وكالات-الرسالة نت
كشفت مصادر فلسطينية وثيقة الإطلاع لـ "المستقبل العربي" عن أن اللجنة المركزية لحركة "فتح" كانت اتخذت قراراً بذهاب منظمة التحرير الفلسطينية للمفاوضات المباشرة قبل يوم من انعقاد اللجنة التنفيذية للمنظمة لبحث ذات الموضوع، حيث فوجىء عباس يقدم اكتمال نصاب الجلسة.
فقد شارك في الإجتماع تسعة أعضاء فقط من أصل ثمانية عشر عضواً هم: محمود عباس، صائب عريقات (كلاهما من حركة "فتح")، عبد الرحيم ملوح (الجبهة الشعبية)، تيسير خالد (الجبهة الديمقراطية)، صالح رأفت وياسر عبد ربه (حزب فدا)، حنا عميرة (حزب الشعب)، أحمد مجدلاني (جبهة النضال الشعبي/ جناح رام الله)، وعلي اسحاق (جبهة التحرير الفلسطينية).
كما حضر مراقبان هما واصل أبو يوسف أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية (جناح رام الله)، وجميل شحادة (أمين عام الجبهة العربية الفلسطينية).
أما الذين تغيبوا، أو قاطعوا الجلسة فكانوا أيضاً تسعة وهم: فاروق القدومي، أحمد قريع، زكريا الأغا، وغسان الشكعة (وأربعتهم من حركة "فتح")، حنان عشراوي، أسعد عبد الرحمن، محمد زهدي النشاشيبي ورياض الخضري (مستقلون)، ومحمود اسماعيل (جبهة التحرير العربية).
وأكدت المصادر أن ثلاثة أعضاء فقط هم الذين رفضوا الذهاب للمفاوضات المباشرة هم عبد الرحيم ملوح، الذي يقال أنه رفض التزاماً بقرار الجبهة الشعبية، وليس اقتناعاً، وتيسير خالد، وحنا عميرة، حيث عبروا عن موقف المقاطعة خلال مداخلاتهم، ذلك أنه لم يجر تصويت على القرار.
تضيف المصادر كاشفة أن عباس كان أبلغ الرئيس المصري حسني مبارك، عقب التقائه الرئيس الأميركي باراك اوباما في تموز/ يوليو الماضي أنه قرر الذهاب للمفاوضات المباشرة، لكنه يبحث عن سيناريو يساعده على اعلان قراره.
وقال عباس لمبارك أنه أبلغ موافقته هذه لأوباما، بعد أن قال له الرئيس الأميركي أنه وإدارته مشغولون بالإنتخابات النصفية للكونغرس الأميركي بمجلسيه الشيوخ والنواب، والتي ستجرى في تشرين ثاني/ نوفمبر المقبل.
وأضاف عباس مخاطباً مبارك أنه أبلغ اوباما "نريد تغطية من الجامعة العربية (لجنة المتابعة)، واللجنة الرباعية الدولية، فرد الرئيس الأميركي على ذلك بأنه سيكلف هيلاري كلينتون وزيرة خارجيته، وجورج ميتشل مبعوثه للشرق الأوسط، بتأمين ذلك. وأضاف اوباما لعباس إنه يتوقع أن تمتنع فقط سوريا عن الموافقة على تأييد ذهابه للمفاوضات المباشرة.
قسوة بحق زكي
اجتماع اللجنة المركزية لحركة "فتح" المشار إليه، شهد استخدام عباس كلمات غير مسبوقة في قسوتها بحق عباس زكي عضو اللجنة. فبمجرد أن حاول زكي أخذ إذن بالكلام، فاجأه عباس بالقول "سكر تمك"..!
وعندما حاول زكي الكلام مرة أخرى قال عباس "سكر تمك.. تلحس..."..!!
عندها التزم زكي الصمت طوال ما تبقى من الجلسة.
تقول المصادر إن سبب تصرف عباس هذا بحق زكي يعود إلى:
اولاً: خشيته من أن يتحدث معارضاً المفاوضات المباشرة.
ثانياً: اطلاع عباس على انتقادات تصدر بحقه عن زكي في جلساته الخاصة.
المهم أن هذا الهجوم على عباس زكي حال دون أن يتحدث اعضاء آخرون معارضين المفاوضات المباشرة.
صمت علي اسحاق
أخيراً فقد كان لافتاً التزام علي اسحاق الصمت التام طوال الجلسة، ولم يبد أية وجهة نظر، ولم يخالف رغبة عباس بالذهاب للمفاوضات المباشرة، ولو فعل لارتفع عدد رافضي هذه المفاوضات إلى اربعة اعضاء من أصل تسعة حضروا الإجتماع، بغياب تسعة آخرين.
سبب صمت علي اسحاق يعود للسجال الذين دار بينه وبين عباس في الإجتماع السابق للجنة التنفيذية، على خلفية تشبيهه التسوية السياسية للقضية الفلسطينية بـ "السعاددين الذين يعفروا على أنفسهم طحين".. قائلاً هذا ما يفعله المفاوضون من كل الأطراف.
يومها سأله عباس: أنا سعدان يا علي..؟!
أجاب علي: اميركا واسرائيل والفلسطينيين كذابين..!
فسأله عباس حانقاً: أنا كذاب يا علي..؟!
رد علي قائلاً: ليس الكل.. بعضكم صادق وبعضكم كاذب.
فقال له عباس: "صمت دهراً ونطقت كفرا". وأضاف "الملافظ سعادة"..!