طالب عدد من قادة الاحتلال الإسرائيلي بشن حملة اغتيالات ضد قيادات بارزة في حركة حماس، وذلك بعد جولة التصعيد الأخيرة مع قطاع غزة.
وتصاعدت وتيرة الأحداث بعدما أطلق صاروخ من قطاع غزة قبل يومين تجاه "إسرائيل" وأحدث تدميراً كبيراً في اثنين من البيوت، وكان مداه يقترب من 100 كيلو متر بعيدًا عن القطاع، كما لم تصده "القبة الحديدية" التي صرفت عليها "إسرائيل" ملايين الدولارات لأجل هذه اللحظة.
عبر فيديو لم تتجاوز مدته الدقيقة انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ظهر فيه نفتالي بينت زعيم حزب (اليمين الجديد)، يهدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وذلك ضمن حملته الانتخابية.
ومع بداية الفيديو القصير وقف بينت يهندم بدلته ويضع "الكيباه" قبعة صغيرة يضعها اليهود المتشددين على رؤوسهم، ووجه رسالة مقتضبة لهنية "دير بالك يا هنية أنا مش ليبرمان أنا جديد".
وسبق بنيت، تسيبي حوتوبلي عضو الكنيست الإسرائيلي حين أعلن بداية التصعيد الأخير، أن الاغتيالات هي أساس الحملة العسكرية، "قريبا سنرى قيادات حماس البارزة تغادر الحياة".
من جهته قال محلل الشؤون الأمنية في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، أن "الحرب الرابعة تقترب، رغم أن أحدا لا يرغب بذلك".
وقال إن الغارات التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي على قطاع غزة لم تستهدف مواقع عسكرية للذراع العسكري لحركة حماس فحسب، وإنما كانت هناك محاولة لاستهداف قيادات في الحركة، أي العودة إلى سياسة الاغتيالات الموضعية، حيث تم استهداف مكتب رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية.
وتابع " الرد الإسرائيلي الذي بدأ بتجنيد قسم من الاحتياط، ونشر بطاريات "القبة الحديدية"، ونقل لواء مدرع ولواء مشاة إلى غلاف غزة، وفتح الملاجئ والاستعدادات في الغلاف، قد يحمل إشارة إلى أن الحرب الرابعة قد بدأت".
ويعقب حسام الدجني المختص في الشأن السياسي أن ما يطلقه أعضاء الكنسيت الإسرائيلي من تهديدات بشأن القيام بعمليات اغتيال لقيادات المقاومة يعد ببروغندا إعلامية فكل منهم يحاول التسويق أنه الأكثر دمويا، وذلك انعكاس طبيعي للمجتمع الإسرائيلي المتعطش دوما لمزيدا من الإرهاب.
ووفق حديث الدجني "للرسالة"، فن على الفصائل الفلسطينية أخذ تلك التصريحات على محمل الجد، كون ذلك ليست سياسة جديدة على الاحتلال فسبق واغتال احمد ياسين وفتحي الشقاقي وياسر عرفات وغيرهم من القيادات الفلسطينية.
وفي ذات الوقت لفت المحلل السياسي إلى أن "إسرائيل" تخشى الاقدام على أي عملية اغتيال في الوقت الراهن كونها تحسب ألف حساب للمقاومة الفلسطينية وكذلك المجتمع الدولي.
ومنذ تأسيس حركة "حماس" في ثمانينيّات القرن الماضي، استهدف الاحتلال الإسرائيلي عددًا من قادة الحركة، أبرزهم المهندس يحيى عيّاش (1996) في غزّة، عدنان الغول (2004)، رئيس الجناح العسكري لحركة "حماس"، صلاح شحادة (2002)، مؤسس حركة "حماس"، الشيخ أحمد ياسين (2004)، ورئيس القيادة الداخلية للحرك عبد العزيز الرنتيسي (2004) وأحمد الجعبري الذي قاد اغتياله في العام 2012 إلى اندلاع حرب بين الحركة وإسرائيل قصف المقاومة فيها تل أبيب، كما حاول الاحتلال اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، في الأردن إلا أن المحاولة فشلت.