دعت فصائل وقوى وطنية وإسلامية في قطاع غزة لتبني استراتيجية وطنية موحدّة لمواجهة ما تسمى بـ"صفقة القرن" وإسقاطها للحفاظ على حقوق شعبنا الفلسطيني.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها حركة الأحرار السبت في مقرها بمدينة غزة تحت عنوان "متحدون في مواجهة صفقة القرن" وسط حضور ومشاركة ممثلين عن الفصائل وشخصيات رسمية ووطنية.
وأكد القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان رفض الكل الوطني لصفقة القرن، داعيًا الأمة العربية والإسلامية لمقاطعة مؤتمر البحرين الاقتصادي.
وأضاف "نحن مطالبون بتحقيق الوحدة ومراكمة القوة واستمرار مسيرات العودة وكسر الحصار والتوافق على استراتيجية وطنية فلسطينية جامعة لرفض صفقة القرن".
ودعا رضوان لتشكيل أكبر جبهة فلسطينية عربية إسلامية لمجابهة صفقة القرن، مؤكدًا أنها تستهدف القضية وفي القلب منها الأمة العربية، إذ بدأت بالقدس ثم اللاجئين ثم بالحديث عن ضم الضفة والجولان ومن هذا المنطلق نؤكد على ضرورة مجابهة الصفقة وسنجابهها بكل ما أوتينا من قوة".
واتفق معه عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي وليد القططي على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية لإسقاط صفقة القرن.
وقال القططي: "صفقة القرن ليست أخطر من أوسلو أو وعد بلفور وكامب ديفيد؛ بإمكاننا كشعب وفصائل أن نسقط هذه الصفقة تحت شعار "متحدون في مواجهة صفقة القرن".
وأكد أن "مقاومة الصفقة هي مطلب قومي ووطني وإسلامي لإبطالها؛ لتأسيس مشروع وطني فلسطيني لإزالة دولة الاحتلال وليس فقط لإقامة دولة فلسطينية".
وبيّن القططي أن الشعب الفلسطيني بما فيها السلطة الفلسطينية رفضوا صفقة القرن باعتبارها أنها تثبت الأمر الواقع الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن رفض صفقة القرن يحتاج لخطوات عملية ليس فقط لإبطالها؛ بل بالنهوض لمشروع وطني حقيقي يعيد البوصلة نحو القدس وفلسطين ويعيد الصراع للتحرير والعودة والاستقلال.
وشدد القططي على أن تمسّك شعبنا بالوحدة الوطنية وحقوقه ورفع راية المقاومة والجهاد هو الطريق الأمثل لمواجهة صفقة القرن.
وأضاف "لا بد من الخروج من مأزق أوسلو والانقسام الذي هو نتيجة لأوسلو، وأن يدفع الاحتلال كلفةً لاحتلاله فلسطين، العودة للمشروع الوطني مشروع تحرير، وإعادة بناء منظمة التحرير على أسس وطنية ونهج المقاومة".
ودعا عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة لتبني استراتيجية وطنية موحّدة لمجابهة صفقة القرن وإسقاطها.
وقال أبو ظريفة "علينا أن نعيد بناء مؤسساتنا الوطنية وأن نسارع إلى إنهاء الانقسام للوصول الى استراتيجية وطنية تعيد صياغة شعبنا من جديد للتمسّك بحقوقه وثوابته".
وأوضح أن "صفقة ترمب" عبارة عن خراج أمريكي للمشروع الذي حمله ناتنياهو منذ 20 عام وهي تصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية، وقطع الطريق على إقامة دولة فلسطينية على حدود 67.
وتساءل: "كيف يمكن الوصول الآن إلى استراتيجية وطنية توحّد الحالة الفلسطينية لمواجهة صفقة القرن واسقاطها وتعيد حقوقنا من جديد؟".
وشدد محمد أبو نصيرة عضو اللجنة المركزية بلجان المقاومة الشعبية على ضرورة وضع رؤية استراتيجية وحدوية تنطلق في معالجة كل ما جاب القضية من تناقضات خلال الفترة الماضية لمجابهة صفقة القرن.
وقال أبو نصيرة "إن القضية الفلسطينية تمر بأخطر فصولها ومراحلها؛ إذ أن إسرائيل أكملت كل مخططاتها الاستيطانية لمصادرة الأراضي وتهويد القدس ومحاصراتها وتسعى لضم الضفة الغربية، ولم يبقى للفلسطيني عمليًّا أي شيء".
وأضاف "صفقة ترمب تم تطبيقها على أرض الواقع، ولن يجدي هنا الكلام أو اللوم بل يجب أن يكون هناك خطوات عملية لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، وأن نصوب بوصلتها بالاتجاه الصحيح".
وتابع أبو نصيرة حديثه "شعبنا قادر على مواجهة كل هذه المؤامرات منذ وجود الاحتلال، وشعبنا يرفض هذه المؤامرات وسيسقطها".
من جهته، أكد الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال أن شعبنا أحوج اليوم إلى تحقيق وحدة فلسطينية جامعة لإسقاط صفقة القرن.
وأوضح أبو هلال في كلمته أن الصفقة لا تستهدف شعبنا وتصفية حقوقه فقط؛ إنما تستهدف إعادة تقسيم المنطقة العربية والإسلامية تغيير تحالفاتها من جديد ودمجها مع الاحتلال ليصبح جزء طبيعي منها.
وأضاف "هناك محاولات لخلق أعداء وهميين لامتنا من خلال تشكيل تحالفات على قاعدة أمنية لحماية عروش بعض الأنظمة في مواجهة جزء اساس من منطقتنا".
وقال أبو هلال إن "شعبنا يجب أن يتحد ليكون نموذجًا يحتذى به لامتنا العربية والاسلامية؛ حتى نقطع الطريق على من كان يقول إننا لسنا ملكيين أمام الملك".
وأضاف: "إن كان الفلسطينيين بمجملهم يرفضون الصفقة؛ فان من حقنا على امتنا وقادتها أن يلتحقوا بالموقف الفلسطيني ويرفضوا هذه الصفقة، ويشاركونا بمحاولة اسقاطها بكل الأدوات والوسائل الممكنة".