دخل "منحرفو الفكر" مجددا على خط المواجهة ليوجه طعنة في خاصرة المقاومة وامنها في اللحظة التي تأهبت فيها الأخيرة لمواجهة العدوان وعيونها ترقب حدودها الشمالية والشرقية لصده.
من حيث احتسبت او ربما لم تحتسب المقاومة، وصلها تكفيري بدراجته المفخخة ليقتل 3 من رجال الأمن وتحديدا من رجال المرور الذين لا يشكلون أدنى خطرا عليهم، في جريمة مروعة هزّت وجدان الفلسطينيون أولا ثم كل من يناصرهم.
الجريمة التي بدأت فصولها في ليل دامس استغله "منحرفو الفكر" ليوجهوا طعنتهم، ترافقت مع أجواء ملبدة بالطائرات الحربية الإسرائيلية التي لم تفارق سماء القطاع في لحظة الحادث، ليتفاجأ الجميع بهذا الحدث الذي كانت أبرز ادواته شخص "منحرف الفكر".
الحادث فتح ملف يحمل في طياته كثير من الحوادث والذكريات التي شارك فيها أصحاب هذا الفكر في اعمال إرهابية واجرامية، تبين لاحقا وجود دور للشاباك في توجيهها ودعمها، ليس أدل عليها من حادثة اغتيال القائد القسامي المهندس مازن فقها.
في حوادث أخرى ارتبط فيها العنصري التكفيري في محاولات التفخيخ، ذلك المشهد الذي أعاد للأذهان حال العراق وبلاد كثيرة سيطر عليها هذا الفكر، وهنا تجري تلك الحوادث على بعد مئات من الأمتار مع الاحتلال.
وفي الملفات الداخلية أيضا ارتبط أصحاب هذا الفكر في حوادث، كان فيه الاستغلال الديني لسرقة أموال من رجل أعمال، أو العمل في إطار منظومة يكتشف لاحقا ان عددا من العملاء يعملون في اطارها.
ليس أدل من ذلك اللعبة المكشوفة لما قيل انها محاولة اغتيال لرامي الحمد الله، تبين دور مخابرات السلطة في الولوج لأصحاب هذا الفكر والعمل على تجنيدهم من خلال منابر للفكر المتطرف.
تمت عملية التجنيد واستغل مجموعة من الشبان الذين أطلقوا النار على ضباط من العناصر الأمنية، في وقت جرت فيه عملية التجنيد لمصلحة جهاز أمنى لا علاقة له بتحكيم شريعة ولا دين الله.
مختصون ومراقبون في المجال الأمني أشاروا دائما الى استغلال الاحتلال ومخابراته إضافة لمخابرات الدول الأخرى، لأصحاب هذا الفكر الذي يكتشف دائما انهم يعملون تحت غطاء ديني لمصلحة هذه الأجهزة.
وبما تحمله الاحداث من شواهد مختلفة عن تورط أصحاب الفكر المنحرف بالأجهزة المخابراتية، كافية لمعرفة أهدافهم، خاصة وان عددا منهم القي القبض عليه واعترف بعلاقته مع أجهزة امنية معادية عملت على تزويده بالسلاح ووجهته في بعض المراحل لافتعال مواجهة في لحظة اجماع وطني على التهدئة.
وتفيد الجهات الأمنية ان بعض الجهات المخابراتية المعادية استغلت بعض الصبية في مقتبل أعمارهم، لدفعهم لضرب صواريخ ودفع أموال لهم، وجرى اعتقال شخصيات اقرت واعترفت، وتملك الأجهزة الأمنية الأدلة الكاملة على صحة ذلك.
وسجل عديد الأشخاص الذي غادروا مواقعهم في تلك المجموعات المتطرفة، احداثا وشواهد عديدة على وجود اختراق كبير، في منظومة القيم التي توجهها، إضافة الى استغلال هذه المجموعات وتوجيهها في إطار الصراع الداخلي من تفجير وقتل.
ورغم حرص الأجهزة الأمنية على احتواء هذه المجموعات وتقديم النصح والإرشاد لها، الا ان ذلك لم يشفع لها من بعض أصحاب هذا الفكر الذي وجه سهامه الغادرة تجاه المقاومين وأجهزة الامن أكثر من مرة.