في الفيلم المصري:"واحدة بواحدة" الذي أنتج العام 1984 يتورط "صلاح فؤاد" الذي يعمل في مجال الدعاية، في الإعلان عن سلعة ليس لها وجود تحمل اسم "الفنكوش"، وتتوالى المواقف الكوميدية في الفيلم.
"الفنكوش" يظل سراً طوال الفلم يتخلله ألاعيب صلاح – يقوم بدوره عادل إمام- ضد زميلته ميساء التي تعمل في شركة إعلانات منافسة.
كوميديا "الفنكوش" تجسد فلم الواقع السياسي الذي يقوم ببطولته الرئيس دونالد ترامب، وصهره جاريد كوشنر، ومحامي شركة ترامب السابق جيسون غرينبلات، وسفيره في الكيان ديفيد فريدمان.
الفلم بدأ "بفرقعة" ترامب عندما أعلن عن صفقة القرن عام 2016، ومنذ ذلك الحين، ادعى كوشنر وغرينبلات أنهما يضعان خطة سلام، يصرون على إبقاءها سِرّية حتى اللحظة، في سلوك يعبر عن قمة "الاستهبال" السياسي الموجه ضد الفلسطينيين والعرب، حيث هاجت وماجت المنطقة برمتها وهي تحلل وتتوقع وتتخيل سر الخلطة العجيبة التي تعد في مختبر ترامب.
أفضل من قدم توصيف لـ"فنكوش" ترامب أحد الذين شاركوا سابقا في اعداد الطبخات السياسية للمنطقة، فقد نشرت مجلة "ذي أميريكان بروسبكت " مقالا للسفير الأميركي السابق في مصر والكيان دانيال كيتزر، تحت عنوان "وهم خطة ترامب للسلام" المعروفة باسم "صفقة القرن" قال فيه: "لقد جعلونا نضع كل تركيزنا على خطة (سلام) قد لا تظهر أبداً، فيما يقومون بجعل حل الدولتين أمراً يختفي".
ويضيف الدبلوماسي الأميركي "بينما نغرق ونتلهى وننشغل في انتظار الخطة، استخدم مروجو الأوهام (كوشنر، غرينبلات، فريدمان) أسلوب طرح الطعم ثم سحبه لتغيير الحقائق على أرض الواقع، ونحن منهمكون بما أوهمونا به".
منذ أكثر من عامين تنتظر المنطقة فنكوش ترامب بينما دفعنا ثمنه مسبقاً قبل أن نكتشفه عبر سلسلة قرارات أمريكية غير مسبوقة بدأت بالإعلان عن القدس عاصمة للكيان من خلال نقل مقر السفارة الأمريكية إليها، ثم الشروع بتذويب قضية اللاجئين في مستنقع التوطين على حساب دول عربية، مروراً بالاعتراف بالجولان تحت السيادة الإسرائيلية، والتمهيد لاعتراف مشابه للضفة الغربية، وانهاء التسوية السياسية باستبدال حل الدولتين، بمشروع التطبيع قبل التوقيع.
بعد فرض كل هذه الوقائع المصيرية، ربما يقدموا أي صفقة، حيث لمح كوشنر لعدد من السفراء أنها ستعلن بعد نهاية شهر رمضان، ويمكن تخيل هذا الكوشنير وهو يجمع القادة والزعماء العرب ليكشف لهم السر، ويردد: "يا زعماء يا عسل ... الفنكوش وصل".