على ناصية مدخل سوق نابلس، يقف بائع الخضروات أبو شادي أبو بكر، ينادي على بضاعته التي شهدت ارتفاعا إضافيا مع دخول فصل الصيف.
البائع أبو بكر الذي يشتري الخضروات من المزارعين في القرى المجاورة للمدينة ، ويبيعها في السوق المركزي ، يرى أن ارتفاع سعر الخضروات والفواكه يسود الضفة بأكملها في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
وشرح تذمر الكثير من المشترين، الذين يقبلون على بضاعته، وخصوصا في ظل أنصاف الرواتب والوضع الاقتصادي السيء الذي يعيشه الفلسطينيون مع اقتطاع الاحتلال لأموال المقاصة.
** ارتفاع جنوني
المواطن رائد القاضي، أعرب عن تذمره من الارتفاع الكبير في أسعار الخضروات والفواكه، في وقت يعاني منه المواطنين من أوضاعا اقتصادية صعبة.
ويرى القاضي أن بعض السلع ارتفع سعرها للضعف، كالليمون والبطاطا، كما وتشهد معظم أسعار الفواكه ارتفاعا كبيرا كالمشمش والخوخ.
وتساءل عن الأسباب في الارتفاع الجنوني للأسعار في ظل ما تشهده الضفة من مساحات كبيرة وأراضي زراعية صالحة للزراعة.
وبدأت أزمة رواتب الموظفين التي بدأت منذ أربعة شهور، تظهر آثارها جليا في الضفة خلال الأيام الجارية، وهو ما أوجد تذمرا كبيرا لدى المواطنين الذي يُطالبون بضرورة وضع حد للارتفاع في الخضروات والفواكه وبعض السلع.
ودعا المواطن القاضي، الحكومة للنظر في ارتفاع الأسعار ووضع خطة استراتيجية تطيح بالأسعار وتزيد الكميات في الأسواق بما يتوافق في التوازن بين الطلب والعرض.
ويرى أن السوق في الضفة يُدار من مجموعة تجار تتحكم فيه، دون رقيب، مطالبا بمحاسبة المتحكمين في أرزاق المواطنين.
من جهته، يرى الخبير في الشأن الاقتصادي محمد قرش أن الارتفاع في السلع الأساسية، يمثل مشكلة اقتصادية للمواطنين الذين يصعب عليهم الاستغناء عنها في حياتهم اليومية.
وقال قرش في حديث لـ "الرسالة": "من الصعب على الموسم الزراعي أن يستمر طوال العام، وهو ما يجعل من بعضها ندرة في الكميات بعض الأوقات.
وأكد أن هناك أسبابا تلزم المزارع برفع أسعار الخضروات، ككثرة الطلب وقلة العرض، وندرة الموسم، "وأحيانا كثرة السيولة النقدية ".
ولفت إلى أن المنطقة لها دور كبير في السعر، "فالأسعار في قطاع غزة أرخص من الضفة، وحتى على صعيد الضفة شمالها ومنطقة والأغوار أرخص سعرا من جنوبها، والسلع في مدينة رام الله أغلى تكلفة باعتبارها مدينة مركزية في الضفة.
وأضاف: "حاليا "بكسة" البندورة في الضفة 15 شيكلا ونعتبرها رخيصة جدا، في حين تباع في غزة بأربعة شواكل"، مشيرا إلى أن المواطنين في الضفة يعيشون وضعا اقتصاديا مضطربا ومتقلبا وهو ما يزيد من تذمر المواطنين.
وفي حديث سابق لـ "الرسالة"، قال المحاضر في قسم الاقتصاد بجامعة النجاح الدكتور نائل موسى إن الأسعار في الأسواق تتحدد وفق الطلب والعرض على السلعة.
وذكر موسى أن نقص المعروض من السلعة وكثرة الطلب عليها يضاعف أسعارها بشكل كبير، "وخصوصا إذا كانت سلعة أساسية كالخضروات".
ويرى موسى أن الضفة الغربية تحتاج لخطط سليمة على مدار السنوات المقبلة، لضمان وصول السلعة للمواطنين بالسعر المعقول دون الانتظار تحت رحمة الاستيراد والتصدير.
وأضاف: "حتى في حال نقص السلع، فإن الحكومة مطالبة بتوفير الكميات الناقصة باستيرادها من القنوات التي تراها مناسبة حتى لا يحدث ارتفاع في الأسعار".
ولفت إلى أن تذمر المواطنين ازداد في ظل أزمة الرواتب بعد اقتطاع (إسرائيل) لأموال المقاصة وعجز السلطة عن دفع رواتب موظفيها.
وتجدر الإشارة إلى أن أزمة الخضروات والفواكه وارتفاع أسعارها تتكرر بمعدل ثلاث مرات سنويا، وفي كل مرة تستمر موجة الارتفاع لأكثر من شهر، ليضع المواطن تحت سوط الغلاء لأكثر من ربع العام.