قائد الطوفان قائد الطوفان

محمد عليان ... مطلوب للتحقيق في الرابعة من عمره

محمد عليان
محمد عليان

الرسالة-رشا فرحات

لك أن تتخيل، كيف يسير ابن أربعة أعوام إلى مركز الشرطة لأنه تلقى استدعاء للتحقيق معه بالأمس، بينما يكرر والده الوصية مرة بعد مرة:" محمد، تعيطش"

وما أن يصل إلى مركز الشرطة حتى يبدأ بالبكاء، حين رؤيته للشرطي الذي يرطن بعبريته لغة لا يعرفها محمد الذي لم يتقن الحديث بعربيته بعد، ولكنه الاحتلال الذي لا يفرق بين صغير وكبير، بل أنه قد وصل إلى حد الجنون باستدعاء الأطفال للمحاسبة بتهمة القاء حجر في الطريق!

ولكن الرسالة العظيمة التي حملها أهالي العيسوية على أكتافهم هذا الصباح قد وصلت للعالم، فوالد محمد ربيع عليان يرتدي قميصا أحمر اللون كقميص طفله محمد، كصورة من المؤازرة، بينما ينادي عليه المتضامنون من بعيد :" محمد، محمد، ما تخاف" ، ولكن محمد لم يخف، بل بدى منشغلا بعلبة الحليب بالشوكلاته التي يحبها وهو يضعها في فمه مستمتعا بالمذاق الحلو.

بالأمس تجلت صورة وقاحة المحتل بأقسى ملامحها، فما أن قذف محمد الطفل الواقف على باب منزله حجرا في وجه دورية الاحتلال حتى نزل الجندي من عربته مصرا على اعتقال الصغير، الذي سحبه أهلي العيسوية مهاجمين الدورية قبل طردها من الحي، وتخليص الطفل من أيدي الجنود، ولكن ما أن حل المساء حتى وصل إلى يد الوالد ربيع عليان ورقة تفيد باستدعاء ابنه إلى مركز شرطة العيسوية لبدء التحقيق معه.

وفي صباح الثلاثاء خرج أهالي العيسوية جمعيهم بصحبة محمد ووالده لتنفيذ الاستدعاء ساخرين من محتل جبان هدفه بناء الخوف في قلوب الصغار قبل أن يكبروا.

وبعد التحقيق مع والد الطفل هدد الاحتلال الوالد ربيع عليان، بإنهاء وصايته على طفله محمد (4 سنوات)، وتحويله إلى "الشؤون" الإسرائيلية ليُصبح تابعًا لها، إذا ما شوهد وهو يلقي الحجارة على أحد دوريات الشرطة أو الجيش، وذلك بعد تحقيق طويل خضع له والد الطفل صباح الثلاثاء.

وقال المحامي محمد محمود، إن الضابط الإسرائيلي الذي حقق مع الأب تحدث بلهجةٍ تهديديةٍ، دون اظهار أي دليل يثبت أن الطفل قد ألقى الحجارة، مضيفا: لا يحق له أن قانونا أن يحرم والده منه لهذا السبب الذي يدعيه،  ولكنه هدد الوالد  بأنه في حال تكرر إلقاء الحجارة سيتحول الطفل إلى الشؤون في بلدية الاحتلال.

فيما قال والد الطفل عليان: إن الضابط طلب منه منع ابنه من اللعب أمام المنزل، وتساءل، "كيف يُمكن أن أُفهّم طفل عمره أربع سنوات هذا الكلام؟" ساخرا من حكومة الاحتلال مضيفا: ما الذي يمكن أن يفعله طفل ابن أربع سنوات ليرسل له مثل هذا الاستدعاء؟

وفي ذات السياق وفي بيان لها استنكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في بيان لها إقدام سلطات الاحتلال على استدعاء الطفل عليان وهو بعمر الثلاث سنوات، مؤكدة أن الاحتلال يرتكب جرائم علنية وواضحة بحق أطفال القدس، وأن الطفولة الفلسطينية تتعرض للخطر الشديد والدائم في إطار صمت المجتمع الدولي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المسعورة للقانون الدولي، ولاتفاقية حقوق الطفل العالمية.

واتهم البيان سلطات الاحتلال بأنها صعدّت من استهدافها للقدس والمقدسيين خلال السنوات القليلة الماضية، ولوحظ أن هناك هجمة منظمة بحق الأطفال المقدسيين بشكل خاص، كما تصاعدت حملات الاعتقال لهم، بهدف تشويه مستقبل الأطفال، وتدمير واقع الشباب الفلسطيني، وترويعهم.

البث المباشر