قائد الطوفان قائد الطوفان

المعهد الفلسطيني بالبرازيل: موقف النخب والمعارضة متضامن مع القضية

أحمد شحادة رئيس معهد البرازيل فلسطين- إيبراسبال،
أحمد شحادة رئيس معهد البرازيل فلسطين- إيبراسبال،

الرسالة نت - محمود هنية

أكدّ أحمد شحادة رئيس معهد البرازيل فلسطين- إيبراسبال، وجود تصاعد في الموقف البرازيلي المؤيد للقضية الفلسطينية من جانب المعارضة التي أدانت تحركات الرئيس البرازيلي المتطرف بوليسنارو الأخيرة، من زيارته لحائط البراق ونيته نقل سفارة بلاده للقدس.

وقال شحادة لـ"الرسالة نت" إن موقف اليسار البرازيلي الذي يستحوذ على 135 مقعدًا في الكونغرس من أصل 513 نائب، رافض لموقف حكومته، وتحديدا حزب العمال الحاصل على أعلى نسب في مقاعد البرلمان.

وذكر أن موقف هذه القوى تستند لرفض التطبيع مع "إسرائيل" وضرورة مقاطعة منتجات المستوطنات، وتعترف بالدولة الفلسطينية على حدود 67م.

وكانت البرازيل أول دولة قد اعترفت بدولة فلسطينية على حدود 67، قبل أن يعلن رئيس وزرائها الأخير عن عدم اعترافه بدولة فلسطين.

وأوضح أن الأحزاب البرازيلية وتحديدا اليسارية منها، لها موقف واضح من قضية الاتفاقات العسكرية والأمنية مع الاحتلال.

وذكر أن الموقف السياسي للأحزاب البرازيلية ليس كافيا لوحده للتأثير على الراي العام تجاه القضية الفلسطينية، في ضوء عجز الحراك الرسمي والفصائلي الفلسطيني تجاه الخطاب المقدم لدول الخارج وتحديدا دول أمريكا اللاتينية.

وأشار إلى أن الفعل الفلسطيني ضعيف إزاء ما ينبغي فعله في الساحة البرازيلية لتعزيز روايته التاريخية، لافتًا إلى أهمية الجانب القانوني في استثماره من مؤيدي القضية الفلسطينية من البرازيل لدفع حكومة بلادهم التراجع عن قراراتها الأخيرة بشأنّ نقل السفارة للقدس.

وأكدّ حاجة الشعب الفلسطيني الماسّة لمخاطبة الشعوب بلغاتهم المختلفة، مشيرا الى ان الموقف الرسمي الفلسطيني لا يزال ضعيفا كما حال الموقف الفصائلي كذلك.

وسحب السيناتور المتطرف فلافيو بولسونا نجل  الرئيس البرازيلي المتطرف بوليسنارو، تغريدة مسيئة نشرها عبر حسابه على تويتر، ضد حركة "حماس" قال فيها "فلتنفجر حماس" أي فلتذهب للجحيم، على خليفة بيان للأخيرة نددّت فيه بزيارة والده للقدس.

ولاقت تغريدة السناتور المتطرف – الذي رافق والده في زيارة القدس- تنديدا من أحزاب برازيلية، دفعت الجيش البرازيلي للطلب منه سحب التغريدة.

وكان  الرئيس البرازيلي الحالي المتطرف بولسينارو قد زار القدس في الثلاثين من شهر مارس الماضي، بصحبة رئيس وزراء الاحتلال بينامين نتنياهو، وأعلن عن افتتاح مكتب تجاري في القدس ووعد بنقل سفارة بلاده الى المدينة في أقرب فرصة و انه سينجز هذا الوعد خلال فترته الرئاسية.

وأصدرت حركة "حماس" بيان استنكار لهذه الزيارة ولإعلان نية بوليسنارو نقل السفارة، مؤكدة أنّ هذه السياسة تخالف العلاقة التاريخية بين البرازيل وفلسطين وكذلك مخالفتها للقانون الدولي، كما شددّت على خطورة هذه السياسة على مصالح البرازيل في المنطقة وليس الفلسطينيين فقط، إذ جرى تعميم البيان باللغتين الانجليزية والبرتغالية وتعميمه على وسائل الاعلام البرازيلية.

وتفاعلت قوى ونخب سياسية مختلفة مع البيان الذي أحدث صدى كبيرًا في الشرائح السياسية البرازيلية، ما حدا بنجل الرئيس البرازيلي للتغريد بتغريدة مختصرة "فلتنفجر حماس".

بدوره، قال النائب باولو بيمنتا مسؤول الكتلة العمالية المعارضة (الأكبر) في البرلمان إن هذه "سياسة خطيرة وتضر بمصالحنا، وأنّ عائلة بولسونارو تريد أن تقحم البرازيل في نزاعات دولية بأي شكل، حاولوا في فنزويلا و الآن يقومون بهجوم مجاني ضد حماس".

و في تعليق آخر بعد إزالة تغريدة بولسونارو،  علق بيمنتا: "الآن نعلم أنه أزال التغريدة لأن العسكر طلبوا ذلك، و هو أحس بحجم عدم شعوره بالمسؤولية".

من جهته، علقّ جوليانو مديروس رئيس حزب الإشتراكية و الحرية البرازيلي، إن "تصريح بولسونارو أنه سينقل السفارة البرازيلية إلى القدس قبل نهاية فترته الإنتخابية، تشكل إعتداء على الشعب الفلسطيني و حتى على الأمم المتحدة، إضافة إلى أنه يهدد المصالح التجارية مع الدول العربية".

وكتب مديروس في تغريدتها "تطرف بولسونارو يجلب الخسائر للبرازيل".

وتوجه النائب ألسو موريرا رئيس الجبهة البرلمانية للزراعة والثروة الحيوانية البرازيلية، برسالة لـ"الكونغرس" قال فيها: "هذا يكفي ، لقد تجاوزتم الحدود!.. لا يمكن أكثر من ذلك"، وذلك بعد رسالة الكراهية التي نشرها نجل الرئيس ضد حركة حماس.

وإزاء حالة  التنديد السياسي الواسع في البرازيل على سلوك الرئيس المتطرف ونجله، أضطر لاصدار تصريح قال فيه إنه لا يعادي الفلسطينيين "وهم شعب رائع ويرغب العمل معهم"، مع أنه صرّح سابقا أن "الفلسطينيين ليسوا شعبًا وفلسطين ليست بلدا"، وفق زعمه.

وأطلق أحد الفنانين الكبار في البرازيل هاشتاق HamasVoteiNoHadad"  " وحصل على انتشار واسع جدا، ومعناه "حماس انا صوتت لحداد"، وحداد هو مرشح حزب العمال و المعارضة الذي خسر الانتخابات الرئاسية أمام بولسونارو في الجولة الثانية، في إشارة لحالة السخط الشعبي البرازيلي على تصريحات بوليسنارو.

وعلّق باسم نعيم عضو مكتب العلاقات الدولية في حركة "حماس" في تغريدة له عبر حسابه على تويتر على الحادث، إذ أكدّ فيها أن حماس كحركة تحرر وطني تدافع عن شعبها، وتتطلع للحرية والاستقلال،  وأن القدس أرض محتلة ولا يملك احد شرعنة احتلالها، وان هذه السياسة الداعمة للاحتلال تضر بمصالح البرازيليين ليس مع الفلسطينيين فقط، بل أيضا مع 400 مليون عربي، و1,7 مليار مسلم حول العالم".

ولاقت تغريدة نعيم تفاعلا كبيرا من البرازيليين، وأعاد الآلاف التغريد عليها.

ووصلت المئات من التغريدات التي تعتذر عن هذا السلوك السياسي غير المتوازن، والذي يضر بمصالح البرازيليين، ويؤكدون دعمهم لنضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال.

البث المباشر