قائمة الموقع

أكاديميون وخبراء يدعون لمقاومة "صفقة القرن" ومقاطعة "مؤتمر البحرين"

2019-06-09T16:27:00+03:00
صورة من الندوة
لندن-الرسا لةنت

خلص مجموعة من الخبراء والأكاديميين الفلسطينيين والعرب المشاركين في ندوة متخصصة أقيمت مساء السبت في العاصمة البريطانية لندن الى إطلاق دعوة لــ"مقاومة صفقة القرن ومقاطعة مؤتمر البحرين" التي تعتزم الولايات المتحدة تنظيمه في المنامة أواخر الشهر الحالي.

ووصف المشاركون في الندوة التي نظمها "منتدى التفكير العربي" في لندن خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلامياً باسم "صفقة القرن" بأنها "نكبة جديدة بأيد عربية"، في اشارة الى تأييد بعض الدول العربية لها والسعي للضغط على الفلسطينيين من أجل تمريرها.

وشارك في الندوة التي نظمها المنتدى بالتزامن مع الذكرى السنوية لنكسة العام 1967 كل من الدكتورة غادة الكرمي الأستاذة بجامعة "اكستر"، والأستاذ بجامعة "وستمنستر" الدكتور عاطف الشاعر، إضافة الى جمع من الخبراء والأكاديميين والمثقفين ومن بينهم رئيس المجموعة العربية في حزب العمال البريطاني عطا الله سعيد، وعضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي الدكتور كاظم الموسوي، ومدير مركز العودة الفلسطيني طارق حمود، وحشد آخر من المثقفين والمختصين في الشأن الفلسطيني.

ووصفت الدكتورة غادة الكرمي الصفقة بأنها "حل اقتصادي يستهدف الغاء حق العودة ودمج إسرائيل في المنطقة"، مبدية استغرابها من اندفاع بعض الدول العربية كالسعودية والامارات خلف هذه الصفقة ومسابقتهم الزمن لتنفيذ المشاريع الأمريكية.

كما رآى الدكتور عاطف الشاعر أنه في غمرة الانشغال بالحديث عن الخطة فقد تم تطبيقها عمليا قبل إطلاقها رسمياً، فمنذ دخول ترامب البيت الأبيض اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وألغى قضية اللاجئين وغير ذلك من الاجراءات.

وحذر الشاعر من أن التحركات الاقتصادية المثيرة للشك كخطة مشروع نيوم تستهدف في المحصلة إقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل والسعودية، معبرا عن اعتقاده أن هناك عزم لإحياء خط الحجاز الذي يصل مكة بإسرائيل.

ووسط حضور كثيف من النخب العربية وكتاب وصحافيين تدراس المجتمعون الخيارات التي ينبغي على الفلسطينيين والعرب اتخاذها في ظل حالة الانقسام العربي، وخروج البلدان العربية الكبرى من دائرة الفعل وانشغال من تبقى منها بأزماته الداخلية، داعين الفلسطينيين لإنهاء الانقسام، والتوحد على مشروع وطني موحد خاصة أنهم جميعا متفقون على رفض صفقة القرن واعتبارها خيانة وطنية وقومية.

وفي كلمته بافتتاح الندوة اعتبر رئيس منتدى التفكير العربي محمد أمين أن انعقادها يمثل حدثا بالغ الأهمية في ظل تصاعد هرولة بعض الدول العربية نحو التقارب مع إسرائيل، ومحاولة جعل التواصل معها أمرا طبيعيا، واعتبارها شريكا مقابل اعتبار الفلسطينيين عدواً.

وانتهى أمين للإشارة بأن الشيء الوحيد الإيجابي في الصفقة هو غياب الشريك الفلسطيني وعدم تورط أي طرف فلسطيني في إعطائها شرعية، داعيا منظمة التحرير لالتقاط اللحظة والدعوة لحوار وطني جامع لإعادة ترتيب وتوحيد البيت الفلسطيني.

وتميزت الندوة بالمناقشات الصريحة والمعمقة حول الخيارات الفلسطينية المطروحة، ودار جدل كبير حول دعوة الدكتورة غادة الكرمي لأن يكرس الفلسطينيون نضالهم من أجل المواطنة والمساواة، بدلا من الاستمرار في الحديث غير المجدي عن حل الدولتين، وينبغي برأيها إحراج إسرائيل بذلك دوليا، وطرح فكرة دولة المواطنة على غرار تجربة جنوب أفريقيا، والنضال ضد نظام الفصل العنصري، فيما رأى آخرون أن المسار الوحيد هو المقاومة بمختلف أشكالها، فإسرائيل لم تقدم تاريخيا أي تنازل دون أن تكون مضطرة لذلك.

وينظم منتدى التفكير العربي ندوات شهرية تجمع عدد من الصحفيين والكتاب والأكاديميين العرب المقيمين في بريطانيا، لتدارس قضايا بلدانهم والتحولات التي تجري في الساحات العربية المختلفة، وفي المنتدى وحدة خاصة لدراسات القضية الفلسطينية، واستشراف مآلات الصراع العربي الإسرائيلي.

اخبار ذات صلة