تواصل المقاومة الفلسطينية ردها على العدوان الإسرائيلي، في حين يقف قطاع غزة صفا واحدا خلف المقاومة، أملا في تحقيق المطالب المشروعة في حياة كريمة، ونزع الحقوق من أنياب الاحتلال بالقوة بعد فشل الطريق الدبلوماسي.
وعلى مدار اليومين الماضيين، تابع سكان قطاع غزة كافة تفاصيل رد المقاومة على العدوان الإسرائيلي، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي غصت بآلاف المنشورات الداعمة للمقاومة، عدا عن متابعة وسائل إعلام المقاومة التي غطت الأحداث بشكل لحظي.
وينبع اهتمام المواطنين في الجولة الحالية من التصعيد دونا عن بقية الجولات، لأن المقاومة تسعى من خلالها لانتزاع المطالب المشروعة من الاحتلال، بعد مماطلته في تنفيذ التفاهمات التي جرى التوصل إليها تحت مظلة ضغوط مسيرة العودة وكسر الحصار.
ويتطلع الغزيون إلى أن تنتهي هذه الجولة بتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع، خصوصا في ظل تواجد وفد رفيع المستوى من حركتي حماس والجهاد الإسلامي في القاهرة، ما يمكن أن يسرع من إنجاز تهدئة ذات مردود إيجابي على صعيد الحياة اليومية لسكان القطاع.
وتأكيدا لما سبق، خرجت مسيرات حاشدة في عدة مناطق بقطاع غزة دعما للمقاومة برغم القصف الإسرائيلي المتواصل منذ مساء الجمعة الماضية، مؤكدين في شعاراتهم التي رفعوها على الوقوف خلف المقاومة حتى تحقيق المطالب المشروعة، ورفضا للعدوان الإسرائيلي الذي يستهدف شعبنا.
من جهتها، أكدت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة عن استمرارها في التصدي لعدوان الاحتلال بحق الشعب الفلسطينية، فيما نبّهت حركة حماس بأن المقاومة الفلسطينية ملتزمة بالدفاع عن الشعب الفلسطيني وحماية مسيراته السلمية.
وشدّد المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، في تصريح عبر صفحته بموقع "فيسبوك" إلى أن المقاومة ستبقى حاضرة للرد على جرائم الاحتلال، وأنها لن تسمح باستباحة دماء الشعب الفلسطيني.
وفي التعقيب على ذلك، يقول الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة إن الفلسطينيين في كل بقاع الأرض وفي مقدمتهم أهل قطاع غزة لا ينفكون عن الاهتمام بنشاط المقاومة وردها للعدوان الإسرائيلي، وهذا يزيد من ثقة المقاومة بنفسها، وبجمهورها الذي يمثل الغالبية العظمى.
وأضاف أبو شمالة في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن الشعب الفلسطيني يثق جيدا في أن المقاومة وحدها من تحمل همومها بكل أشكالها، في ظل تجاهل سلطة حركة فتح التي ترى في نفسها الممثل الوحيد للشعب، في حين أن الشعب لا يرى في أحد ممثل له سوى المقاومة وسلاحها، وهذا ما يثبته الواقع والأحداث.
وأشار إلى أن المقاومة تسعى في الوقت الحالي إلى إجبار الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه مطلع ابريل الماضي، بالاستفادة من الظروف التي يمر بها الاحتلال من ترتيبات تشكيل الحكومة الجديدة، ومهرجان الأغنية الأوروبية، وهذا ما قد ينتج عنه انجاز ملموس خلال الأيام المقبلة.
يشار إلى أن الاحتلال لم يلتزم بعدد من نقاط ورقة التفاهمات التي جرى التوصل إليها برعاية مصرية، وأبرز تلك النقاط إدخال المنحة القطرية، وزيادة عدد مشاريع تشغيل الخريجين، وتحسين وضع الكهرباء والمياه، وفتح جميع المعابر.
وفي نهاية المطاف، اعتاد جمهور المقاومة على الوقوف إلى جوارها في كل المحطات التي تصدت فيها المقاومة لعدوان الاحتلال، فيما يسجل لأهالي قطاع غزة تضحياتهم اللامتناهية على طريق دعم المقاومة.