سيطر موضوع الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حماس على النقاش الإسرائيلي الثلاثاء بصورة لافتة، وفق ما تداولته وسائل الإعلام الإسرائيلية.
فقد أكد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قوله خلال إحياء الذكرى السنوية الخامسة لقتلى حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014 أن "الدولة ملزمة بإعادة أورن شاؤول وهدار غولدن والآخرين إلى إسرائيل، ونعمل الكثير للعثور على جميع مفقودي الجيش الإسرائيلي".
وأضاف في تصريح نقله موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، أننا "أثبتنا وفاءنا بوعودنا لعائلات الجنود الإسرائيليين المفقودين، بدليل استعادة جثمان الجندي زخاريا باومل من سوريا بعد 37 عاما على سقوطه في حرب لبنان 1982".
فيما أشار الجنرال بيني غانتس قائد الجيش السابق وزعيم حزب أزرق-أبيض أنه "لن يكون هناك حل جذري لمسألة غزة دون إعادة الجنود الأسرى إلى ذويهم".
وخاطب غانتس عائلات الأسرى في لقائه بهم، نقل أجزاء منه موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، وترجمته "عربي21" أنه "في الوقت الذي سأصبح فيه رئيسا للحكومة، وحتى لو لم أصبح كذلك، لكن حين يكون لي تأثير ما في هذه القضية بالذات، تأثير حقيقي وليس شكلي، فإنني سأبذل كل ما لدي من جهود وإمكانيات لإعادتهم".
وأضاف أن "مجلس الأمن القومي الإسرائيلي قرر سابقا أن إعادة الأسرى مسألة إنسانية، قبل أن تكون جزءا من أي اتفاق سياسي، هذا موضوع جوهري يتجاوز الخلاف الحزبي الإسرائيلي الداخلي، ولا يقتصر على مظاهرة للتعبير عن الألم والحزن فقط، رغم أن كل هذه الفعاليات مشروعة ومهمة لإبقاء الملف قائما، ولكن يبقى السؤال متعلقا بالأدوات الفعالة العملية لإعادتهم".
والد غولدن خاطب غانتس قائلا: "أنا مضطر للقول بصورة واضحة وصارمة وحادة بأن الأمور لا تجري كما يرام، أنا لا أطالب أن تأخذ هذا الموضوع إلى النقاش الحزبي، لكني أتوقع منك أن تأخذه للمسارات السياسية والأمنية المعروفة".
غانتس رد عليه قائلا إنني "لا أطرح موضوعا سياسيا أو أمنيا دون التطرق لموضوع الجنود الأسرى والمفقودين، لكني اليوم لا أملك سلطة على المجال الأمني والسياسي لاتخاذ القرار، ربما حين أصل هناك نستطيع التحدث بصورة أكثر قوة".
الجدير بالذكر أن عائلة غولدن لم تشارك في الاحتفال الرسمي لإحياء ذكرى قتلى حرب غزة، لأنها لا تستطيع الاستماع لوعود رئيس الحكومة للسنة الخامسة دون أن تتحقق بالفعل.
يارون بلوم المنسق الإسرائيلي المسؤول عن إعادة الأسرى والمفقودين قال، إن "إعادة إعمار قطاع غزة مرهون بعودة الأسرى الإسرائيليين، وقد بات لدينا طرف خيط يتعلق ببعض المعلومات حول وضع الأسرى، مع أنه لا يعلم الكثيرون حجم الانخراط الذي يبديه رئيس الحكومة بمسألة الأسرى والمفقودين، وهناك الكثير من الجهود العملياتية التي نبذلها".
وأضاف في لقاء نشره موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، أنه "ربما لا تعلمون مدى ما تلقيه من ظلال هذه القضية على مجريات النقاشات الأمنية والسياسية، ومحظور الاستهانة بها، لكن استعادة جثة زخاريا باومل أخيرا من سوريا ربما تضيف مزيدا من الحافزية".
وأوضح أن "صفقة شاليط لن تتكرر بالإفراج عن 450 أسيرا على أيديهم دماء يهودية، نحن نجري مفاوضات مع عدة دول بينها مصر، لكننا لا نجري مفاوضات مباشرة مع حماس، يجب أن تدرك حماس أن شيئا ما في المجتمع والسياسة الإسرائيليين قد تغير بعد صفقة شاليط، وأنه لن يكون هناك إعادة تأهيل لغزة دون عودة الأسرى".
وختم بالقول إننا "حتى يومنا هذا لم ننجح في المهمة، لأن حماس ليست في مجال الدخول في المفاوضات، هناك فجوة بين الواقع وتصور حماس حول كيف يبدو شكل استعادة الأسرى الإسرائيليين".
وحذر الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، قيادة الاحتلال الإسرائيلي من تحول ملف الأسرى الموجودين بيد المقاومة في غزة، "طي النسيان أو إغلاقه نهائيا"، في حال رفض الاحتلال حله.
وقال أبو عبيدة، في خطاب موجه لعائلات الجنود الإسرائيليين الأسرى منذ عدوان 2014: "في قضية "رون آراد عبرة، لا نضمن أن يبحث ملف الأسرى مجددا، إذا أضاع الاحتلال الفرصة لدفع الثمن، وإعادتهم لعائلاتهم".
ولفت الناطق باسم القسام إلى أن قيادة الاحتلال "كذبت على شعبها منذ العام 2014، بشأن الجنود وكانت تسعى لطي الملف لحظة أسرهم، لكن المعلومات والبيانات التي كشفتها المقاومة، كانت اليقين والصدق، ونصحنا عائلات الجنود بالاستماع لنا".
عربي21