفعت شعار "مقاومة المحتل".

عربي21

البث المباشر