يسعى الاحتلال الإسرائيلي ومن ورائه سلطة حركة فتح إلى إفشال الحدث الأبرز في قطاع غزة، والمتمثل في مليونية العودة في الذكرى السنوية الأولى لبدء مسيرات العودة، حيث من المقرر أن يشارك بها عشرات آلاف المواطنين يوم السبت المقبل.
ويرى الاحتلال الإسرائيلي في مليونية العودة تحديا جديدا أمام قواته العسكرية المنتشرة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، وكذلك تحديا امام القيادة السياسية في حال وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوف المتظاهرين.
وكانت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، قد أعلنت أن السبت المقبل 30 من أذار، سيشهد اضراباً شاملاً في كافة محافظات الوطن، بينما حذرت فصائل المقاومة الفلسطينية الاحتلال من التغول في جرائمه بحق المتظاهرين السلميين الذين من المقرر وصولهم إلى النقاط الخمس المحددة بمخيمات العودة.
ومن شأن أي تغول (إسرائيلي) على المتظاهرين أن يقلب الطاولة في اتجاه مواجهة عسكرية لا ترغبها (إسرائيل) مع قرب الانتخابات الداخلية في 9 إبريل المقبل، في الوقت الذي تصر فيه المقاومة على مطالبها لضمان الهدوء على الحدود.
وتأتي المليونية في الوقت الذي يحاول الاحتلال إفشالها من خلال تصعيد الوضع الميداني، وتحميل المقاومة مسؤولية ذلك، رغم أن رفضه لمطالب المقاومة هو السبب الأبرز في بقاء التوتر على الحدود.
وهذا ما أكدته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، بقولها إن جيش الاحتلال يستكمل حاليا استعداداته للمسيرة المليونية؛ لوجود مخاوف وخشية لدى الأمن والجيش في إسرائيل من تحول المسيرة إلى مواجهة عسكرية.
وأشارت إلى أن الجيش سيضع مئات من القناصة (أي ما يقرب من 3 أضعاف القناصة الذين يتم نشرهم كل جمعة على الحدود). مشيرةً إلى أن الجيش سيعمل لإيقاف "المسيرة المليونية" التي تستعد فيها حماس لوجستيا لحشد عشرات الآلاف.
كما حاول الاحتلال الالتفاف على المليونية من خلال الدعوة إلى تقديم حلول إنسانية عاجلة من خلال الوسطاء المصريين والقطريين والأمميين، وهذا ما رفضته المقاومة على لسان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي قال "قبل مليونية العودة، لن نقبل بأرباع أو أنصاف الحلول مؤكدا أن المطالب واضحة وجلية وعلى الاحتلال أن يستجيب لنا".
وذكر هنية قبل أيام أن "غزة تحضر نفسها لمليونية يوم الأرض والذكرى السنوية الاولى لمسيرات العودة وكسر الحصار"، مشددا على أنه "ليس امام الاحتلال إلا أن يذعن لمطالب فصائلنا وشعبنا، وعلى رأسها كسر الحصار على طريق انهاء الاحتلال وتحقيق العودة لكل ارض فلسطين".
ومن المقرر انطلاق المليونية يوم السبت المقبل، الموافق للذكرى ال43 يوم الأرض، والتي تتزامن مع دخول مسيرات العودة عامها الثاني، من كافة مخيمات العودة بقطاع غزة.
كما سعت سلطة حركة فتح إلى إفشال المليونية من خلال الدعوة إلى حراك داخل قطاع غزة ضد حركة حماس والأجهزة الأمنية بغزة، إلا أن الأخيرة استطاعت الكشف عن المخطط، وإفشاله بشكل كامل، خلال الأيام الماضية.
وفي التعقيب على ذلك، قال هاني الثوابتة عضو الهيئة الوطنية لمسيرات العودة إن مليونية العودة ستثبت لكل الذين راهنوا على فشل المسيرة أن الشعب الفلسطيني اختار مسارا ثوريا لا رجعة فيه، حتى تحقيق المطالب العادلة المتمثلة في العودة للديار وكسر الحصار.
وأضاف الثوابتة في اتصال هاتفي مع "الرسالة":" أن الاحتلال سعى بكل ما أوتي من قوة إفشال المليونية قبل الوصول إليها يوم السبت المقبل، من خلال إبقاء حالة التوتر على الحدود ورفض مطالب المقاومة الفلسطينية، بما يدخل المنطقة في مواجهة عسكرية جديدة، دون تقديم تنازلات لصالح المقاومة.
وأشار إلى أن الهيئة الوطنية تتوقع حشدا جماهيريا غير مسبوقا في مليونية العودة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، بمشاركة كافة الفصائل الوطنية والإسلامية، للتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة، ورفض أي مخططات دولية تتجه لتصفية القضية الفلسطينية.
وبيّن أن المقاومة ستكون الحامية للمتظاهرين السلميين على الحدود، ولن تسمح للاحتلال بالتفرد بالمتظاهرين أو التغول على دمائهم، فالمقاومة كانت ولا تزال تحمل هموم الشعب الفلسطيني، في كافة أماكن تواجده.
ويقمع جيش الاحتلال تلك المسيرات السلمية بعنف، حيث يطلق النار وقنابل الغاز السام والمُدمع على المتظاهرين بكثافة، ما أدى لاستشهاد 274 مواطنًا؛ بينهم 11 شهيدًا احتجز جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصيب 31 ألفًا آخرين، بينهم 500 في حالة الخطر الشديد.
ويشارك الفلسطينيون منذ الـ 30 من آذار/ مارس 2018، في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة.