أكدّت النائب العربي السابق في الكنيست الإسرائيلي حنين الزعبي، أن اللحظة آنت للفظ التنسيق الأمني ولجان التواصل مع (إسرائيل).
واتهمت زعبي في حديث خاص بـ"الرسالة" الدول الخليجية بتمويل مخططات اليمين الإسرائيلي، قائلة إنّ "البحرين تقول إنها لن تقبل حلا لا يريده الفلسطينيون، وعليها ألا تقبل ما نراه دعما وقوة لـ(إسرائيل)، فتواجدها بالمنامة ليس أمرا هامشيا ولا بسيطا".
وأضافت:" الشارع الإسرائيلي يتحدث بطبيعية عن تواجد المسؤولين الإسرائيليين في العالم العربي والامارات ومصر".
وتساءلت: "كيف نطالب العالم بمقاطعة (إسرائيل) في وقت نستقبل فيه قياداتها؟ كيف سيستقبل العالم مطالبة حركات التضامن بمقاطعة (إسرائيل) وممثليها ومجرميها؟ وممثلو الاحتلال يمرحون ويسرحون، بل ويتحدثون أنهم يملكون أموال العالم العربي ولم تعد القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى!
وأكدّت أن قطاع غزة أثبت للإسرائيلي انه لا حل عسكري للقضية الفلسطينية، "وعلينا أن نجبرهم أنه لا حل اقتصادي للقضية، فالعدالة أولا ثم الازدهار، فلا اقتصاد دون عدالة وسيادة".
وشددّت على دور فلسطينيي الداخل في مواجهة الصفقة، "فنحن نناضل من أجل انتمائنا والهوية ووحدة قضية شعبنا، ولسنا شأنا إسرائيليا داخليا، بل نحن جزء من الشعب والقضية".
وأكدّت زعبي أن الفلسطينيين لديهم القدرة على تثبيت الحقائق، مشيرة إلى أن من يتوهم إمكانية قبول الشعب للاستسلام، فهو مخطئ ولا يعرف غزة.
وتابعت: "هناك مثل مصري يقول إلى ما بيعرفك بجهلك، ومن يعتقد أن شعبنا سيستسلم هو لا يعرف غزة وحيفا ويافا وجنين والجليل".
وأكملت تقول: "من يعتقد أن الضفة تقبل أن تباع بـ30 مليار دولار، لا يعرف صمود الفلسطيني أمام عنف المستوطنين والتطهير العرقي، ومحاولات تمزيق الضفة بالمستوطنات".
وطالبت من يريد السلام الاقتصادي أن يرفع يده عن غزة وينهي حصارها، ويرفع يده عن مياهنا وبيوتنا التي تهدم في القدس والمثلث والنقب، ويعطينا حرية للسيطرة على مواردنا، فسمكنا وآبارنا ومياهنا ليست لنا".
وتابعت: "صفقة القرن مشروع تصفية لن يمر، والحقيقة الثابتة هي إرادة الشعوب التي تستطيع تغيير كل الوقائع، ورغم ضنك العيش فلن يشكل العامل الاقتصادي ضغطا للقبول بالقسم السياسي من الصفقة".
وألقت باللائمة على دول الخليج التي تمول الصفقة، "فهي ترد جميل أمريكا على موقفها من إيران، فيما يشارك الأردن حرجا والمغرب تملأ شوارعه المظاهرات".
وقالت إن (إسرائيل) تكسب مرتين، أولاهما تمرير مخططاتها والثانية التطبيع"، مشيرة إلى أن ما يحدث من الصفقة هو مخطط يميني "تتبناه أمريكا بحذافيره والخليج يسوق الحل الأمريكي المعروف بمخطط ترامب الذي يستخف بأنظمة العالم العربي ويريد منها تمويل مشاريع اليمين"، تبعا لقولها.
وشددّت على أن الشعب الفلسطيني لن يكون عبئا على أي من العرب، "وموقف العالم العربي تحدده شعوبها وليس أنظمتها، فأمريكا و(إسرائيل) تتحركان من خلال ضعف العالم العربي وليس من خلال مواقفه، وشعوبها ستنتصر لحريتها أولا ثم لفلسطين".
وحول خيارات مجابهة الصفقة، أكدّت ضرورة العمل على فرض بديل فلسطيني عن الصفقة، "هدفنا ليس فقط اسقاط المخططات العابثة بالقضية، بل بإعادة الانتصار للقضية عبر الوحدة من خلال بلورة مشروع وطني واضح وجامع".
وتابعت: " فلنستثمر اللحظة لنجعل منها فرصة تاريخية"، مستطردة: "لا نستطيع ان نكون أقوياء دون أن تعود منظمة التحرير كمنظمة قوية، ودون مشروع وطني واضح، ودون لفظ التنسيق الأمني فنحن لسنا حراس أمن لـ(إسرائيل) وشعورها بالأمن سيثبت اعتداءها على الفلسطينيين".
وأكدت أن الحق الأخلاقي والإنساني والقيمي والتاريخي والسياسي، يكفل مناضلة الاحتلال وصولا لهزيمة قمعه وعنصريته "نعم قد لا نكون في زمن انتصارات لكننا لسنا في زمن الهزائم، فلا زمن يوائم هزيمة شعبنا".
وشددت على أن الشعب الفلسطيني بحد ذاته يمثل ورقة ضغط، "فهو لا ينقصه الإرادة ولا التضحية بل أمل وأفق وهذه مسؤولية قيادته".