مع انتهاء زيارة وفد من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" للجمهورية الإسلامية، بقيت نتائجها موطن ارباك وتحليل لدى الاحتلال وأطراف مرتبطة به، لا سيما وأنها الأهم والأبرز منذ عام 2012.
الزيارة التي تمت بطلب إيراني وبتنسيق عالي المستوى، تبعا للمصادر التي واكبت التفاصيل ، بدت في توقيتها أشبه بصدمة للاحتلال والأطراف المرتبطة به.
ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في طهران خالد القدومي وصف زيارة وفد الحركة للجمهورية الإسلامية بـ"التاريخية".
وقال القدومي في تصريح خالص لـ"الرسالة نت ": "الزيارة تاريخية بكل ما تعني الكلمة وذلك لصالح أنها أولا بهذا المستوى الرفيع، ثانيا بلقاء المرشد العام للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي بعد فترة طويلة، وعلى صعيد نتائجها كذلك".
وكان آخر مرة التقت فيها قيادة الحركة مع خامنئي عام 2012، بلقاء اجراه آنذاك إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي الحالي للحركة.
وقال القدومي: " خرجنا بنتائج عملية حول سبل مواجهة العدو المشترك للأمة ، ممثلا بالكيان الصهيوني الذي سبب حالة التوتر وانعدام الامن في كل الإقليم".
وأوضح "ناقشنا آخر التطورات في القضية الفلسطينية، واتفقنا على دعم المقاومة بكل الأصعدة والمجالات" مضيفا :" الزيارة قربتنا اكثر من المشتركات مع الجمهورية الإسلامية، وكل أجنحة الامة التي يجب ان تتحد حقيقة في مواجهة العدو".
وحول التحريض الإسرائيلي ضد الزيارة، فأكدّ أن هذه النتيجة هي أمر متوقع من الاحتلال، "وهو المسؤول عن أي حماقة تجاه هذا التحريض".
وشددّ على أن الشعب الفلسطيني لن يتردد عن مقاومة الاحتلال او الوقوف في وجه صلفه.
مسؤولون إيرانيون لم يترددوا في تأكيد العلاقة الاستراتيجية بين مكونات محور المقاومة، وفي القلب منه فصائل المقاومة الفلسطينية.
ووصف حسين شيخ الإسلام مستشار وزير الخارجية الإيراني في تصريحات لـ"الرسالة نت " العلاقة مع المقاومة الفلسطينية بـ"الاستراتيجية" مشددا على أن مرحلة تعزيز العلاقة أصبحت من الماضي، و"اليوم هي في أفضل احوالها وعادت لما كانت عليه سابقا".
وأكدّ أن بلاده لن تتردد في توفير الدعم للمقاومة الفلسطينية وما تحتاجه "ولم تتردد في لحظة ما عن فعل ذلك".
وأثارت الزيارة حفيظة الاحتلال واطرافه المرتبطة به، وهي الخطوة التي وجدها نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري دليل على صحة الخطوة.
وأضاف العاروري: "علاقتنا مع إيران جزء من تحالفنا الوثيق مع الشعوب والحكومات والأحزاب التي ترفض المشروع الصهيوني، وتناصر الحق الفلسطيني".
وتابع: "علاقتنا مع إيران ليست موجهة ضد أي عربي أو مسلم، وتأتي في سياق توحيد الجهود لمواجهة الاحتلال ".
واستدرك: "نحن في خط الدفاع عن كل مكونات هذه الأمة، ومنها إيران ومصر والسعودية".
وأردف: "أبدينا بوضوح أننا نأتي لإيران لتطوير العلاقة في اتجاه واحد، وهو مقاومة العدوان الصهيوني والهيمنة الأمريكية التي تسعى لترتيب المنطقة لصالح الاحتلال". وأشار إلى أن "إيران أبدت الجاهزية العملية لتقديم كل أشكال الدعم، رغم حالة الحصار (على غزة منذ 2006)، وهم غير محرجين من تقديم هذا الدعم".
وكانت العلاقة بين حماس وإيران، شهدت، نوعا من الفتور، عقب أحداث الصراع الداخلي، المندلع في سوريا منذ أواخر 2011.
لكن مسؤولين في حماس، قالوا في 2017، إن العلاقات مع إيران عادت إلى سابق عهدها.