سيطرت قوات المجلس الانتقالي المدعومة إماراتيًّا على قصر معاشيق الرئاسي في عدن (جنوبي اليمن)، وذلك بعد أن سلمت قوات الحماية الرئاسية -التابعة للحكومة الشرعية- القصر لقوات المجلس دون قتال، وفق ما قالت مصادر ميدانية للجزيرة.
جاء هذا التطور بعد ساعات من سيطرة قوات الحزام الأمني والمجلس الانتقالي -المدعومة إماراتيًّا- على المواقع العسكرية الحيوية والمرافق الحيوية في المحافظة، بعد أيام من المعارك مع قوات الحكومة الشرعية.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول عسكري تابع للمجلس الانتقالي أنهم سيطروا على القصر الرئاسي في عدن، في حين قالت الحكومة اليمنية إن الانفصاليين الجنوبيين نفذوا انقلابا على الحكومة المعترف بها دوليا.
انقلاب بدعم إماراتي
من جهته، وصف محمد عبد الله الحضرمي نائب وزير الخارجية اليمني المواجهات المسلحة في عدن بانقلاب يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي.
ونقل الحساب الرسمي لوزارة الخارجية اليمنية على تويتر عن الحضرمي قوله إن ما يجري في العاصمة المؤقتة عدن من قبل المجلس الانتقالي هو انقلاب على مؤسسات الدولة الشرعية التي جاء التحالف إلى اليمن بهدف استعادتها ودعمها، بعد انقلاب الحوثي عام 2014.
وفي السياق نفسه، قال وزير الدولة في الحكومة اليمنية عبد الغني جميل إن ما يجري في عدن وقبله في صنعاء كان بدعم وتمويل من الإمارات، وأضاف أن السيناريو المدعوم إماراتيا طُبق بحذافيره شمالا وجنوبا بمزاعم طرد تنظيم الدولة الإسلامية وحزب الإصلاح.
بدوره، قال وزير الدولة اليمني لشؤون مجلسي النواب والشورى محمد الحميري إن الحكومة الشرعية تواجه إمكانات وسلاح دولة الإمارات.
في السياق نفسه، قال وزير الثقافة اليمني مروان دماج إن وزير الداخلية أحمد الميسري ووزير النقل صالح الجبواني واللواء فضل حسن في مكان آمن.
وكان مدير مكتب الجزيرة في اليمن سعيد ثابت أفاد في وقت سابق بأن عدن أصبحت الآن واقعيا بيد المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، بتوافق سعودي إماراتي، وتحدث عن مفاوضات لتسليم عدن للمجلس.
واعتبر أن انسحاب المدرعات السعودية من أمام قصر معاشيق الرئاسي في عدن يعني أن السعودية تشرف على عملية انقلاب على الشرعية، وتسلم الوضع إلى جهة جديدة غير الحكومة الشرعية، هي قيادة المجلس الانتقالي والحزام الأمني، وبالتالي فإن السلطات المحلية والوزراء في الحكومة أصبحوا في حكم المنعدم.
وفي أول رد فعل لجماعة الحوثي، قال محمد البخيتي -عضو المكتب السياسي للجماعة- إن الإمارات وحلفاءها أسقطوا ما تبقى من شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، وإن قوات الحزم الأمني -المدعومة إماراتيًّا- أصبحت سلطة أمر واقع في الساحة اليمنية يجب التعامل معها، على حد وصفه.
تقدم ميداني
وكانت مصادر ميدانية قالت في وقت سابق إن قوات الحزام الأمني حققت تقدما ميدانيا في أحياء ومناطق من محافظة عدن بعد معارك مع قوات الحكومة.
وأضافت المصادر أن أفراد معسكر بدر التابع للحكومة الشرعية في مديرية خور مكسر انسحبوا بعد هجوم كبير شنه مسلحو المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.
كما انسحبت قوات اللواء الثالث حماية رئاسية التابع للحكومة الشرعية من معسكرها في جبل حديد.
وقالت مصادر للجزيرة إن مدرعات سعودية شوهدت وهي تغادر منطقة معاشيق، حيث القصر الرئاسي في كريتر بعدن.
وكانت قوات الحزام الأمني سيطرت فجر اليوم السبت على معسكر اللواء الرابع الرئاسي في مديرية دار سعد (شمال عدن)، بعد معارك عنيفة مع قوات اللواء.