تشهد الاوضاع على حدود قطاع غزة توترا متصاعدا بين (إسرائيل) وفصائل المقاومة، مع استمرار فعاليات مسيرات العودة الكبرى التي تجري أيام الجمعة من كل أسبوع، وحالات الاقتحام الفردية إلى جانب تصاعد عمليات المقاومة في الضفة التي يخشى الاحتلال أن تكون المقاومة في غزة هي الدافع والمحرك الأساس لها في الضفة.
ومع بدء العد التنازلي للانتخابات الإسرائيلية المزمع عقدهافي 17 من شهر سبتمبر القادم يبدو أن المقاومة في غزة تمارس ضغطا متزايدا على نتنياهو لإجباره على الالتزام بتعهداته وتنفيذ تفاهمات التهدئة التي جرت في مايو الماضي، خاصة أنه يعيش أزمة كبيرة في ظل تكتل المعارضة لإسقاطه وملفات الفساد التي تلاحقه، والضغوط المتزايدة من المعارضين له وفشله في إجراء تحالفات تضمن له تشكيل الحكومة القادمة في حال فوزه في الانتخابات وهو ما عجز عنه في أبريل الماضي.
الملفات السابقة تشكل الخاصرة الرخوة لنتنياهو، وتدرك حركة حماس أن الضغوط المتزايدة عليه تجعله مكشوف الظهر أمامها، وأن ما قبل الانتخابات هي الفترة الأكثر ضعفاً ومناسبة لانتزاع تنازلات منه، وبالتالي تمارس ضغوطا متزايدة عليه.
صحيفة العربي الجديد قالت إن حركة حماس نقلت عبر الوسطاء الذين يعملون من اجل منع انفجار الأوضاع في غزة رسائل شديدة اللهجة للاحتلال الإسرائيلي، مفادها "إما تنفيذ تعهدات تخفيف الحصار وإما التصعيد".
وجاء في الرسالة أن عدم الإيفاء بالالتزام بتخفيف الحصار الخانق على القطاع، سيؤدي إلى تصعيد مسيرات العودة وكسر الحصار، وما قد يتبعها من دخول المقاومة على خط التصدي للاعتداءات الإسرائيلية.
وشددت حماس في رسالتها عبر الوسطاء أن استمرار الضغط على القطاع قد يفضي لتوسع دائرة الأعمال الفردية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وما قد تجر بعدها من عمل عسكري واسع بين الطرفين.
وكان يحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة هدد "بإمطار المدن الصهيونية بالرشقات الصاروخية إذا حاول الاحتلال الدخول في حرب معنا".
ويخشى الاحتلال من تكرار الأحداث التي سبقت الانتخابات السابقة حيث فعلت المقاومة الأدوات الخشنة التي حولت الاشتباك بين الجانبين إلى مشهد يومي وكأنهحرب متواصلة تدور على الجدار، حيث يقوم النشطاء فيالليل من وحدات الإرباك الليلي بإلقاء العبوات الصوتية على الحدود وإطلاقات البالونات المتفجرة، وفي النهار، يفجر الجيش الإسرائيلي تلك العبوات الناسفة، إلى جانب تصعيد البالونات الحارقة التي أدت لتدهور كبير وانفجار سكان البلدات الحدودية لغزة.
وتهدف حركة حماس إلى زيادة الضغط على الاحتلال قبيل الانتخابات لتحقيق عدة أهداف منها:
1- الضغط على (إسرائيل) من أجل قبول شروط التهدئة.
2- استغلال فترة الانتخابات الإسرائيلية وانعكاسات ذلك على موقف الحكومة الإسرائيلية وعدم رغبتها بالتصعيد على الحدود الجنوبية، حسب تقديرات حماس.
3- محاولة التأثير على الرأي العام الإسرائيلي في فترة الانتخابات.
4- الضغط على (إسرائيل) لتطبيق تفاهمات التهدئة التي وافق عليها الطرفان بوساطة مصرية وتشمل:
• توسيع المنطقة المسموحة للصيد إلى 12 ميلا.
• الغاء جزئي لمنع إدخال مواد ثنائية الاستخدام مثل الأنابيب والأسمدة التي يمكن استخدامها في الزراعة وفي صناعة الصواريخ أيضا كما يدعي الاحتلال.
• استئناف مشروع "الأموال مقابل العمل" حيث وعدت الأمم المتحدة بتمويل أشغال عامة في القطاع والمساعدة على شراء الأدوية ومعدات طبية والمصادقة على المزيد من التسهيلات في المعابر.
• تحويل 20 مليون دولار شهريا لغزة لمساعدتها على دفع الرواتب لموظفيها ومساعدة العائلات المحتاجة.
• تشغيل خط (161) لزيادة إمدادات الكهرباء إلى قطاع غزة من (إسرائيل)
• بدء المفاوضات حول تشغيل خط بحري من غزة إلىالرصيف العائم في قبرص.
وبحسب تقديرات الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة فإن التهدئة التي توصّلت إليها فصائل المقاومة في قطاع غزّة مع الاحتلال، في مايو الماضي، "غير قابلة للكسر"، وأن العمليات الأخيرة هي "فرديّة"، بحسب ما نقل المراسل العسكري لصحيفة "معاريف"، طال ليف رام.
وبحسب ليف رام، فإنّ هذه التقديرات "حذرة، ويمكن لأيّ حدث صعب أن يغيّر الوضع"، ورغم ذلك "فلا يوجد تقدّم كبير بالمفاوضات، ولن يكون تقدّم كذلك قبل الانتخابات" الإسرائيليّة، المقرّرة في 17 سبتمبر المقبل.
وتعتقد الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة، أن رئيس حركة حماس في قطاع غزّة، يحيى السنوار، "المعروف بصقوريّته تجاه (إسرائيل)... معنيّ في هذه المرحلة بالتوصل إلى تهدئة"، وعلّلت ذلك بأنه "وضع نصب عينيه هدف تحسين الأوضاع الاقتصاديّة في القطاع، ومواجهة عسكريّة لا تخدم هدفه، على الأقلّ في هذه المرحلة"، بحسب ليف رام.