الاحتلال الصهيوني يسعى إلى المماطلة والتهرب من التفاهمات التي جرت بينه وبين الوسطاء المصريين والدوليين والقطرين وعدم الالتزام بما تم التفاهم عليه ويجد حجته في صاروخ أطلق تجاه البحر وسقط في المياه الاقليمية قبالة مدينة عسقلان ويعتبر ذلك خرقا لهذه التفاهمات وسببا للتهرب من التفاهمات بتقليص مساحة الصيد إلى ستة أميال وإطلاق النار تجاه مراكب الصيادين وسبق هذا القرار المماطلة في إدخال الأموال القطرية المتوافق عليها إلى غزة إلى جانب عدم إخال المواد ذات الاستخدام المزدوج بحج واهية تارة للظروف السياسية التي تمر بها دولة الكيان وفي ظل محاولات نتنياهو تشكيل حكومته بعد الانتخابات وخشية أن تعرقل هذه التفاهمات مشاوراته مع أحزاب اليمين .
حالة التخبط التي عليها الاحتلال كانت في تصريحاته حول الجهة التي اطلقت الصاروخ تارة يقول أن الصاروخ اطلق من قبل كتائب القسام وعاد وتراجع متهما أن الصاروخ تقف خلفه حركة الجهاد الاسلامي بدعوى تخريب التفاهمات وكأنه يريد أن يقول أن سبب مماطلة الاحتلال هو حركة الجهاد الاسلامي كونها تريد التخريب على التفاهمات وأن الاستاذ زياد النخالة وبعيد عن قيادة الجهاد في قطاع غزة هو من أصدر تعليماته ودون تنسيق مع حركة حماس.
الاحتلال يريد التهرب وعدم الالتزام وفي نفس الوقت يريد الايقاع بين حماس والجهاد حتى يحدث الشقاق بينهما وتخريب حالة التفاهمات العالية بين الحركتين ليجد فيما بعد ثغرة يستطيع اختراقها للوصول إلى ما يسعى اليه من دق الاسافين حتى يتمكن من ضرب الوحدة القائمة عبر غرفة العمليات ويستفرد اليوم بحركة الجهاد وغدا بحركة حماس سياسة فرق تسد التي لم تعد تصلح في زمن الوعي وفهم أساليب الاحتلال والتي حاول مرارا اتباعها ولكنه لم ينجح.
الاحتلال ووفق تصريحات قادته عزز من نشر القبة الحديدة حول قطاع غزة وهذا أول الخطوات نحو التصعيد ليس بسبب خشيته من المقاومة ردا على تراجعه في تنفيذ التفاهمات ولكن بسبب تهديدات قوى المقاومة له بالالتزام بتنفيذ التفاهمات او تعود القوى إلى الأدوات الخشنة في مسيرات العودة والتي اجبرت الاحتلال عبر الوساطات الاستجابة للتفاهمات التي التزم بها وسبب أخر هو اشعال نار الفتنة بين حماس والجهاد.
الاحتلال يعتقد أن الوقت قد حان لإشعال نار الحرب على قطاع غزة من أجل تحقيق مصالح نتنياهو في كسب الاحزاب اليمينية لتشكيل حكومته وفي نفس الوقت يمكن له العمل على اضعاف قدرات المقاومة في معركة محدودة الأهداف ومحدودة الزمان.
وهذا يستدعي من المقاومة أن تكون على جاهزية تامة حال قيام الاحتلال بالعدوان على قطاع غزة، وقد يبدأ الاحتلال عدوانه من خلال اغتيال قيادات من المقاومة حماس أو الجهاد وفي نفس الوقت يكون مستعدا حال وقوع الاغتيال في شن عدوان على غزة بالطريقة التي يراها مناسبة دون التورط بالدخول إلى قطاع غزة في حرب برية لن تكون في صالحه.
المقاومة مطلوب أن تتخذ أقصى درجات الحيطة والحذر واتخاذ التدابير الأمنية اللازمة حول قياداته وخاصة في الخارج وبالتحديد حول صالح العاروري وزياد النخالة كونهم مطلوبات على قائمة التصفيات الصهيونية وهذا لا يعني ان قادة المقاومة ليسوا على نفس المستوى من الاهتمام.
الأمر الثاني الذي يجب أن تكون عليه المقاومة هو الجاهزية التامة والاستعداد للرد على أي عدوان من قبل الاحتلال على قطاع غزة بكل القوة التي تملكها وفي كل مكان يمكن أن تصل إليه صواريخ المقاومة دون تردد لأن قصف غوش دان على سبيل المثال سيشكل حالة من الخوف الشديد الذي سيجعل قبل الكيان في خطر ما يشل الحياة داخل الكيان ويجبره على اعادة النظر في عدوانه.
القضية الاهم هو الحرص على الحاضنة الشعبية وتحصينها من كل ما يمكن أن يؤثر عليها خلال العدوان او أثناء التحضير للرد على العدوان من خلال التعامل بشفافية عالية مع الجمهور وتعزيز الجبهة الداخلية ونشر الوعي والحرص على تماسكها وتحصينها من الاشاعات والطابور الخامس واليقظة التامة من خلال نشر المعلومات والصدق في التعامل وتبين مخاطر اختراق الجبهة الداخلية من قبل العدو أو من قبل أطراف تريد القضاء على قطاع غزة من خلال تدمير مقاومته من قبل الاحتلال ومن قبل الجبهة الداخلية حتى يسهل إنهاكه مما يسهل السيطرة عليه لتنفيذ مخطط استكمال حلقات صفقة القرن عبر القضاء على من يسعى إلى تقويضها.