انتهت جولة التصعيد الأخيرة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لكن ارتداداتها التي خلفتها تعتبر الأقوى في الجولات العشرة التي جرت منذ عام تقريباً.
وقد شكلت الجولة الأعنف والأعلى كثافة للنيران بين الجانبين نقطة فارقة، حيث تنوعت الصواريخ التي تمتلكها المقاومة من حيث قدرتها التفجيرية ودقتها التي أدت إلى سقوط أربعة قتلى إسرائيليين وقرابة مائتي جريح خلال يومين، فيما حرب العام 2014 والتي امتدت أكثر من خمسين يوم قتل فيها 6 من الاحتلال فقط، هذا عدا عن الأضرار التي خلفتها، ما جعل الاحتلال يتحدث باستفاضة عن الجولة الأخيرة وما أحدثته.
موقع واللا العبري قال إن حماس لديها صواريخ جديدة وحديثة تتطلب نوعاً مختلفاً من الدفاعات الجوية المعمول بها في سلاح الجو الإسرائيلي.
المحلل العسكري أمير بوخبوط أكد أن صواريخ حماس نجحت في التفوق على قدرات سلاح الجو التي فشلت بشكل ذريع في تحديد إحداثيات المناطق التي أُطلقت منها، معتبراً أن قدرات حماس الصاروخية، تفوقت في جولة التصعيد الأخيرة على قدرات سلاح الجو والدفاعات الجوية الإسرائيلية، حيث أسفرت الرشقات الصاروخية التي أطلقتها حماس عن مقتل أربعة إسرائيليين وإصابة العشرات.
وأضافت المصادر أن عدد الصواريخ التي تم إطلاقها من غزة على مدينة أسدود، وصل إلى 117 صاروخاً تميزت بمداها القصير وكبر رأسها المتفجر، حيث تشير التقديرات إلى أن حماس استخدمت في صواريخها التي أطلقتها على أسدود رؤوساً متفجرة من نوع رعد وبدر.
وأشار بوخبوط إلى أن الجيش الإسرائيلي فشل أيضاً بشكل ذريع في تحديد إحداثيات المناطق التي أُطلقت منها الصواريخ، الأمر الذي منح حماس القدرة على زيادة متوسط إطلاق الصواريخ اليومي بالمقارنة مع حرب 2014، حيث أن المسؤول عن تحديد الإحداثيات هو قيادة المنطقة الجنوبية وليس سلاح الجو الإسرائيلي.
بدورها أكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها نجحت في تجاوز منظومة القبة الحديدية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الناطق باسم القسام، أبو عبيدة في تغريدات عبر حسابه على (تيلغرام)، “لقد نجحت كتائب القسام في تجاوز ما يسمى (بالقبة الحديدية) من خلال اعتماد تكتيك إطلاق عشرات الصواريخ في الرشقة الواحدة”.
وأضاف أبو عبيدة أن كثافة النيران العالية والقدرة التدميرية الكبيرة للصواريخ التي أدخلها القسام على خط المعركة نجحا في إيقاع خسائر كبيرة ودمار لدى الاحتلال، ما أربك كل حساباته.
ومن الواضح أن الاحتلال يدرس هذه الجولة من عدة جوانب:
الأول: عدد القتلى والجرحى الإسرائيليين وهو عدد ليس قليلا بالنسبة لجولة لم تستمر أكثر من يومين.
الثاني: كثافة النيران التي أطلقت من القطاع على مدن وبلدات الاحتلال خاصة غلاف غزة والتي نالت الجزء الأكبر من الصواريخ الذي بلغ عددها 700 صاروخ خلال يومين.
الثالث: فشل القبة الحديدية بشكل واضح في التصدي لصواريخ المقاومة ويبدو أن منظومة القبة التي تغنى الاحتلال بها طوال السنوات الماضية فشلت في حماية مستوطنيه، وقد لاقت هذه المسألة انتقادات لاذعة في دولة الاحتلال.
الرابع: أسلوب المقاومة في إطلاق الصواريخ حيث اعتمدت نظام الرشقات بعدد كبير من الصواريخ في الرشقة الواحدة ما حيد نظام الدفاع الجوي لدى الاحتلال، وأفشل المنظومة المعمول بها، وهي مسألة حاسمة في أي جولة قادمة أو عدوان موسع على قطاع غزة.