قائمة الموقع

الضفة.. الخاصرة الرخوة التي يخشاها الاحتلال

2019-03-28T12:43:00+02:00
يشعر الاحتلال بالقلق من إمكانية مشاركة آلاف الفلسطينيين في الضفة، في يوم الأرض
غزة- محمود فودة

لا يزال الاحتلال الإسرائيلي قلقا اتجاه الضفة الغربية المحتلة، في ظل تخوفاته من تزايد تحرك النشاط المقاوم فيها، أو مشاركتها في نشاطات مسيرة العودة التي تتجهز لمليونية العودة السبت المقبل على حدود غزة.

وخلال الأيام الماضية، سعى الاحتلال لاعتقال عدد كبير من القيادات الفلسطينية المؤثرة على ساحة المقاومة والحشد الجماهيري في الضفة، بهدف تفادي خروج آلاف المواطنين في ميادين الضفة ونقاط المواجهة مع قوات الاحتلال.

وما يزيد قلق الاحتلال في الآونة الأخيرة، العمليات الفدائية التي هزت أمن (إسرائيل) مؤخرا، والتي نفذها عدد من الفلسطينيين في الضفة، وتمثلت بعمليات عوفرا وجفعات آساف ومجمع بركان وارئيل، وأدت لمقتل وإصابة أكثر من 20 إسرائيليا بينهم عسكريين.

ويأتي هذا التصاعد في العمل المقاوم في الضفة، في الوقت الذي تشهد فيه غزة تصعيدا عسكريا بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي من شأنه أن يزيد حماسة المقاومين في الضفة لتنفيذ المزيد من العمليات، خصوصا في حال وقوع مواجهة عسكرية بغزة على إثر إراقة الاحتلال لدماء المتظاهرين السلميين على الحدود.

وفي اتجاه آخر يشعر الاحتلال بالقلق من إمكانية مشاركة آلاف الفلسطينيين في الضفة، في يوم الأرض، بمسيرات ضخمة، مؤازرة للجهد الشعبي المبذول في قطاع غزة، ضمن فعاليات مليونية العودة.

وفي التعقيب على ذلك، قال الشيخ حسن يوسف القيادي في حركة حماس بالضفة الغربية المحتلة إنه حُق للاحتلال أن يقلق من الضفة الغربية لطالما فيها رجال يحملون هم القضية الفلسطينية، ويرغبون في فدائها بأرواحهم.

وأضاف يوسف في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن الاحتلال يحاول بكل ما أوتي من قوة الفصل بين غزة والضفة، إلا أن كل اللحظات الحاسمة في تاريخ قضيتنا تثبت أن غزة والضفة جسد واحد، لا يمكن التفريق بينهما، وهذا ما أثبتته الوقائع لا الكلام.

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني في الضفة سيحيي ذكرى يوم الأرض في كافة المحافظات، لما تمثله هذه الذكرى من رمزية لدى الشعب الفلسطيني الذي سيؤكد أنه لن يفرط بها، مهما بلغت التضحيات والضغوط، داعيا كل أحرار الضفة للمشاركة في المسيرات والفعاليات التي ستشهد يوم السبت المقبل.

وأظهرت العمليات الأخيرة في الضفة مدى تأثير أي فعل مقاوم على (إسرائيل) بأكملها، ما يستدعي اهتماما فلسطينيا أكبر في إحياء المقاومة في الضفة برغم ملاحقة الاحتلال، ونشاط التنسيق الأمني الذي تتبناه سلطة حركة فتح.

وفي هذا السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة إن الضفة الغربية تمثل هاجسا لا ينتهي لدى قيادة الاحتلال الإسرائيلي التي تتخوف من مارد الضفة الذي إذا ما انطلق لا توقفه كل الحملات العسكرية والتنسيقات الأمنية، مضيفا أن للضفة بصمات في العمل الوطني والمقاوم.

وأضاف أبو شمالة في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن الرهان على الضفة في محله؛ لأنها كانت وستبقى منارة للمقاومة الفلسطينية، ويستدعي استنهاض رجالها في كل وقت وحين، لأن تحركهم يمثل رافعة للمشروع المقاوم، الذي باتت غزة قاعدته في العقد الأخير.

وبيّن أن الاحتلال الإسرائيلي وبمعاونة سلطة التنسيق الأمني يسعون إلى إفشال أي جهد مقاوم قبل خروجه للعلن، وهذا يتطلب موقفا وطنيا ضد هذه السلطة التي باتت مقبرة للمقاومة، مشيرا إلى أن الحاضنة الشعبية للمقاومة في الضفة ما زالت بقوتها، ويمكن البناء عليها في أي فعاليات وطنية خلال المرحلة المقبلة.

وكانت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، قد أعلنت أن السبت المقبل 30 من أذار، سيشهد اضراباً شاملاً في كافة محافظات الوطن، بينما حذرت فصائل المقاومة الفلسطينية الاحتلال من التغول في جرائمه بحق المتظاهرين السلميين الذين من المقرر وصولهم إلى النقاط الخمس المحددة بمخيمات العودة.

 

اخبار ذات صلة