قائد الطوفان قائد الطوفان

أبو سلطان.. أول فنان ثلاثي يخرج من زقاق المخيم

الفنان أبو سلطان
الفنان أبو سلطان

الرسالة نت - عبير صالحة

صعوبة الوصول للعالم الخارجي وانحصار المواهب في غزة، لم يمنع مؤمن أبو سلطان أن يسطع اسمه كأول فنان ثلاثي في العالم العربي، الذي يجمع بين الشعر والرسم والإلقاء في مشهدٍ واحد.

مؤمن أبو سلطان المولود في مخيم الشاطئ، ابن الثمانية عشر عامًا، جعل من حكايا الوطن لوحات فنية تسطر في التاريخ الفني بجدارة، رغم عائقة الظروف المعيشية والاقتصادية.

ويروي مؤمن بدايته في الرسم، بنظرة ثاقبة على لوحةٍ بين يديه، أنه بالبداية كان يرسم مجرد خربشات عن المخيم الذي يقطن به، حتى جاءت اللحظة الحاسمة في حرب ٢٠١٤ وتدمر جزء كبير من منطقته خلالها، ما جعله أكثر إصرار وعزيمة، على أن يواصل مسيرته بكل قوة وبأقل الإمكانيات، وإيصال صورة جميلة تحاكي وجع وجمال غزة.

ويسرد أبو سلطان، أنه استخدم الدقيق، والملح ومعجون الأسنان وصبغات الطعام، ليعزم أن الفنان لا توقفه قلة الأدوات والحصار، وأنه قادر على صنع شيء من لا شيء.

ويحكي مؤمن أنه استوحى فكرة الرسم بالنار، بعد حريق هب في عائلة الهندي من شمعة لعدم توفر الكهرباء، ويضيف وهو ينظر ويشير من النافذة إلى بيت عائلة الهندي: استيقظنا من النوم في الظلام، وذهبنا فزعين لنرى ما حلَّ بمنزلهم المتواضع. كان عبارة عن كتلة نارية متفحمة وهناك في الداخل ثلاثة أطفال عبارة عن رماد. انطلقت من هذه اللحظة، وقررت الرسم بالنار والشمع والبنزين وكل المواد الحارقة رسالة من داخلي إلى العالم، نحن شعب يحب الحياة ما استطاعنا إليها سبيلا.

ويقول مؤمن مشيحًا عن لوحةٍ للشاعر الراحل محمود درويش: كنت استغرق ساعاتٍ كثيرة في الرسم، حتى وصلت إلى ٤٥ ثانية فقط لرسم لوحة متكاملة الأركان.

ويكمل: كان حلمي أن أمثل فلسطين في هذا الرقم القياسي، إلا أن لعنة الحصار لاحقت حلمي.

مؤمن الدارس لتخصص الهندسة، يسعى لتطوير موهبته بصورة أكبر عن طريق الانترنت، والتعلم من الفنانين التشكيليين في غزة، بالإضافةِ إلى التواصل مع فنانين في الضفة والكليات أيضًا.

وعن استكمال مشواره التشكيلي يقول إنه حاول ٣٧ مرة المشاركة في معارض ومسابقات عالمية، لكنها جميعها باءت بالفشل، ويسعى قدر الإمكان لدراسة الفنون خارج فلسطين.

ويروي مؤمن أنه واجه صعوبات عدة منذ الصغر من غياب الوالد، إلى الغرفة التي تحتوي خمسة شباب، ولوحاته ٥٠٠ وأدواته الكثيرة، والكوفية الفلسطينية الحاضرة بقوة مع كل لوحةٍ يرسمها، وأيضًا يتوشح بها خلال الرسم.

ويضيف مؤمن بنبرةٍ منخفضة أنه فقد لوحاته في القصف، ومرة أخرى من تسرب مياه المطر عليها، ويتمنى مؤمن أن تدعم جهة رسمية مسيرته الفنية، متأملًا الوصول إلى العالمية دون عائق.

البث المباشر