قائد الطوفان قائد الطوفان

واشنطن تخشى هجمات على مصالحها

كنيسة أمريكية تعلن نيتها حرق المصحف

وكالات- الرسالة نت

 اثار اعلان كنيسة امريكية معمدانية عزمها على احراق نسخة من القرآن السبت المقبل حملة ادانات واسعة شملت دولا اسلامية وغربية على حد سواء، فيما اعرب البيت الابيض الثلاثاء عن ’القلق’ ازاء قيام كنيسة امريكية بتوجيه دعوة لاحراق نسخة من القرآن في الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) الحالي.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان هذه الدعوة ’تضع قواتنا في خطر، واي نشاط من هذا النوع يعرض قواتنا للخطر، هو مصدر قلق بالنسبة لادارتنا’.

وتنوي كنيسة ’مركز الحمامة لنجدة العالم’ المعمدانية في غينسفيل (فلوريدا، جنوب شرق) حرق نسخة من القرآن امام الملأ السبت في الذكرى التاسعة لاعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 في الولايات المتحدة.

واعلن قائد القوات الدولية في افغانستان الجنرال الامريكي ديفيد بترايوس الاثنين، ’اشعر بقلق بالغ للانعكاسات الممكنة اذا ما احرقوا نسخة من القرآن’. واضاف ان ’ذلك يمكن ان يعرض للخطر في آن معا القوات والجهود الشاملة في افغانستان’.

وحذر قادة عسكريون أمريكيون في أفغانستان من أن خطة كنيسة لإحراق نسخ من مصاحف قد تعرض حياة القوات الأمريكية للخطر.

ودان الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الثلاثاء دعوة كنيسة انجيلية في فلوريدا الى احراق نسخة من المصحف في ذكرى اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر مؤكدا ان ذلك قد يعرض حياة الجنود الدوليين في افغانستان للخطر.

واكد راسموسن للصحافيين خلال زيارة لواشنطن ان عملا كهذا ينتهك ’قيم’ الحلف الاطلسي ’كما يمكن ان يكون له تأثير سلبي على امن قواتنا’. وقال ’اعتقد ان مثل هذه الافعال تتعارض بشدة مع كل القيم التي نتمسك بها والتي نحارب من اجلها’.

وكان الامين العام لحلف شمال الاطلسي يعلق على تحذير قائد القوات الدولية في افغانستان الجنرال الامريكي ديفيد بترايوس من الخطر الذي سيحدق بحياة الجنود الامريكيين في حال نفذت كنيسة امريكية صغيرة رغبتها في احراق مصحف على الملأ في ذكرى هجمات 11 ايلول/سبتمبر.

فقد اعتبر بترايوس في مقابلة مع صحيفة ’وول ستريت جورنال’ الثلاثاء انه في حال تم احراق المصحف فستكون تلك خدمة لمصالح حركة طالبان في افغانستان التي ستستغله في دعايتها ضد الامريكيين كما انه سيذكي مشاعر الغضب في العالم الاسلامي ضد الولايات المتحدة. واعلن القس في الكنيسة المعمدانية الامريكية الذي يريد حرق نسخة من القرآن في 11 ايلول (سبتمبر)، الثلاثاء انه ’يأخذ على محمل الجد’ المخاوف التي اعرب عنها في هذا الشأن قائد القوات الدولية في افغانستان، لكنه قال انه ’ينوي باصرار’ المضي في تنفيذ ما توعد به. وقال القس تييري جونز لشبكة ’سي.ان.ان’، ’نأخذ تصريحات الجنرال على محمل الجد’.

واضاف ’نحن في الواقع قلقون جدا، جدا’ من العواقب التي تحدث عنها الجنرال بترايوس و’نستمر في الصلاة لما سيحصل في 11 ايلول/سبتمبر’.

وسئل القس عما اذا كان ذلك يعني صرف النظر عن مشروع حرق نسخة من القرآن، فأجاب ’نحن عاقدون العزم على حرقها لكننا في الوقت نفسه نصلي في هذا الشأن’.

وتابع ’متى ستنهض امريكا للدفاع عن الحقيقة؟ وبدلا من ان نكون نحن من يوجه اليهم اللوم على الافعال او الجرائم التي ارتكبها آخرون، لماذا لا نوجه اليهم تحذيرا؟ لماذا لا نرسل تحذيرا الى الاسلام المتطرف ونقول له اذا ما هاجمتمونا فسنهاجمكم’.

وتابع القس المعمداني ’ندرك ان هذا العمل قد يسيء الى الاشخاص ويسيء الى المسلمين. وانا اكون مستاء ايضا عندما يحرقون العلم الامريكي او عندما يحرقون الكتاب المقدس’.

واضاف ’الا اننا نعتقد ان الرسالة التي نحاول تمريرها هي اهم من ان يشعر اشخاص بانه تمت الاساءة اليهم. نعتقد اننا لا نستطيع التراجع امام اخطار الاسلام’.

وتابع هذا القس الامريكي وهو يتكلم امام شاحنة كتب عليها ’اليوم العالمي لاحراق القرآن’ وقد ارتدى بزة وربطة عنق ’نحن نرحب بالمسلمين هنا وهم اكثر من مرحب بهم لممارسة دينهم وبناء مساجد. الا ان الهدف مما نريد القيام به في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر هو توجيه رسالة واضحة الى العناصر المتطرفة في الاسلام لكي نقول لهم انه لن يتم التسامح معهم في الولايات المتحدة’.

وكانت كنيسة ’دوف وورلد آوتريتش سنتر’ المعمدانية في فلوريدا اعلنت عزمها على احراق نسخة من المصحف على الملأ في الذكرى السنوية التاسعة لاعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 في الولايات المتحدة.

من جانبه ندد الفاتيكان الثلاثاء بالدعوة التي اطلقتها كنيسة امريكية لاحراق مصحف في الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) واعتبر ان هذه الدعوة تتعارض مع الايمان المسيحي.

ونقلت صحيفة ’اوبسرفاتوري رومانو’ الناطقة باسم الفاتيكان عن اسقف لاهور ورئيس المجمع الاسقفي الباكستاني لورانس جون سالدانها قوله ’نندد بشدة بهذه النية وهذه الحملة التي تتعارض مع الاحترام الواجب لكل الديانات وتتعارض مع عقيدتنا وايماننا’.

كما وصف اسقف باندونغ في اندونيسيا يوهانس ماريا تريلاكسيانتا بوجاسومارتا الدعوة الى احراق نسخة من القرآن بانها ’عمل غير مسؤول’.

من جهتها صدرت صحيفة ’اوبسرفاتوري رومانو وهي تحمل الثلاثاء العنوان ’لا احد يجب ان يحرق المصحف’ مضيفة ’ان الادانات تتصاعد في كل انحاء العالم الا ان الاصوات الاكثر قوة هي التي ترتفع من آسيا خصوصا تلك الصادرة عن الكنيسة الكاثوليكية’ منددة بمبادرة هذه الكنيسة الامريكية لاحراق نسخة من القرآن.

واعلن قائد القوات الدولية في افغانستان الجنرال ديفيد بترايوس انه اذا نفذت كنيسة امريكية مشروعها باحراق مصحف علنا في 11 ايلول/سبتمبر فان ذلك سيضع حياة الجنود الامريكيين في خطر.

وتعتزم كنيسة ’دوف وورلد آوتريتش سنتر’ المعمدانية في فلوريدا ان تحرق مصفحا علنا في الذكرى السنوية التاسعة لاعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) في الولايات المتحدة.

واعتبر بترايوس في مقابلة مع صحيفة ’وول ستريت جورنال’ الثلاثاء انه في حال تم تنفيذ المشروع فانه سيخدم مصالح حركة طالبان في افغانستان.

واوضح ’الامر سيهدد في الوقت نفسه حياة الجنود والجهود الدولية’. واضاف ’هذا تماما ما تقوم به عناصر طالبان ويمكن ان يؤدي الى مشاكل كبيرة. ليس هنا فقط انما في كل انحاء العالم حيث نحن موجودون في مجتمعات اسلامية’.

ودعت الكنيسة الى احراق نسخ من القرآن في 11 ايلول/سبتمبر امام مقرها في غينسفيل (500 كلم شمال شرق ميامي) كما دعت مراكز دينية اخرى الى ان تحذو حذوها وذلك احياء لذكرى ضحايا الاعتداء ومحاربة ’شيطان الاسلام’.

من جهته، اعتبر قس الكنيسة تيري جونز ان مخاوف بترايوس ’ليست في محلها’.

الا انه اضاف في بيان الى صحيفة وول ستريت جورنال ’علينا ان نوجه رسالة واضحة الى المتطرفين الاسلاميين. لن نبقى اسيري الخوف والتهديدات’.

وفي اواخر اب (اغسطس) تظاهر متطرفون اسلاميون امام سفارة الولايات المتحدة في جاكرتا وهددوا بالدعوة الى الجهاد اذا نفذت هذه الكنيسة الامريكية تهديدها.

وادت انتهاكات مفترضة لجنود امريكيين ضد القرآن في افغانستان والعراق في السابق الى تأجيج التوترات والى تظاهرات عنيفة احيانا.

وحذرت ايران من مغبة احراق نسخة من القرآن، مؤكدة ان عملا من هذا النوع سيثير ’مشاعر لا يمكن ضبطها’ في الدول الاسلامية. وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمنباراست ’ننصح الدول الغربية بمنع استغلال حرية التعبير لاهانة الكتب المقدسة والا فان المشاعر التي سيثيرها ذلك في الدول الاسلامية لن يمكن ضبطها’.

البث المباشر