قائد الطوفان قائد الطوفان

التفاف على شرط تجميد الاستيطان

"الحلول الإبداعية" لدفع سلطة فتح نحو استئناف المفاوضات

 

الرسالة نت - فايز أيوب الشيخ   

تحاول أطراف التفاوض ومن خلفهما الإدارة الأمريكية الالتفاف على قرار تجميد الاستيطان كشرط لاستئناف التفاوض من خلال ما يطلق عليه "الحل الإبداعي" الذي يقضي بإيجاد طريقة لتحديد البناء في المستوطنات من دون اتخاذ قرار في الحكومة الصهيونية بتجميده.

ويتبنى قادة الاحتلال "الحل الإبداعي" الجديد سعيا وراء إيجاد مخرج لقادة "سلطة فتح" لدفعهم نحو استئناف المفاوضات دون التخلي عن شرطهم بتجميد الاستيطان، حيث أنه -حسب ما هو معلن- فإن موضوع تمديد تجميد البناء يعتبر العقبة الأساسية أمام استمرار المفاوضات المباشرة.

وكان رئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتنياهو" شدد خلال لقائه الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس في القدس الثلاثاء الماضي على رفضه تمديد تجميد البناء علماً أن الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي يطالبونه بمواصلة التجميد أيضاً، في حين أن أغلبية أعضاء "وزراء السباعية الإسرائيلي" يعارضون تمديد تجميد الاستيطان.

سلطة إلى الجحيم..!

وفي غمرة "التنازلات التدريجية" في المفاوضات الجارية، مازال "قادة فتح" يزعمون تمسكهم بشرط تجميد الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات، فقد أكد أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول "أنه لا حلول إبداعية و لا حلول وسط يمكن أن تدفعهم للتخلي عن شرطهم بتجميد الاستيطان لاستئناف المفاوضات".

وقال مقبول في تصريح مقتضب لـ"الرسالة نت"، "أن الموقف الفلسطيني المُعلن هو موقف صارم وحاسم أنه في حال لم يستمر تجميد الاستيطان وواصلت الحكومة الإسرائيلية النشاط الاستيطاني فلن يبقى هناك فائدة من  المفاوضات".

وحول ما إذا كانت "سلطة فتح" قادرة على وقف المفاوضات والتخلي عن امتيازات ومقومات دعم سلطتها، اعتبر مقبول هذا السؤال غريب ولا يحتاج لجواب، واكتفى بالقول :"إن الوطن أغلى من كل الامتيازات..ولتذهب السلطة إلى الجحيم إذا كانت ستقايض الوطن مقابل سلطة ضعيفة هزيلة لا سيادة لها"، حسب تعبيره.

حلول تسويقية باهتة

من جانبه اعتبر القيادي بحركة حماس النائب يحيى موسى، أن "سلطة فتح" تتمسك بـ"الحلول الإبداعية" باعتبارها حلولاً تسويقية للتنازل عن الحقوق الوطنية الفلسطينية وكفلسفة للتراجعات أمام الاحتلال الصهيوني والتنازل عن الالتزامات التي أجمعت عليها الفصائل في فترات النضال الفلسطيني.

وأشار موسى في حديثه لـ"الرسالة نت"، إلى أن أطراف التفاوض يخرجون من حين لآخر بمصطلحات وحلول باهتة "لكي يعطوا إيحاءات أنه ليس هناك تنازل ، و لكن الحقيقة أن هذه الحلول دائماً تأتي على حساب الشعب الفلسطيني ومقدراته ".

وتساءل موسى" لماذا الطرف الصهيوني دائماً يتجه إلى حلول ذات طبيعة فظة تحرف العملية السياسية لصالحه مثل يهودية الدولة أو القدس الموحدة بينما الطرف الفلسطيني يبحث عن مخارج للعُقد التي تجري في التفاوض..؟"، مؤكداً أن كل عُقدة لا بد وأن تحُل في كل مرة على حساب الشعب الفلسطيني.

وحول ما إذا كانت السلطة جادة في تهديداتها بوقف التفاوض في حال لم يتم تجميد الاستيطان، قال موسى " السلطة عودتنا طيلة التاريخ الفلسطيني على التراجع والتنازل لذلك نحن لا نثق بأي وعود للسلطة ".

واستشهد موسى بمسلسل التنازلات التي قدمتها "سلطة فتح" عندما قبلت بمبدأ التبادلية ومساومتها على حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم، وقال:"عندما يقبل عباس أن يذهب للتفاوض في منزل نتنياهو داخل القدس ومن قبله في منزل أولمرت، فهذا يعني إقراره بحق الصهاينة في القدس المحتلة" .

وأضاف:" المفاوض الفلسطيني للأسف الشديد يعطي تنازلات قبل أن يصل إلى طاولة المفاوضات، وكل ما يطرح من حلول هو دائماً اقتطاع من نصيب الفلسطينيين".

قطع حبل المفاوضات

من جهته اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس أبو ليلى، أن ما يقدمه قادة الاحتلال "ليس حلول إبداعية بقدر ما هي إبداع في الضحك على ذقون العالم والشعب الفلسطيني وتسمية الأشياء بغير أسمائها"، مؤكداً أن هذه الحلول التي يقدمونها ليست محاولة لحل مشكلة الاستيطان وإنما محاولة للتستر على استمرار النشاط الاستيطاني وتوسعته في الوقت الذي يجري فيه تخدير الرأي العام العالمي بحجة "الحلول الإبداعية".

وعبر أبو ليلى في حديثه لـ"الرسالة نت" عن اعتقاده بأن استمرار الاستيطان وإصرار حكومة نتنياهو على  التمسك بسياستها التوسعية "يملي ضرورة الانسحاب من هذه المفاوضات التي ستتحول إلى جولة جديدة من المفاوضات العبثية"، مشدداً على ضرورة عدم الأخذ بهذه الخدع المسماه بـ"الحلول الإبداعية" المقترحة من القادة الإسرائيليين وتلقى تأييداً ومحاولة تمرير وتستر من قبل الإدارة الأمريكية.

 وقال:"إن مصداقية الموقف الفلسطيني باتت تتطلب تنفيذ التهديدات التي أُطلقت أكثر من مرة بأن الاستمرار في الاستيطان سيؤدي إلى قطع حبل المفاوضات".

تخريجات للموقف الصهيوني

أما عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل  المجدلاوي، فقد شدد على أن مسار المفاوضات برمته مسار خاطئ وضار.

 وأكد المجدلاوي لـ"الرسالة نت" أن المقصود من "الحلول الإبداعية" البحث عن تخريجات للموقف الصهيوني، وقال:"ليس مطلوباً أو مسموحاً أن يدفع شعبنا فواتير تسدد لصالح الموقف الإسرائيلي أو الموقف الأمريكي" .

 وأضاف :"لا نريد للسلطة أن تنحدر انحدارها الراهن لأننا نرى إذا ما أصرت هذه السلطة  على التمسك بخيارها السياسي الراهن هذا فإنها تنحدر خطوة وراء خطوة"، معرباً عن أمله بأن تستجيب السلطة بالابتعاد عن هذا المسار العبثي والعودة إلى مسار الإجماع الوطني.

تجدر الإشارة إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية "هيلاري كلينتون" قدمت هي الأخرى عروضاً لطرفي التفاوض لتفادي انهيار المفاوضات يوم 26 سبتمبر/أيلول الجاري، وهو تاريخ انتهاء فترة تجميد الاستيطان، حيث أوضحت المصادر الفلسطينية لموقع "الجزيرة نت" أن العروض التي قدمتها كلينتون –خلال لقاء المفاوضات الأخير بالقدس- لعباس ونتنياهو "ضبابية للغاية وفيها محاباة كبيرة للعدو الإسرائيلي".

البث المباشر