قائد الطوفان قائد الطوفان

ابنة الشهيد شتات:" أجل أعرفه، إنه بابا"

لحظات وداع الشهيد نضال شتات
لحظات وداع الشهيد نضال شتات

غزة- رشا فرحات

هناك على باب ثلاجة مستشفى شهداء الأقصى وقف والد الشهيد نضال شتات بين مكذب ومصدق، يبكي بحرقة ولده الممدد الذي لم تعطه الحياة فرصة لأن يعيشها كما ينبغي أن تكون، والذي اختار طريق الصمود والمثابرة والمشاركة في مسيرة العودة في كل جمعة بالإضافة إلى سهرات الإرباك الليلي فعرف ببسالته واقدامه.

هذا ما كان يفعله نضال يوم الجمعة الماضية، حيث كان يشارك مع أصدقائه كالعادة رافعين علم فلسطين على الحدود الشرقية لمخيم البريج حينما باغته المحتل برصاصة متفجرة، اخترقت بطنه ففارق الحياة فور وصوله إلى المستشفى، فكانت صدمة لعائلته كما يقول شقيقه محمد الذي وصف مشاعره في تلك اللحظة قائلا: حينما وصلني خبر اصابته، توقعت أني سأذهب وأعود به فورا إلى حضن أمي، ولكني فور ما أن دخلت إلى المستشفى حتى شاهدت كل الأصدقاء والأقارب يملؤون الأروقة، ومنهم من يستند على الجدران باكيا، فعرفت أن الأمر أكبر من مجرد إصابة، أجل لقد استشهد نضال.

شيع نضال يوم السبت في منطقة المغراقة جنوب مدينة غزة، بعد ارتقائه مساء الجمعة شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.

وانطلق موكب تشييعه من أمام مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح باتجاه منزله حيث ألقى عليه أخوته وأمه وطفلاه مريانا ( 6سنوات) وإيهاب (سنتين) نظرة الوداع الأخير، وساورا في جنازته وهم يعلمون تماما ما الذي يجري، وما الذي حدث، بينما كانت تشير مريانا إلى جثمان والدها وتقول: "أجل أعرفه أنه بابا"

وقد توافد محبو نضال الكثر إلى جانب عائلته وأمه ليلقوا نظرة الوداع الأخيرة على الغائب الذي لم يكن يكرهه أحد كما قال شقيقه محمد للرسالة، مضيفا: كان هادئا لا يحتك بأحد، مسالما يحب السلام ولا يؤذي أحدا.

وقد ألقى عليه ذووه ومحبّوه نظرة الوداع الأخيرة قبل الصلاة عليه ومواراته الثرى وسط صيحات الغضب والاستنكار ضد الجرائم البشعة المتواصلة، التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا في كافة محافظات الوطن.

من جهته، قال مركز الميزان لحقوق الإنسان بغزة، إن حصيلة الشهداء الفلسطينيين الذين قتلوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، منذ بدء مسيرات العودة وكسر الحصار بلغت 273 شهيدا، وأصابت 15234 آخرين، خلال الاستهداف الإسرائيلي المتعمد للمدنيين المشاركين في المسيرات السلمية على الحدود الشرقية لقطاع غزة، من قبل جيش الاحتلال المنتشر على الحدود مع القطاع.

وأوضح المركز، في بيان صحفي أن من بين الشهداء 11 شهيدًا تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامينهم، منهم 3 أطفال، ومن بين الشهداء 41 طفلًا، وسيدتين، و8 من ذوي الإعاقة، و3 مسعفين، وصحفيين اثنين.

وأضاف البيان: أن من بين الإصابات 3318 طفلًا، و675 سيدة، و177 مسعفًا، و154صحفيًا، ومن بين المصابين 7971 أصيبوا بالرصاص الحي، من بينهم 1476 طفلًا، و158 سيدة.

ويذكر ان قوات الاحتلال الإسرائيلي، تواصل استهدافها للمدنيين المشاركين في المسيرات السلمية على امتداد الحدود الشرقية لغزة للأسبوع 51 على التوالي، حيث تتعمد قوات الاحتلال استخدام القوة المميتة والرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز بالإضافة إلى الرصاص المتفجر المحرم دوليا، لاستهداف الأطفال والنساء والشبان والطواقم الطبية والصحفية المتواجدين في مسيرات العودة وكسر الحصار السلمية.

البث المباشر