تشتد المنافسة الانتخابية بين الأحزاب (الإسرائيلية)، وهو ما يدفع قادة الاحتلال لاستغلال الطرق كافة ضمن البازار الانتخابي قبل أسابيع على انطلاق الانتخابات.
ومع اشتداد المنافسة بين حزب "الليكود" بقيادة نتنياهو، وحزب "أزرق أبيض" بقيادة غانتس، يقدم كل مرشح منهم خياراته التي تُكسبه المزيد من الأصوات.
وفي الوقت الذي تأثر فيه نتنياهو وحزبه من الوضع الذي يعصف بـ (إسرائيل)، والتطورات التي جرت خلال العام الماضي من "جولة عسقلان" في نوفمبر الماضي والسقوط المدوي في عملية "حد السيف"، ومسيرات العودة وما صحبه من تآكل في قوة الردع.
وعقب عملية "أرئيل" أعلنت سلطات الاحتلال، عن نيتها بناء 48 وحدة استيطانية جديدة في المنطقة، مدعيا نتنياهو أن "المستوطنة تأتي ردا على عملية إطلاق النار والطعن التي نفذها عمر أبو ليلى".
دعاية انتخابية
الخبير في شؤون الاستيطان عبد الله أبو رحمة، أكد أن "أرئيل" والمنطقة المحيطة بها، محط أنظار الاحتلال للاستيطان، حتى ما قبل تنفيذ العملية الأحد الماضي.
وقال أبو رحمة إن الاحتلال ينوي زيادة الاستيطان بـ "أرئيل" لزيادة عدد المستوطنين في المنطقة، وكذلك كدعاية انتخابية لنتنياهو الذي يواجه الصفعات على أعتاب الانتخابات.
ولفت إلى أن الاستيطان يداهم الضفة بأكملها، وفق خطة ممنهجة من سلطات الاحتلال، مشيرا إلى أن الاعلانات التي تتوالى في الوقت الحالي عن مستوطنات هنا وهناك تأتي في سياق دعاية انتخابية مستبقة لكسب المزيد من الأصوات التي تشجع الاستيطان.
وأضاف: "الاحتلال يستخدم القوة في اتخاذ الإجراءات العقابية ضد الفلسطينيين، وهو ما يجعله البدء ببناء الوحدات الاستيطانية التي أعلن عنها، وهذه الإجراءات ليست المرة الأولى".
ودعا القادة الفلسطينيين، لمواجهة تحركات نتنياهو ببناء الوحدات الاستيطانية، باتخاذ إجراءات عبر المؤسسات القانونية والاعتراض عليها، عبر المحاكم الدولية.
وصادقت لجنة التخطيط والبناء التابعة لوزارة الاستيطان (الإسرائيلية)، على بناء مئات الوحدات السكنية الجديدة في مستوطنات الضفة المحتلة قبل انعقاد انتخابات الكنيست المقبلة، حيث ستبدأ عملية البناء بعد موافقة المستوى السياسي.
ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، فإن البناء لن يقتصر على التكتلات الاستيطانية بل سيتعداه إلى خارج هذه التكتلات المعروفة بالبؤر الاستيطانية غير الشرعية.
من جانبه، قال رئيس حزب "كولانو" الذي يمتلك حقيبة وزارة البناء والاستيطان في حكومة الاحتلال موشي كحلون، إن "عهد تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية، انتهى ولن يعود طالما نحن موجودون".
تفشي الاستيطان
وفي تقرير مفصل للقناة العبرية السابعة، ذكرت أن السنوات الخمس الأخيرة شهدت زيادة كبيرة في أعداد المستوطنين بالضفة الغربية، حيث بلغت النسبة 20.61%.
وقال القناة إن العام الماضي وحده شهد زيادة تقدر بنسبة 3.3%، حيث بلغ عدد المستوطنين بالضفة حتى مطلع كانون الثاني/ يناير من العام الجاري قرابة 450 ألف مستوطن.
وبحسب التقرير، الذي لم يشمل المستوطنين بأحياء "القدس الشرقية"، فإن الزيادة التي شهدتها السنوات الأخيرة في أعداد مستوطني الضفة هي زيادة هائلة، حيث تجاوزت نسبة 20% بقليل.
وبلغت الزيادة الأكبر العام الماضي في الكتلة التي تضم مستوطنات شرقي "غوش عتسيون" جنوبي القدس المحتلة، حيث بلغت نسبة الزيادة 6.15%.
وفي الوقت الذي يقترب فيه عدد المستوطنين اليهود بالضفة المحتلة، من نصف مليون، يقدر التقرير بناء على معطيات السنوات الخمس الأخيرة، أن أعداد المستوطنين ستتخطى مليون مستوطن بالضفة في غضون 20 عاما أو أكثر، وحدد تاريخ 2041.
وشهدت المستوطنات منذ دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للبيت الأبيض، زيادة حادة بأعداد المستوطنين وفي وتيرة البناء بالمستوطنات، وإن العامين القادمين سيشهدان تسكين الوحدات الاستيطانية الجديدة التي يتم بناؤها حاليا، ومن ثم يتوقع أن تشهد الفترة المقبلة زيادة جديدة في أعداد المستوطنين اليهود بالضفة.
وكان منافس نتنياهو، رئيس الأركان الأسبق بيني غانتس، الذي يحسبه الإعلام الإسرائيلي على تيار اليسار، قد ألمح في بداية حملته الانتخابية إلى إعجابه بفكرة الانفصال عن غزة، وإمكانية تطبيقها على الضفة الغربية، لكنه واجه انتقادات حادة وتهديدات من قبل اليمين المتطرف، ومن ثم تراجع عن هذا التصريح وقال إنه لم يفسر بشكل صحيح.