اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأحد، منطقة وادي الحمص في صور باهر في القدس، في اقتحام هو الأعنف في تاريخ مدينة القدس منذ حرب عام 1967، حيثُ فرضت أجهزة أمن الاحتلال حصارًا مشددًا على بلدة صور باهر جنوب القدس المحتلة، تمهيدًا لاقتحام منطقة واد الحمص لهدم 154 منزلاً.
ويقع حي وادي الحمص امتدادا لبلدة صور باهر الواقعة جنوب القدس وتبلغ مساحة أراضيه نحو ثلاثة آلاف دونم، وقد حرم جيش الاحتلال السكان فيه من البناء على نصف المساحة تقريبا، بسبب قربها من الجدار العازل الذي يفصل الحي عن عدة قرى تتبع محافظة بيت لحم.
يقع حي وادي الحمص خارج حدود بلدية القدس وتعتبر أغلبية أراضيه من المناطق المصنفة "أ" التابعة للسلطة الفلسطينية، الأمر الذي جعل المقدسيين يقبلون على شراء أراض في الحي لانخفاض أسعاره مقارنة بالأسعار الخيالية في المناطق الواقعه داخل حدود البلدية .
وعندما رسمت سلطات الاحتلال مسار الجدار في تلك المنطقة عام 2003 وقعت بعض المنازل خارجه فاضطر الأهالي لتقديم التماس ضد المسار الذي يمر وسط قرية صور باهر، ووقع الحي في الجانب الإسرائيلي من الجدار لكنه بقي خارج نفوذ بلدية الاحتلال.
وحسب التطورات التي حدثت اليوم أوضح المختص بشؤون القدس الدكتور جمال عمرو بأن الاحتلال سيشرد بما يفعله اليوم نحو ستة آلاف نسمة في حال هدمت منازلهم وكل ذلك لتكون المنطقة امتدادا للمستوطنات المحيطة بوادي الحمص.
ولفت عمرو على أن سياسة الاحتلال هي واحدة في كل مرة وسيلتها التهديد والتخويف ومن ثم الهدم وهي بذلك ستجبر المواطنين على دفع آلاف الشواكل وسيشرد أكثر من 500 فرد خارج حدود مدينة القدس، منوها على أن أهالي وادي الحمص في معظمهم من اللاجئين ومن المفترض أن يكونوا محمين من قبل الأمم المتحدة حتى لا يتم تهجيرهم مرة أخرى ومنطقة وادي الحمص لن تكون الأخيرة فسيلحقها منطقة المنطار ودير العامود وسلسلة طويلة من المخططات الاستيطانية التي ينوي الاحتلال تنفيذها لتهويد مدينة القدس بالكامل.
كما أن طرد 500 مقدسي من حدود المدينة سيساهم في دعم التوسع الديمغرافي الإسرائيلي الذي تسعى إليه على الدوام وسيحتفظ بأكبر منطقة جغرافية فارغة إلى جانب مستوطناته.
وقد بدأت فعاليات المواطنين الاحتجاجية في وادي الحمص منذ أشهر والتي كان أخرها أمس الأحد حيث قمع الاحتلال مسيرة تضامنية مستخدما القنابل الصوتية والمسيلة للدموع اعتراضا على هدم أكثر من مائة شقة بالإضافة إلى احراقه أراضي زراعية بالكامل واستخدامه غاز الأعصاب المحرم دوليا.
ويقول جمال جمعه منسق الحملة الدولية لمقاومة الجدار والاستيطان: الهدف من انشاء الجدار الفاصل والذي تدفع ضريبته من أراضي أهل القدس هو السيطرة الديمغرافية التي تهدف إلى إخراج أحياء كاملة خارج حدود القدس وكل سياسات الاحتلال تهدف إلى التهويد فقد هدم الاحتلال خلال العام الماضي 470 منشأه في القدس المحتلة وحدها، وحي وادي الحمص ليس الحي الأول الذي يتعرض للهدم والتجريف رغم أنه من مناطق السلطة وكل ذلك بهدف تهويد المدينة.