شكل خروج صاروخين من غزة تجاه (تل أبيب) نهاية الأسبوع الماضي صدمة للدوائر الامنية والعسكرية والسياسية الاسرائيلية التي لم تكن تتوقع ذلك على الاطلاق.
ورغم أن قصف ((تل أبيب)) كان خطا أحمر في السابق إلا أن الاحتلال اكتفى بتصعيد محدود تجاه عدة مواقع وأهداف في غزة.
وقالت مصادر عبرية ان التقدير الامني يتجه نحو رد قوي لكن مدروس بهدف عدم جر المنطقة إلى تصعيد.
ونفت حركتا الجهاد الاسلامي وحركة حماس مسؤوليتهما عن إطلاق الصواريخ خاصة وأنها أطلقت في الوقت الذي كان يعقد فيه اجتماع بين قيادة حركة حماس والوفد الأمني المصري حول التفاهمات الخاصة بقطاع غزة.
وذكرت وسائل إعلام العدو أن “مدى الصاروخين اللذين اطلاقا من قطاع غزة وصلا الى حدود 61 كلم”، وعلى ضوء هذا التطور الخطير أعلن جيش الاحتلال حالة التأهب القصوى، وامر سكان (تل أبيب) ومحيطها وسكان مستوطنات غلاف غزة بالنزول الى الملاجئ.
المحلل السياسي الإسرائيلي في صحيفة "معاريف" بن كاسبيت قال "إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "كان الشخص الأكثر رعبًا" من الصواريخ التي انطلقت من قطاع غزة مساء الخميس الماضي وضربت (تل أبيب).
وأضاف في مقال له أن القصف الذي طال (تل أبيب) كان آخر ما يحتاج إليه نتنياهو خلال فترة الانتخابات المقرر إجراؤها يوم 9 أبريل المقبل؛ لأن ضعفه الظاهر في المعركة الحالية هو الوضع فيما يتعلق بغزة وما ينظر إليه على أنه "هزيمة إسرائيلية أمام حماس".
وتابع كاسبيت "شمل التقييم الاستخباري للجيش الإسرائيلي مؤخرًا القلق من تصعيد مع قطاع غزة تحسبًا لإجراء الانتخابات في (إسرائيل)، لكن لم يعتقد أحد أن تجرؤ "حماس" على القيام أو السماح لأي طرف آخر بإطلاق الصواريخ على (تل أبيب)، على حدّ قوله.
وفي الوقت الذي لا يرغب فيه أي من الطرفين خوض مواجهة شاملة، فان جميع عناصر الانفجار العنيفة بين (إسرائيل) والفلسطينيين موجودة، وفي هذا الإطار يبدو أن الوفود عادت لتتحرك للحفاظ على الهدوء خاصة قبل الانتخابات (الإسرائيلية) حيث يخشى نتانياهو أن أي جولة تصعيد مع المقاومة في غزة قد تسقطه في الانتخابات.
فيما يساهم الحصار (الإسرائيلي) والتضيق على الغزيين في تقصير فتيل الانفجار، كما إن الوساطات التي تسعى للهدوء مقابل الهدوء قد لا تفلح مستقبلا مع اتساع الفجوة مع مرور الوقت؛ ما يجعل سيناريو ليلة الجمعة مطروحا بقوة خاصة وان الخطوط الحمراء قد زالت.
وفي السياق قال القائد السابق للمنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال تال روسو، إن مواجهة كبيرة مع حماس ستندلع قريبًا، الأمر الذي يتطلب من (إسرائيل) إعداد سياسة بعيدة المدى.
وصرّح روسو في مقابلة نشرتها صحيفة "معاريف" العبرية، بأن "الوضع مع غزة قابل لأن يأخذ مديات أخرى من التصعيد العسكري، إن لم يكن الأسبوع الحالي فسيكون الأسبوع القادم".
وأضاف: "لدينا مسار من الضغوط يتواصل، وحماس ليس لديها سيطرة كاملة على أحداث غزة، وكل ذلك يشكل تحديًا لنا على مدار الوقت".
ورغم أن غالبية التحليلات المنشورة في الصحف الإسرائيلية اعتبرت أن جولة التصعيد الأخيرة بين (إسرائيل) وقطاع غزة قد انتهت لكن المحللين أجمعوا أيضا على أن هذه لن تكون جولة التصعيد الأخيرة، وأن جولات تصعيد كهذه قادمة لا محالة، وربما ستشن (إسرائيل) عدوانا جديدا على غزة سيتحدد حجمه وفقا للتطورات الميدانية في المستقبل.
الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني يرى أن التصعيد سببه عدم المعالجة الجذرية للأسباب فالعمل يقتصر على الهدوء مقابل الهدوء دون حل الحصار والأزمة الإنسانية المتسبب الرئيس في الوضع الراهن والتي دفعت للذهاب لمناطق الحدود وإطلا ق البالونات الحارقة.
وقال: تدور الجهود في فلك الهدوء لعدة أيام ثم تعود للانفجار مجددا، معبرا عن خشيته من عدم سيطرة حماس ولا الاحتلال على المشهد فتنزلق الأمور إلى مواجهة واسعة.
وبحسب الدجني فإن حماس و(إسرائيل) يمارسان عض الأصابع كلاهما لا يردان الحرب، نحن أمام تهدئة لذا يجب البحث عن أصل المشكلة.
القناة الثالثة عشرة ادعت أنه على الرغم من مزاعم حماس ومؤسسة الدفاع (الإسرائيلية)، فإن إطلاق الصواريخ على منطقة جوش دان لم يكن خطأ، بل جرى التخطيط لها بعناية، بما في ذلك التوقيت.
وقالت: مساء الخميس، وصلت المفاوضات بين (إسرائيل) وحماس، بوساطة مصرية، إلى مرحلة متقدمة، انتظر يحيى السنوار في مكتبه وصول وفد أمني مصري في غضون دقائق مع الرد الإسرائيلي.
وأضافت أدرك السنوار أنه الآن، بعد أقل من شهر على الانتخابات في (إسرائيل)، حان الوقت لمحاولة الحصول على أكثر مما هو معروض في الصفقة التي تتشكل.