أكد وزير إسرائيلي بارز، أن هناك مصلحة إسرائيلية "كبيرة" في نقل عربات عسكرية مدرعة إلى السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
وأوضح الوزير يوسي بيلين الذي شغل العديد من المناصب البارزة في الكنيست والحكومات الإسرائيلية، أن هناك "صورة هاذيه؛ من جهة يتشكل الائتلاف الأكثر يمينية في إسرائيل، ومن جهة أخرى تسمح الحكومة الإسرائيلية؛ التي حولت اتفاق أوسلو من اتفاق انتقالي إلى نوع من الاتفاق الدائم حتى إشعار آخر، بنقل مدرعات لقوات الأمن الفلسطينية في الضفة".
ونقل عن رئيس المجلس الإقليمي بالضفة الغربية، يوسي داغان، تحذير جاء فيه: "كل ذي عقل يفهم بأن تزويد مركبات مدرعة عليها رشاشات لمخربين بالبزات؛ هو قرار من شأنه أن يكلف دماء كثيرة".
أما رئيس مجلس جبل الخليل، يوحاي تماري، فيسأل سؤالا استنكاريا: "لماذا يحتاج الفلسطينيون إلى مدرعات؟ من بالضبط يطلق النار عليهم؟"، فيما أعتبر النائب موتي يوغاف أن "هذه جريمة تعرض الحياة للخطر".
وذكر بيلين في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن العديد من الدول العربية "لم تكن مستعدة أن تعترف بوجودنا، وكانت بينها محافل آمنت بأنه يمكن إبادة إسرائيل، ولكن الانتصار الدراماتيكي في حرب 1967 دفع العالم العربي لأن يفهم بأن إسرائيل هي حقيقة ناجزة، لن يتمكنوا من اقتلاعها من هنا"، بحسب تقديره.
وأضاف: "حرب لم تستهدف إبادة إسرائيل، بل دفعها للانسحاب من المناطق التي احتلت قبل ست سنوات من ذلك، وحتى الاعمال الفلسطينية لم تسعى لشطب الدولة اليهودية، بل للإيلام والصدمة".
واعتبر أن "إطفاق السلام بين إسرائيل ومصر هو التعبير الأكثر اهمية للانعطافة التي طرأت على الفكر العربي تجاهنا"، مضيفا: "في 1988 انضمت منظمة التحرير الفلسطينية، وبعد خمس سنوات من ذلك وقعت هي أيضا على اتفاق انتقالي مع اسرائيل، وجرى فيه الحديث عن إقامة قوات فلسطينية قوية".
ونبه الوزير، إلى أن "إسرائيل سمحت بنقل السلاح الخفيف لقوات الأمن الفلسطينية، من أجل ضمان سيطرتهم على الفصائل التي لم تسلم بالتغيير، وكان يفترض باتفاق أوسلو أن يؤدي في غضون خمس سنوات لتسوية دائمة؛ وعمليا لم تتحقق تسوية تاريخية".
وبين أن "لإسرائيل مصلحة كبيرة في أن تكون قوات الأمن عند جيرانها قوية (السلطة)، وهذا هو السبب في أنه حتى الحكومات اليمينية الإسرائيلية تسمح بتسليح قوات الأمن الفلسطينية".
واحتفى بيلين بتصريح سابق لرئيس السلطة محمود عباس، الذي "يصف التنسيق الأمني مع اسرائيل بالأمر المقدس"، ورغم ذلك حذر الوزير من الخطورة الكامنة التي يمكن أن تقع في حال "وجه هذا السلاح نحونا".
ولفت إلى أن كل حكومات إسرائيل فهمت بأن الخطر الأكبر هو الفوضى، ومن يقرر نقل عشر مدرعات ليس حالما أو مجرما، ولكنه ببساطة يرى من هنا أمورا لا ترى من هناك".
وسمح جيش الاحتلال الإسرائيلي بنقل عدد من العربات المدرعة العسكرية قبل أيام إلى السلطة الفلسطينية التي تعمل يشكل متواصل على التنسيق الأمني مع جيش الاحتلال، للحد أو منع وقوع عمليات فدائية تنفذها فصائل المقاومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ضد جيش الاحتلال.