مليونية العودة التي أعلنت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، احتفاءً بيوم الأرض، وتزامناً مع مرور العام الأول لانطلاق المسيرات، هذه المسيرة يجب أن تكون بمثابة انتفاضة شعبية عارِمة وصرخة مدوية في وجه كل من يحاصر غزة، وهي مسيرة ضرورية وواجبة .
وقد أثبتت الأحداث أن الضمير الجمعي الفلسطيني عندما يُستَفزّ في لحظةٍ معينةٍ كيف ينجح ويخلق مناخاً مُتألّقاً للمقاومة بكافة أشكالها، لذلك المشاركة يوم السبت القادم تُجسّد أهم رديف وأكثره فعالية في إسناد كل أشكال المقاومة الأخرى وعلى رأسها المقاومة المسلّحة.
وذلك يؤكد على وجود تناسق والتحام بين المقاومة الشعبية والمقاومة المسلحة، فالأخيرة ولدت من رحم الأولى، فالمقاومة المسلحة قبل أن تكون بالبندقية والصاروخ بدأت بالحجر والسكين، وعليه فإن وجود المقاومة شعبية دليل على أن الشعب الفلسطيني بغزة بأكمله مجمع على خيار عدم شرعية وجود الكيان الإسرائيلي.
العوائق التي توضع أمام مسيرات العودة وجماهير شعبنا لضعضعة دوره في ممارسة إرادته الجمعية، باعتقادي لن يكون لها تأثير لقدرة شعبنا على تجاوزها بدوافع التحدّي العميقة المغروسة في ضميره، واعتقد ان الحشود ستثبت ان شعبنا قد التحدي ويعي اهمية هذا المشاركة للتخلص من هذا الواقع الظالم الذي يتعرض له .
كما إن بيئة المقاومة واعية لأبعاد المعركة وما يترتّب عنها من توالي الهجوم المُضاد، لا سيما إن هدف المشروع الأميركي الصهيوني وعملائه هو القضاء على مفهوم المقاومة وقِيَمها في فلسطين وغزّة على التحديد، ليتسنّى لهم ممارسة هيمنتهم من دون أية مقاومة
غزّة هي البيئة التي حافظت على كيانها المقاوِم من كل مشاريع التصفية، هذه البيئة هي التي تنتج للأرض مقاومتها، وهي التي تتسلّح بدوافع الثأر والشرف والكرامة وترفض غزوات الغُزاة الطامعين، ولا تُفرّط بمُعطيات الأرض والوجود، وهي التي حمت القضية الفلسطينية من مخطّطات التقسيم.
البيئة الغزّية اليوم هي ركيزة أساسية في مسيرة العودة الكبرى، السند والرديف للفعل المقاوِم وهي إجراء استراتيجي المشاركة يوم السبت والدعوة والحث عليها ضرورة، وهي فرصة لفرض الواقع الفلسطيني على إسرائيل والاقليم والعالم، وقد تُربِك بعض المُخطّطات التي تُرسَم الآن لقضيتنا.