قائد الطوفان قائد الطوفان

موقفها يتماهى مع الموقف العربي

هويدي: موقف السلطة من رفض صفقة القرن "للاستهلاك الإعلامي" فقط!

الرسالة نت– محمود هنية

رأى المفكر والكاتب المصري فهمي هويدي أن موقف السلطة الفلسطينية التي تعلن من خلاله رفضها لصفقة القرن، يأتي في سياق "الاستهلاك الإعلامي" فقط!

وقال هويدي في حديث خاص بـ"الرسالة نت" إنّ من يبدأ علاقته مع الاحتلال بالتنسيق الأمني يستطيع أن يتخيل نتائج سلوكه.

الموقف المصري سلبي في مواجهة الصفقة والأردني صعب

وأضاف: "نسمع أقوالا بلا أفعال"، مشيرا إلى أن الموقف الأمني والسياسي للسلطة وفر بيئة إيجابية لتمرير صفقات على حساب القضية الفلسطينية.

وأكدّ أنّ السلطة لا تزال تراهن على المفاوضات، والتنسيق الأمني، وموقفها يكاد يتماهى إلى حد كبير مع الأنظمة المشتركة في تنفيذ هذه الصفقة، مبيناً أن موقف السلطة المعلن من رفض الصفقة "لا يقدم صك براءة لها، فهي معترضة على الشكل وليس المبدأ".

وردًا على سؤال إن كانت خطوات السلطة جزءا من ترتيبات المشهد الدولي لتصفية القضية، أجاب "هذه خطوات مستمرة، وقد تكون جزءاً منه أو لاحقة له".

وأضاف" الجديد هو في توقيت هذه الإجراءات التي تترافق مع المشروع الدولي، الهادف لتصفية القضية".

 

الموقف الأمني والسياسي للسلطة وفر بيئة إيجابية لتمرير الصفقة

ورأى أن استهداف غزة هو أحد حلقات تصفية القضية، "وقد يكون بوابة الحل الإقليمي".

ويعتقد هويدي أن الصفقة عمليا بلا صيغة واضحة ومحددة وإن كانت في إطار يمكن تصوره، "لكن المصيبة أننا نفكر دائما فيما يقرر الآخرون فعله وليس فيما ينبغي علينا أن نفعله".

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكبير مستشاريه في البيت الأبيض، قوله: "إنه سيتم الكشف عن خطة السلام في الشرق الأوسط، أو ما يعرف إعلاميًا بـ"صفقة القرن"، بعد شهر رمضان المقبل".

وفي ضوء ذلك، أشار هويدي إلى أنّ الصفقة جاءت استثمارًا لموقفين أولهما حالة الضعف العربي والثاني موقف الإدارة الأميركية الأشد انتماءً للصهاينة.

الموقف العربي أغرى واشنطن للتقدم بالصفقة

 وأضاف: "أغلب الأنظمة العربية في حالة تماه مع الموقف الأمريكي بما يغري مقدمي الصفقة للتقدم بها"، متابعًا "في كل مرحلة نتحدث عن وضع بائس؛ لكن الحقيقة أنه لم يعد هناك إمكانية للمراهنة على النظام العربي".

وشدد هويدي على أن الرهان الوحيد هو على الشعب الفلسطيني، "وعليه أن يتحمل مسؤولية خيباتنا ويواجه بصدره العاري العواصف والأعاصير التي تنتظرنا جميعا"، مشيرا الى أن الموقف العربي في أحسن أحواله اقتصر على اعلان القدس عاصمة عربية ردا على قرار ترامب دون ترجمة شيء واقعيًا.

وفي غضون ذلك، وصف الدور المصري إزاء مواجهة الصفقة بـ"السلبي"، "فلم نر موقفا حازمًا إزاء ما سبق من خطوات إسرائيلية ولا نتوقع أن يتغير الأمر كثيرا إذا ما حصل ما هو أسوأ في المستقبل".

أمّا الموقف الأردني، فوجد أنه صعب، "فحسابات الدول على اقدارها"، وفق تعبيره.

وأوضح أن الموقف العربي يعدّ من أضعف الحلقات التي أغرت واشنطن للتقدم بالصفقة والإصرار على تنفيذها، مشيراً إلى أن (إسرائيل) تتصرف كما أن هناك فراغاً تتمدد فيه كما تشاء، في ظل الحماس الأمريكي الكبير المنسجم مع اليمين الصهيوني بغية التقدم لتنفيذ الصفقة".

ويستدرك هويدي: "هناك فرق بين مخطط الصفقة وفرص نجاحها"، مشيرا إلى أن التقديرات الاستراتيجية لدى (إسرائيل) تؤكد أن وضع الشعوب في المنطقة يشكل مثار قلق وتهديد وجودي لها.

وحول شكل الدولة الفلسطينية المستقبلية، قال إن الحديث عنها لا يزال مبكرًا، "فالمنطقة في حالة اهتزاز ولم تُعرف تداعياتها بعد".

وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن توجهها لتشكيل الهيئة الوطنية العليا لإسقاط صفقة القرن.

البث المباشر