أبو حسن (الشهيد)اسماعيل ابو شنب مربي ومعلم لأجيال التقاها في خضم سيرة حياته المعطاءة ، ونحن كأسرى تشرفنا بالالتقاء بالشهيد القائد المهندس أبو حسن في سجن المجدل ،حيث كانت له بصمات في حياتنا وطريقة تفكيرنا ؛ حاز على محبة الجميع من كل الفصائل والتنظيمات.
كان له دور رائد في الوحدة الوطنية والارتقاء في طبيعة الاهتمامات والترفع عن الصغائر وسفاسف الامور بشكل مستمر ، يحسن الالتصاق باصل الهدف وصميم الرسالة ففي عهده ارتقت العلاقات الوطنية في اطار اللجنة الوطنية إلى درجة لم تشهد السجون مستوىً متقدماً يوازيها .
وللتاريخ أول وثيقة يتم الاتفاق عليها تضمنت أسس وقواعد تحمي المشروع الوطني وتحافظ على اللحمة وتجمع الناس على برنامج سياسي ونضالي قادر على التوفيق بين آراء القوى المختلفة ومواقفها المتباينة .
كان مبكراً في عهد الشهيد القائد أبو حسن ، ومن حركة فتح القائد توفيق العبد الله أبو ابراهيم أحد مفكري حركة فتح الذي امتاز بعمق الفكر الوحدوي وصدق الانتماء لفلسطين .
رحم الله الشهيد أبو حسن كان لماحاً فطناً قائداً مربياً حاسماً حازما ً ليناً تختلف معه وأنت محب له ، وتتفق معه دون أن يشعرك أنه صاحب الفكرة، فهمُّه ترسيخ القيم العليا الجامعة والتوافق على الرسالة الوطنية التي من أجلها اجتمع الجميع وعليها انطلق، لا يغرق في التفاصيل ولا يتأثر بها علّ امتيازه وجلده على النزول إلى دقائقها، فبه ومعه كبرت الآمال وارتفع سقف الأسرى وتميز عسقلان في عهده بالتدخل في شؤون السياسة وقد عالج قضايا وخلافات بينية بين الفصائل وداخل الفصيل اتصل في الشهيد أبو عمار والشهيد أحمد ياسين والشهيد أبو محمد الرنتيسي وقادة أحياء حتى اللحظة يشكلون محاور في صنع القرار والتأثير على مسار القضية .
لم يغلق باباً ولم يتصدّ لفكرة، كل شيء لا يعترض القيم العليا للشعب الفلسطيني وإن كان غريباً بسيطاً في نظر الغير قابلاً للبحث والنقاش عند الشهيد أبو حسن.
وحدوي في البعد السياسي والثقافي في حدود الوطن وتحت الشمس بما تجتمع عليه الإنسانية والناس ، فلم يكن متساهلاً مع من يستهن بثقافة الغير ويستهزئ بها، وكان ينصب نفسه مدافعاً ومحامٍ عنها وإن كانت ثقافة لقبيلة هامشية في مجاهل إفريقيا لم يسمع عنها رئيس الدولة التي تعيش داخل حدودها.
كان يحاكي أهلها ويطالبنا بأن نلبس أحذيتهم حتى نفكر بطريقتهم وأبعاد وزوايا تفكيرهم وخصوصية ثقافتهم حتى نفهم منطلقاتهم.
إنه الشهيد أبو الحسن غزير الفكر واسع الثقافة صبور واسع الصدر قوي التحمل للأفكار المخالفة لكنه مؤثر يشق أخاديد في وعي من يلتقيه ويزرعها قيماً وأدوات عمل ومفاهيم راسخة ،لا يؤمن بالحشو والمعلومات الباردة مع انه منفتح وثري الثقافة وتنوع المعرفة ،لكنه يمتاز بمنح المفاتيح وتشجيع المقبلين ودعم وإسناد المحبين للعمل في مساحات واسعة وفضاءات وطنية جامعة.
لقد أحببت الشهيد وترك في نفسي معانٍ ودروس وأثر في فكري ووعيي أكثر من أي شخص آخر التقيته في حياتي وتجربة نضالي في الأسر وخارج السجون ولا زلت اتمسك بقيم العمل المشتركةوضرورة الوحدة الوطنية على قاعدة المقاومة وحماية الثوابت الوطنية باي ثمن
تقبل الله الشهيد وأسكنه فسيح جناته