باتت طريق الاعتقال شاقا جداً على المواطنين الفلسطينيين، الذين يتعرضون للاعتقال من منازلهم الآمنة، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تجري حملات اعتقال يومية بشوارع ومدن الضفة الغربية المحتلة.
وفي صبيحة كل يوم، يعلن المتحدث باسم "جيش الاعتقال الإسرائيلي"، عن اعتقال عدد من المواطنين خلال ساعات الليل بالقوة، بعد وصول دوريات الاحتلال لهم مدججة بالسلاح وكلاب الحراسة.
ومؤخرا، باتت قوات الاحتلال تتعمد اتباع سياسة التنكيل والتعذيب بحق معتقلي الضفة المحتلة أثناء الاعتقال، حيث يتعرض المعتقلون للضرب المبرح والسحل على يد القوات الخاصة الإسرائيلية، قبل اقتيادهم إلى جهة غير معلومة، ومن ثم تحويلهم للاعتقال الإداري ثم المحاكمات بتهم تملى عليهم.
الأحد الماضي، كان الشاب يعقوب مصطفى عمر حسين 26 عاماً، من مخيم الجلزون شمال رام الله وسط الضفة المحتلة، أخر ضحايا التنكيل أثناء الاعتقال، إذ تعرض للضرب المبرح والتعذيب أثناء عملية اعتقاله من منزله واقتياده إلى جهة غير معلومة.
وأعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن قوات الاحتلال نكلت بالشاب حسين، وعرضته للضرب المبرح، وكشفت في بيان وصل "الرسالة" عن تعرض شقيق المعتقل يعقوب ووالدته بالضرب والشتم خلال عملية مداهمة المنزل، وتعمدت القوة المقتحمة تحطيم محتويات المنزل وتخريبها.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت المنزل الساعة الثالثة فجرا وأرعبت العائلة وقامت بضرب ابنها المعتقل يعقوب بشكل مبرح وعنيف واعتدت على باقي أفراد العائلة قبل اعتقاله.
ليلة طويلة
وفي أحد الشهادات التي تحصلت عليها "الرسالة"، من الذين تعرضوا للاعتقال والتنكيل علي يد قوة إسرائيلية، أفاد أحد المواطنين 23 عاماً الذي فضل الكشف عن اسمه، أن قوات الاحتلال اقتحمت منزله بمحافظة سلفيت الساعة الواحدة والربع صباحاً، وقامت بتعريته على الرغم من البرد القارس، وضربه ضرباً مبرحاً باستخدام الهراوات وكعب الأسلحة الرشاشة.
وبين أنه بقي مقيد طوال ساعات الليل، واقتيد بعدها إلى السجن لتوجه إليه تهم على خلفية انتمائه للكتلة الإسلامية، ومن ثم تحويله إلى الاعتقال الإداري 4 شهور قبل أن يفرج عنه، ويقول " لسنا في مأمن أتوقع من الجيش الإسرائيلي اقتحام منزلي واعتقالي في أي لحظة".
سياسة قديمة
وفي ذات السياق، أكد علي المغربي، المتحدث باسم مكتب إعلام الأسرى، أن قوات الاحتلال تصعد في الآونة الأخيرة، من سياسة التنكيل والقمع والتعذيب بحق الأسرى أثناء عملية اعتقالهم، إذ تعيد مرحلة تكسير العظام والجماجم بحق المعتقلين من أبناء الضفة المحتلة.
وقال المغربي في حديث خاص بـ"الرسالة"، إن "الاحتلال يهدف من خلال هذه الانتهاكات التي من أبرزها التنكيل والتفتيش وسرقة الأموال ومصادرة السيارات إلى كي وعي الثقافة المقاومة في الشعب الفلسطيني، زاعماً "أن هذه الممتلكات تستخدم ضد دولة الاحتلال".
وأضاف " أن التعذيب الإسرائيلي المتعمد، الذي ينتهك كافة القوانين الدولية، الذي يتعرض له المدنيون يومياً أثناء اعتقالهم، يعتبر خطة ممنهجة بين جيش الاحتلال والمحققين، إذ يعتبر مقدمة للتحقيق، لإبقاء صورة ذهنية سلبية في نفس المعتقل مما يجبره على الاعتراف تحت وطأة التخويف والإجبار".
وأكد المغربي أن التنكيل والضرب يخالف جميع القوانين الدولية وحقوق الانسان واتفاقية جنيف الثالثة والرابعة، ما يستوجب على قيادة السلطة برام الله وهيئة شؤون الأسرى والمحررين أن تتعامل مع هذا الملف بأكثر جدية وحسماً، بعد الذهاب به إلى محكمة الجنايات الدولية وعرضه أمام مقر الأمم المتحدة من أجل لجم الاحتلال عن ممارساته.
وطالب في نهاية حديثه وسائل الاعلام المحلية والدولية بتسليط الضوء على جرائم الاحتلال بحق الأسرى، وتأجيج الرأي العام على هذه الممارسات غير الإنسانية، والتي تصل إلى حد الإعدام الميداني بحق المدنيين الفلسطينيين.