مع ازدياد سوء الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة وقلة الوظائف في صفوف الشباب والخريجين الجدد، ومع ما يقابلها من تطور تكنولوجي وتفتح لدى الجيل الجديد، نجح بعض الشباب في غزة مؤخراً بإنشاء بعض المواقع الإلكترونية أو بناء علاقات مع شركات خارجية تتعلق بالتسويق والتجارة عبر الإنترنت أملاً بالعثور على فرصة عمل تؤمن لهم حياة كريمة.
*****قصص نجاح
قبل ثلاثة أعوام فقط لم يكن بمقدور الشاب " مهند " 27 عامًا خريج علم النفس من جامعة الأقصى أن يعيل نفسه وعائلته المكونة من سبعة أفراد بعد وفاة أبيه، حيث لم يكن يستطيع تلبية احتياجاتهم الأساسية قبل أن يلجأ إلى عالم الإنترنت.
بداية طريق مهند كانت عندما سمع أحد أصدقائه يسخر من شاب آخر مدعياً تغطيته تكاليف حفل زفافه من وراء التسويق عبر الإنترنت لشركات خارجية، الأمر الذي دفعه أن يكثف البحث عن مثل هذه الشركات التي تعتمد على التسويق الإلكتروني.
وقال الشاب:" بالفعل كلفتني شركة خليجية بالتسويق لها داخل غزة ونجحت رغم أنها المرة الأولى لي في هذا المجال، والآن أتقاضى راتبا ينقذ حياتي وعائلتي".
أما " ياسر " أحد " موظفي الإنترنت " كما يطلق عليهم يحدث "الرسالة" عما دفعه للعمل عبر الإنترنت قائلاً: " أنا خريج 2014 تخصص " فن السمعيات " لم يتح لي تخصصي فرصة الحصول على وظيفة ولو لم أتوجه للإنترنت لأصبحت كغيري من مئات آلاف الشباب العاطلين عن العمل في غزة".
وأضاف:" وضع البلد السيء وعدم توفر مصدر دخل للشباب هو السبب الرئيسي وراء البحث عن مصدر رزقنا من خلف شاشات الكمبيوتر".
وعن التعب الذي يواجهه ياسر رد قائلاً: " التعب والجهد مضاعف عن العمل العادي، لكن بالرغم من التعب بسبب الجلوس خلف شاشة اللابتوب أغلب يومي تقريباً إلا أنني الأن أعتبر موظفا براتب منتظم من وراء ما أعمل وهذا أقل مطلب يتمناه الشباب في غزة".
" ياسمين" شابة أخرى من بين مئات الشباب والشابات الذين لجئوا للعمل عبر الإنترنت بسبب البطالة المستمرة في القطاع، تقول: "كنت طالبة لغة عربية بالسنة الأخيرة، الخصومات التي طالت راتب والدي الموظف والأوضاع العامة في غزة دفعتني إلى مساعدته من خلال جمع مصروفي بنفسي، فتواصلت بشكل شخصي مع عدة شركات خارجية للتسويق لهم في القطاع وكنت من المحظوظين الذين تم الرد عليهم والسماح لهم بذلك، فسوقت لهم ميدانياً وكسبت مبلغا جيدا ساعدني مع جهود عائلتي الإضافية على نهاية آخر فصولي الجامعية".
******الجانب الاقتصادي
من ناحية تأثيره اقتصاديا يرى الخبير الاقتصادي د. ماهر الطباع أن التسويق الإلكتروني ليس له أثر ملحوظ على اقتصاد القطاع إلا أنه جيد من ناحية توفيره فرصا للعاطلين عن العمل حيث يعد مصدر رزق كريم لهم ولأسرهم.
من الجدير ذكره أن الجهاز المركزي للإحصاء نشر عشيّة يوم العمال 1 مايو 2019 إحصائية أكد فيها أن نسبة بطالة الشباب في قطاع غزة بلغت 69% ، لافتاً إلا أن القطاع المتضرر الأكبر مقارنة مع باقي محافظات الوطن، مؤكداً وجود 300 ألف عاطل عن العمل فيه.